قفزت مبيعات "فيسبوك" في الربع الأخير من العام بنسبة 33%، فقد أدَّى التسوُّق عبر الإنترنت أثناء الوباء إلى زيادة الطلب على الإعلانات الرقمية على شبكاتها الاجتماعية. ومع ذلك، حذَّرت الشركة من "حالة عدم يقين كبيرة" خلال عام 2021، وقالت، إنَّها قد لا تتمكَّن من النمو بالسرعة ذاتها خلال النصف الثاني.
وقالت الشركة التي مقرها مينلو بارك" بولاية كاليفورنيا في بيان الأربعاء، إنَّ الإيرادات الفصلية بلغت 28.1 مليار دولار. وذلك بالمقارنة مع متوسط تقديرات المحللين البالغة 26.4 مليار دولار، بحسب استطلاع أجرته بلومبرغ. ولدى "فيسبوك" الآن 2.8 مليار مستخدم شهرياً، متجاوزة متوسط التوقُّعات البالغ 2.76 مليار، إذ يقضي المزيد من الأشخاص وقتاً على هواتفهم في الوقت الذي لا يستطيعون فيه التجمُّع أو السفر أثناء عمليات الإغلاق المتعلِّقة بكوفيد-19.
وكانت الشركة قد سجَّلت صافي دخل للربع الرابع بلغ 11.2 مليار دولار، أو ما يعادل 3.88 دولاراً للسهم، مقارنة مع تقديرات المحللين البالغة 3.22 دولاراً للسهم. ولم يتغيَّر السهم كثيراً في التداولات الممتدة لفترة طويلة، بعد انخفاضه بنسبة 3.5% في نيويورك، ليغلق عند 272.14 دولاراً. ويذكر أنَّ الأسهم قد اكتسبت أكثر من 26% خلال العام الماضي.
فضل كوفيد-19
وفي حين جعل الوباء التواصل على الصعيد الشخصي محفوفاً بالمخاطر، يعتمد الناس على "فيسبوك" للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة. وتحوَّلت الشركات الصغيرة التي لم تستخدم الإنترنت من قبل للوصول إلى العملاء بشكل متزايد نحو إيصال رسائلها عبر إستخدام "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"واتساب" لجمهور يصل مجموع عدده في هذه التطبيقات لـ3.3 مليار مستخدم.
وفي هذا السياق، قالت الشركة، إنَّ هذه التوجهات ستصعِّب النمو بالسرعة نفسها، عندما تتلاشى آثار الوباء. وتواجه "فيسبوك" أيضاً موجة متزايدة من التدقيق التنظيمي، بالإضافة إلى موجة انتقاد بشأن سياساتها المتعلِّقة بالخصوصية، وحرية التعبير والمحتوى السيىء.
وفي هذا الصدد، قالت "جاستن بوست"، وهي محللة في "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" ( Bank of America Merrill Lynch)، في مذكرة قدَّمتها للمستثمرين: "إنَّ سهم فيسبوك لا يخلو من أمور مثيرة للجدل ذات أهمية بالغة". وقالت "بوست"، إنَّ الشركة قد تواجه أسئلة من المستثمرين عن عدد من الأمور التي تخص الشأن العام -مثل حقيقة أنَّ المستخدمين على "فيسبوك" قد استعملوه لتنظيم أعمال الشغب في 6 يناير في مبنى "الكابيتول"، مما دفع الشركة إلى تعليق عضوية الرئيس السابق "دونالد ترمب" إلى أجل غير مسمى لمنع المزيد من العنف.
وحول الجدل القائم مؤخراً، تحدَّث الرئيس التنفيذي "مارك زوكربيرغ" بإيجاز، قائلاً، إنَّه سيعمل على الحدِّ من النقاش السياسي على شبكاته الاجتماعية بما في ذلك الامتناع عن قيام "فيسبوك" بـ"التوصية" لمستخدميه بالانضمام إلى المجموعات السياسية على منصة "فيسبوك". وقال في مؤتمر عبر الهاتف بعد تقرير حول الأرباح: "الناس لا يريدون أن يستولي كلٌّ من السياسة والصدام على تجربتهم في خدماتنا".
المنافسة مع "آبل"
يذكر أنَّ "فيسبوك" قال، إنَّه استفاد أيضاً، لأنَّ الناس ينفقون أموالهم على المنتجات، بدلاً من شرائهم لتلك المنتجات بشكل شخصي، كما أنَّه استفاد أيضاً من أولئك الذين يعتمدون على الإعلانات الرقمية. وكانت الشركة قد استثمرت في عمليات الشراء المباشر، لا سيَّما في تطبيق مشاركة الصور "إنستغرام"، وبحسب تقديرات شركة الأبحاث "إي ماركتير" (EMarketer)؛ فإنَّ "إنستغرام" استحوذ على 49% من عائدات إعلانات "فيسبوك" في الولايات المتحدة خلال عام 2020.
وقال "رون جوزي"، المحلل في "جي ام بي للأوراق المالية" (JMP Securities) حول ذلك : "يبدو أنَّ التجارة هي من يحتل مركز الصدارة في هذا الشأن، مما يجعل المعاملات جزءاً أساسياً من "فيسبوك"، من ناحية إعلانات المنتجات، والتسوق المباشر."، ويذكر أنَّ "فيسبوك" لا تكشف عن عائدات "إنستغرام"، أو ممتلكاته الفردية.
بالإضافة إلى ذلك، قالت "فيسبوك"، إنَّها ستبدأ أيضاً برؤية أرباح من جراء التغييرات التي طرأت على برنامج (IOS 14) لجهاز "آيفون" التابع لشركة "آبل"، الأمر الذي سيتطلَّب حصول التطبيقات على إذن صريح من المستخدم للسماح لها بتتبُّع نشاطه. وحول ذلك يشير "ديف وينر"، وهو المدير المالي لـ"فيسبوك"، إنَّه يعتقد أنَّ العديد من المستخدمين سيختارون عدم الاشتراك في عملية التتبُّع هذه.
يذكر أنَّ "زوكربيرغ" كان قد انتقد "آبل"" بسبب هذا التغيير قائلاً، إنَّ هذا من شأنه أن يجعل من الصعب على العملاء الذين يستخدمون إعلانات "فيسبوك" القيام برسائلهم بطريقة موجَّهة.
وفي هذا السياق قال "زوكربيرغ" إنَّ : " شركة "آبل" تقول إنَّها تفعل ذلك لمساعدة الناس، لكن هذه الخطوات توضِّح جلياً اهتماماتهم التنافسية".