منصات تواصل اجتماعي جديدة تتنافس على استقطاب جمهور الموقع الشهير بعد الاضطرابات الأخيرة

منصات بديلة.. هؤلاء هم ورثة "تويتر" بعد زوالها

المقر الرئيسي لشركة "تويتر"  - المصدر: بلومبرغ
المقر الرئيسي لشركة "تويتر" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يبدو زوال "تويتر" وشيكاً. أو على الأقل، هذا ما صدر عن أولئك الذين أعلنوا انتقالهم إلى منصات أخرى. وبما أنهم أصدروا هذه التصريحات على موقع "تويتر" نفسه، ثم ظلوا يراقبون من بعيد، فإن هذا يسلط الضوء على صعوبة توقف المستخدمين عن إدمانهم منذ أن سيطر إيلون ماسك على المنصة.

في ظل الخلل الوظيفي القائم، فإن هناك منافسة بين عدد من البدائل لإغراء المغردين. بعضها تم إنشاؤه من رماد "تويتر"، بينما اتخذ كثير منهم بداية جديدة بعدما كانوا في الظل لسنوات. في السطور التالية نلقي نظرة على البدائل لمن يسعون إلى الخطة "ب"، ونرصد كيف يتجمعون في وجه شركة ماسك ذات شعار الطائر الأزرق:

"ماستودون" (Mastodon)

منصة التواصل الاجتماعي الألمانية التي أسسها يوجين روشكو قبل ست سنوات هي المرشح المبكر للحصول على لقب "تويتر " المقبل، ومع ذلك، فإن سجالاً يدور حولها. فهي ليست موقعاً واحداً، بل في الواقع هي عبارة برنامج مفتوح المصدر يسمح لأي شخص بتشغيل خدمة الشبكات الاجتماعية الخاصة به. وإذا انتقيت هذا الخيار، يمكنك الاتصال بالمواقع الأخرى المستندة إلى "ماستودون" لإنشاء ما يسمى (fediverse) وهي مشتقة من كلمتي "فيديرال" (اتحاد)، و"يونيفرس" (كوني)، إذ يمكن للمشترك بموقع واحد (ويسمى أيضاً مثيل، أو خادم مركزي للشبكة) أن يتفاعل مع آخرين على مواقع ثانية. كما يسمح موقع (www.movetdon.org) للأشخاص بالعثور تلقائياً على متابعيهم في "تويتر" مما يسهل عملية الانتقال. المؤيدون للمنصة يحبون نهج اللامركزية المقاوم للرقابة، حيث يتم الإشراف على المحتوى في مثيل فردي عبر مراقبي الشبكة المعيّنين من قبل المجموعة، ويمكن حظر أو طرد المستخدمين إذا أخلوا بالقوانين. نتيجة لذلك، يمكن أن تكون الرقابة غير منتظمة، فما يُسمح به على خادم مركزي واحد يمكن أن يتسبب بالحظر على آخر. أما المعارضون فيشكون من وجود رؤية غير متكافئة لحرية التعبير، ويصفون عمل المنصة بالمربك جداً.

عملية الانضمام معقدة، ومجرد اختيار الخادم الذي ينوي أحدهم التسجيل فيه يقوده إلى الإرهاق، وتدفع الناس إلى الابتعاد. يشتكي المنتقدون من أن "ماستودون" نسخة سيئة من "تويتر"، إلا أن هذا الرأي غير عادل، إذ لم تفترض المنصة نهائياً تكرار "تويتر"، بل كان الهدف تقديم طريقة بديلة لتخيل وتشغيل وسائل التواصل الاجتماعي. وقد حقق نجاحاً باهراً في ذلك، إلا أن هذا لا يعني تحول المنصة إلى ساحة التجمع الأساسية.

"بوست" (Post)

وفقاً لمؤسسها، نعوم باردن، فإن المنصة الناشئة "ستكون مساحة مدنية لمناقشة الأفكار، والتعلم من الخبراء والصحفيين والمبدعين الأفراد، والتعلم من بعضنا البعض، وتتيح التحدث بحرية والاستمتاع بالوقت". الرئيس التنفيذي السابق لتطبيق المرور "ويز" (Waze) والذي اشترته "غوغل" لاحقاً، أخفى "بوست" خلال تطوير المنتج وتوسيع نطاقه، لذلك فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يتمكن المستخدمون الجدد من الدخول إليه. ومن بين الخصائص الجديدة إمكانية وضع العناوين الرئيسية، وتنسيق النص، والمنشورات الطويلة، بالإضافة إلى خيار دفع مبالغ مالية.

