حصل أكثر من اثني عشر من الموردين الصينيين لشركة "أبل" على موافقة أولية من الهند للتوسع في البلاد، مما يساعد جهود الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا لتنويع شبكة التجميع خارج الصين.
من بين الشركات التي تمكنت من الحصول على الموافقة، شركة "لوكسشير بريسيشن إندستري"، ووحدة من شركة "صني أوبتيكال تكنولوجي غروب" اللتان تُجمّعان أجهزة "إيربودز" و"أيفون"، كما قال أشخاص مطلعون على الأمر، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنه لم يتم الإعلان عن الموافقات.
أضاف الأشخاص أن الموافقات من الوزارات الهندية الرئيسية تعد خطوة نحو الموافقة الكاملة على التوسع في الهند، ومن المرجح أن يُطلب من الشركات العثور على شركاء محليين في المشروع المشترك الهندي.
تنمية قطاع التصنيع في الهند
تسعى "أبل" وغيرها من العلامات التجارية الإلكترونية الأميركية لتقليل اعتمادها على الصين بعد القيود التجارية، واضطرابات الإنتاج المرتبطة بكوفيد التي كشفت عن مخاطر التمركز بشكل مفرط في بلد واحد. من جهة أخرى، تشير الموافقات إلى أن الهند تسمح لمزيد من الشركات الصينية ببناء أعمالها في مجال التصنيع التكنولوجي، حتى مع اشتداد التوترات السياسية بين الجارتين الآسيويتين.
استنساخ النموذج الصيني لن يخفف تباطؤ اقتصاد الهند في 2023
جعل رئيس الوزراء ناريندرا مودي تنمية قطاع التصنيع في الهند ضمن أولوياته الوطنية، عبر تقديم الحوافز المالية والدعم الحكومي لمشاريع توسع الشركات. لعبت "أبل" دوراً رئيسياً في هذا الجهد، مع شركاء مثل شركة "هون هاي بريسيشن إندستري" التي تنتج، أكثر من أي وقت مضى، أحدث جيل لأجهزة "أبل" في الهند.
موافقات هندية لشركاء "أبل"
ذكر الأشخاص أن حوالي 14 مورّداً حصلوا على الضوء الأخضر من الهند، بعد أن حددتها شركة "أبل"، باعتبارها شركات تحتاج لخدماتها، من أجل زيادة وجودها في الهند. في الوقت الذي لا يزال يتم تجميع الغالبية العظمى من منتجات "أبل" في الصين، إلا أن الشركة بدأت في السنوات الأخيرة في صنع المزيد منها في الهند من خلال شركاء تايوانيين.
لم يرد ممثلو "لوكسشير"، و"صني اوبتيكال"، و"أبل"، ووزارة التكنولوجيا الهندية على رسائل البريد الإلكتروني التي طلبت الحصول على تعليقاتهم.
مخاوف الركود تعيد شبح عام 2012 لشركات البرمجيات الهندية
تتمتع "أبل" التي تتخذ من كوبيرتينو في كاليفورنيا مقراً لها بسيطرة مُحكمة على سلسلة التوريد الخاصة بها التي تضم المئات من صانعي المكونات. بعض الشركات الهندية، مثل "تاتا غروب"، تزود "أبل" بالفعل بالمكونات. بدورها تسعى الهند لإضافة المزيد من الموردين المحليين إلى سلسلة التوريد لتعزيز وتنويع صناعة الإلكترونيات. تعتبر المشاريع المشتركة مع شركات تصنيع المكونات الصينية وسيلة لتحقيق ذلك.
التوترات السياسية وصناعة التكنولوجيا
في عام 2020، عزلت الهند الشركات الصينية إلى حد كبير عن اقتصادها التكنولوجي بعد أن اشتبكت قوات البلدين بعنف على حدودهما المتنازع عليها منذ فترة طويلة، مما أدى إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل على الجانب الهندي. أدى ذلك الحادث إلى تصاعد المشاعر المعادية للصين في البلاد.
منذ ذلك الحين، حظرت الهند تطبيقات "علي بابا غروب"، و"تينسنت هولدينغز"، و"بايت دانس". وداهمت، واستجوبت، وعاقبت مجموعة من شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، من صانعي الهواتف إلى مزودي خدمات التكنولوجيا المالية.
الهند وفيتنام تسحبان بساط تجميع "أيفون" من الصين
شددت الهند أيضاً القواعد التي تمنع شركات البلدان المجاورة من الدخول دون موافقة الحكومة، وفقدت الشركات الصينية الحوافز الحكومية الممنوحة لمصنعي التكنولوجيا.
في الوقت نفسه، تعمل الهند بشكل مُطّرد على تكثيف التجميع المحلي للهواتف الذكية، مما يسمح للمصنعين التايوانيين مثل "هون هاي"، و"ويسترون غروب"، و"بيغاترون" بإنشاء مصانع. لكن عدم وجود صانعي المكونات الأساسية بالقرب من عملياتهم حد من نمو الصناعة المحلية.
قال الأشخاص إنه على الرغم من أن الهند توافق الآن على توسع العديد من الموردين الصينيين في البلاد، إلا أن البعض منهم لا يزال يواجه الرفض من قبلها، إذ ذكر أحد الأشخاص أن شركة "أبل" قدمت قائمة بحوالي 17 مورداً إلى السلطات الهندية، تم رفض عدد قليل منهم، ورُفضت شركة واحدة على الأقل بسبب علاقاتها المباشرة مع الحكومة الصينية.
ذكرت المصادر أنه من بين الشركات التي حصلت على موافقات الحكومة الهندية شركة "هانز ليزر تكنولوجي إندستري"، وشركة "شنجن يوتو باكيجينغ تكنولوجي".
