سجَّل إنتاج أشباه الموصلات في كوريا الجنوبية أكبر تراجع له منذ الأزمة المالية العالمية خلال نوفمبر الماضي، مما أثر سلباً في الناتج الصناعي للبلاد ودلل على وجود تباطؤ أكبر بالطلب الخارجي على المكونات التكنولوجية في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي.
انكمش إنتاج الرقائق الإلكترونية للشهر الرابع على التوالي، إذ هبط 15% على أساس سنوي، مسجلاً أكبر تراجع منذ 2009، حسب بيانات صادرة الخميس عن مكتب الإحصاء الوطني، وانكمش إجمالي الإنتاج الصناعي 3.7% بالمقارنة مع السنة السابقة، ما يعد أكبر هبوط منذ بداية تفشي وباء فيروس كورونا.
تباطؤ التعافي
يُظهِر انخفاض النشاط أن القوة الدافعة للتعافي آخذة في الضعف ببلد مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد العالمي. يواجه النمو الاقتصادي الكوري الجنوبي فعلياً ضغوطاً جراء انخفاض الصادرات وزيادة أسعار الفائدة محلياً، بجانب وجود توقعات متشائمة بالخارج تفاقم المخاوف.
صناعة الرقائق في كوريا تسجّل أول انخفاض في شحناتها منذ 3 سنوات
يتصاعد احتمال وقوع ركود اقتصادي لدى الاقتصادات الخارجية الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، إذ يقود بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي موجة من تشديد السياسة النقدية للتصدي لارتفاع معدلات التضخم، وتتواصل الحرب الروسية على أوكرانيا. وبينما يؤشر تخلي الصين بصورة تامة عن نهج "صفر كوفيد" إلى أن اقتصادها سيستعيد قدراً أكبر من القوة مستقبلياً، فإن تفاقم حالات الإصابة سيعقد الوضع في الأجل القريب.
قالت وزارة المالية في بيان منفصل إن ضعف الطلب على الرقائق الإلكترونية يعزز مجموعة عوامل تجعل التوقعات الاقتصادية لكوريا ملتبسة أكثر، بما فيها الآثار المترتبة على إضراب سائقي الشاحنات الذي انتهى مؤخراً والمأساة الناجمة عن حادث تدافع الحشود بسيول في احتفال الهالوين.
توقعات قاتمة
تعطي التوقعات القاتمة لبنك كوريا الجنوبية المركزي أسباباً أكثر لتوخي الحذر، فيما يدرس إنهاء دورة التشديد النقدي. كان بنك كوريا يرفع أسعار الفائدة على مدى أكثر من سنة ويناقش ما إذا كان سيزيدها لمرة واحدة أو مرتين إضافيتين السنة المقبلة.
بينت أحدث أرقام الإنتاج أن تصنيع الرقائق الإلكترونية هبط أيضاً 11% على أساس شهري، فيما زادت مخزونات أشباه الموصلات 20% على أساس سنوي في نوفمبر الماضي، مرتفعة من 12.9% الشهر السابق، حسب مكتب الإحصاء الكوري الجنوبي.
يؤكد ارتفاع المخزونات بمعدلات تفوق 10% منذ أكتوبر السنة الماضية توسع المعروض على مستوى العالم من رقائق الذاكرة التي تتصدر فيها كوريا الجنوبية الإنتاج. يعيد صناع الرقائق تقييم خططهم الاستثمارية وهم يتأهبون لتراجع في الطلب على منتجاتهم بالداخل والخارج.