تميز المنصة الموضوعات بعلامة هاشتاغ "#"، كما في "تويتر"، وتحتوي على فئتين: واحدة مفضلة، والأخرى للمنشورات الرائجة حالياً "تريند"، وهو ما يُمكّن المستخدمين من العثور بسهولة عما يجذب اهتمامهم. يسمح بالتعليقات على منشورات الآخرين، ويجري التذكير بأن "النقاشات الدائرة تخضع للإشراف من أجل الآداب العامة".

"بوست" أكثر مركزية من "ماستودون"، ويرجح أن يعاني من تحديات إدارة المحتوى الشبيهة بتحديات "تويتر"، رغم أن الخطاب يبدو حتى الآن حضارياً. توحي النظرة السريعة إلى قاعدة المستخدمين بأنه في النهاية سيجذب جمهور "تويتر" التقدمي الذي يرغب بمزيد من التحكم بكيفية مشاركة المعلومات والتفاعل معها. وإذا تمكنت المنصة من توسيع نطاق المستخدمين وضمهم بسرعة، مع ضمان بقاء المحادثات مهذبة وودودة في نفس الوقت، فإن "بوست" يملك فرصة جيدة ليصبح مركز الحوار الجديد. لكن على "باردن" وفريقه اتخاذ قرارات صعبة بشأن التصميم والمحتوى ونموذج العمل في سبيل إنجاحه.

"كو" (Koo)

مقر هذا التطبيق هو مركز التكنولوجيا الهندي في بنغالورو، وهو الأقرب حتى الآن إلى استنساخ "تويتر"، وشعاره طائر أصفر. وإذا كنت تتطلع إلى إعادة نشر المحتوى المألوف ومشاركة النص الأصلي، فإن هذا المكان هو المناسب لفعل ذلك. حتى أنه يسمح بنقل مكتبتك الكاملة من التغريدات ومتابعة أولئك الذين قاموا فعلاً بتلك الخطوة. انطلق "كو" منذ ثلاث سنوات، وتلقى اهتماماً بالغاً عندما دخل "تويتر" في خلافات مع الحكومة الهندية، إذ سعى رئيس الوزراء نارندرا مودي للسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي بذريعة وقف الإرهاب. توافد المستخدمون الهنود، بمن فيهم العديد من المسؤولين الحكوميين إلى المنصة كبديل محلي للموقع الأميركي. ويرفض المؤسس مايانك بيدواتاكا الاتهامات بأن "كو" يميل إلى اليمين، أو يناصر "مودي"، حيث كتب في منشور توضيحي: "نحن نؤمن بحرية التعبير بقدر ما نؤمن بالمسؤولية والصدق في الخطاب".

في الهند أكثر هناك من 20 لغة حديثة، لذلك تميز منصة "كو" نفسها من خلال السماح بالمشاركات متعددة اللغات. قمت بسؤال المستخدمين البالغ عددهم الآن خمسة ملايين حول العالم، ما الذي يميز "كو"؟، وكان الرد الساحق هو أن المنصة أكثر ودية ومتعة ولطفاً من "تويتر". كما باقي منافساتها، سيتمثّل التحدي الأكبر الذي ستواجهه "كو" في ضمان الخطاب المدني، فالمنصة تستخدم مزيجاً من التعلم الآلي وتقديم التقارير الاجتماعية والوساطة. وإذا استطاعت التخلص من بعض الأخطاء المبكرة، قد تكون "كو" هي أفضل فرصة لتكرار المنصة الأصلية. وسيظل السؤال الكبير هو إذا ما كان المستخدمون حقاً يرغبون في تكرار الموقع الذي تخلوا عنه، أم أنهم يودون بداية مختلفة لشيء جديد.

"تي 2 سوشيال" (T2. Social)

هذه المنصة المبتدئة هي أكثر المحاولات المباشرة للاستفادة من انهيار "تويتر" المتوقع. غابور غزيل، الذي كان مؤخراً في "غوغل" بدأ العمل على هذا المشروع في اليوم الذي شرع فيه "ماسك" بطرد الموظفين، وكان لديه بالكاد 100 مستخدم بحلول أواخر ديسمبر. ومثل "بوست"، فإن الفرق لديه قائمة انتظار، ويريد تجهيز المنتج قبل أن يطلقه إلى العالم. لكن نقاشاً حديثاً في بودكاست "تيك ميمز رايد هوم" (TechMeme’s Ride Home) يظهر أن نيتهم تكمن في الاقتراب قدر الإمكان من صيغة "تويتر" الأصلية. وسيكون أكبر اختبار لها إمكانية بناء وتوسيع المنتج في الوقت المناسب لالتقاط موجة مغادري "تويتر".

"سبستاك" (Substack)

خدمة الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني لا تعد بديلاً واضحاً لطبيعة "تويتر" القائمة على النشر الآني، لكنها تحظى على قدر متزايد من الاهتمام. حث العديد من صناع المحتوى متابعيهم على الاشتراك في حساباتهم على "سبستاك"، دون التأكد من المصائر المقبلة للمنصة. وهو ما سيشكل عاملاً حاسماً حتى يتمكنوا من توجيه المشتركين للعودة إلى منصة تواصل اجتماعي جديدة. مع ذلك، قد ينتهز "سبستاك" اللحظة لبناء المزيد من التفاعل.

"ديسكورد" (Discord)، و"ريديت" (Reddit)

رغم اختلافهما الكامل، إلا أن اضطرابات "تويتر" تمنح عذراً قوياً للمغامرة في منصات جديدة. لدى "ديسكورد" مجموعات خاصة، تسمى أيضاً خوادم مركزية، وهي تسمح للأشخاص المتشابهين في أنماط التفكير بقضاء الوقت معاً، وتميل قاعدة المستخدمين إلى رواد الألعاب، لكن هذا ليس مطلقاً ويمكن لنا توقع اتساع هذه القاعدة مع الوقت. أما "ريديت" فتقدم تصاميم لوحات للنشرات الإعلانية، وهي أصبحت مزيجاً من نصائح الاستثمار في الأسهم، والتصاميم اللطيفة ونظريات المؤامرة. ونظراً لمقاربتها المنعزلة للمحتوى، فإنك لن تصطدم بمشاركات مسيئة، إلا إذا كنت تبحث عن ذلك، لكنها يمكن أيضاً أن تكون مساحة تبادل أفكار تنتشر فيها المعلومات المضللة.

"تروث سوشيال" (Truth Social) ، و"هايف" (Hive)

مهما كانت ميولك الإيديولوجية، فالحقيقة أن محاولات إبعاد الجماهير عن "تويتر" تتشارك فيها مختلف الأطياف السياسية، وهذه من ضمن العروض. فقد أسس الرئيس السابق دونالد ترمب شبكة "تروث سوشيال" بعد مغادرته منصبه وطرده من "تويتر". ولا توحي أي من المنصتين بأنها ستقترب ولا حتى قليلاً من نطاق انتشار "تويتر"، وعلى المستخدمين إدراك التقارير المتعلقة بالثغرات الأمنية فيها.

"فيسبوك"، "إنستغرام"، "تيك توك"، "يوتيوب"

يسهل على معجبي "تويتر" نسيان وجود هذه المواقع، ويتجاهلونها بنفس السهولة. لكن الحقيقة أن لدى هذه المواقع مستخدمون يفوقون مستخدمي "تويتر" بمراحل، ومتابعون مخلصون للغاية. يتمثل التحدي الكبير لصناع المحتوى القائم على النصوص المكتوبة، مثل الصحفيين وخبراء السياسة ونخب التكنولوجيا، في التكيف مع الطبيعة البصرية لهذه المنصات الأكبر حجماً. لكن هذا هو واقع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. فإذا تغاضينا عن صور الجمال والموضة، فإن هناك مساحة رائعة لإنشاء متابعين وإيجاد معلومات مفيدة.

والنص هنا ليس خارج السياق تماماً، فغالباً ما يستخدم ناشرو المحتوى على "إنستغرام" و"يوتيوب" و"تيك توك" الصور والرسومات والكلمات لإيصال رسالة موجزة بقيود أقل من تلك التي تفرضها "تويتر".

تجديد ماسك لـ"تويتر" حفّز الكثيرين على البحث في أماكن أخرى، مع أن المتشككين يتخذون إلى حدّ كبير نهج الانتظار والترقب. وأثناء قيامهم بذلك، قد يكتسب المنافسون القوة ويقدمون بديلاً حقيقياً، لكن تتويج الفائز النهائي لن يحدث بسرعة. سيرغب أولئك الذين يبحثون عن خيار جديد على الأرجح باختبار العينات واتخاذ القرار بحذر.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

فى هذا المقال

الآراء الأكثر قراءة