وسعت تايوان الإعفاءات الضريبية للشركات التي تستثمر بمجال البحث التكنولوجي والإنتاج في محاولة لتعزيز صناعة أشباه الموصلات في الجزيرة والمساعدة في الحفاظ على مكانتها الرائدة بسلسلة توريد الرقائق العالمية.
ستتمكن شركات التكنولوجيا الآن من خفض فاتورة ضريبة الدخل بمقدار الربع إذا وصل إنفاقها على البحث والتطوير إلى مستوى محدد، وفقاً للتعديلات التي وافق عليها مجلس الوزراء التايواني اليوم الخميس.
يمنح الإجراء أيضاً إعفاءات ضريبية أخرى بنسبة 5% للشركات التي يصل استثمارها في المعدات المتطورة إلى مستوى محدد، ويهدف إلى تشجيعها على مواصلة الإنفاق على الإنتاج والتطوير في تايوان.
على مدار العام الماضي، عززت العديد من البلدان دعمها لصناعات الرقائق محلياً، ووعدت بتقديم أوجه دعم بقيمة عشرات المليارات من الدولارات للشركات التي تزيد الإنتاج في تلك الأسواق وتنويع أنشطتها بعيداً عن الصين وتايوان.
أسفرت الوعود عن بناء سلسلة من المصانع الجديدة أو التخطيط لها في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، قلق البعض في تايوان من أن موقعها البارز في صناعة أشباه الموصلات يتعرض للخطر.
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، كانت الشركات تعد خططاً للطوارئ في حالة عدم قدرة الشركات الأجنبية على العمل في الصين أو حدوث مواجهة عسكرية حول تايوان.
"TSMC" تخطط لإنفاق 44 مليار دولار للتوسع في صناعة الرقائق
دفع القلق المتزايد عالمياً بشأن تركيز إنتاج الرقائق في الجزيرة، الكثير من الشركات والدول إلى محاولة نقل الإنتاج بعيداً عن تايوان أو الابتعاد عن شركة تصنيع الرقائق المحلية العملاقة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ".
قالت شركة "سامسونغ إلكترونيكس" الأسبوع الجاري إن صناعة التكنولوجيا العالمية تبحث عن مصادر بديلة لأشباه الموصلات المتقدمة، في ظل تزايد المخاطر السياسية.
كشف الرئيس التنفيذي لـ"أبل" تيم كوك، في اجتماع داخلي أن الشركة تستعد للبدء في الحصول على رقائق من مصنع قيد الإنشاء في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة، وهي خطوة رئيسية نحو تقليل اعتماد الشركة على الإنتاج الآسيوي.
مع ذلك، كان كوك على الأرجح يشير إلى مصنع ستقوم "تي إس إم سي" بتشغيله. من المقرر افتتاح المصنع في عام 2024، وتدرس الشركة بالفعل إقامة مصنع ثان بالولايات المتحدة، في إطار حملة أوسع لزيادة إنتاج الرقائق بالولايات المتحدة.
لمواجهة هذه التحركات بعيداً عن الجزيرة، كانت حكومة تايوان حريصة على جذب الاستثمار الأجنبي في صناعة أشباه الموصلات المحلية والترويج لها.
"حرب الرقائق" تُشعل سباق التسلح التكنولوجي بين الدول
أمس الأربعاء، التقت الرئيسة تساي إنغ وين مع ممثلين من "أيه إس إم إل هولدينغ"( ASML Holding NV)، موردة رئيسية لمعدات صناعة الرقائق المتقدمة.
أفادت قناة "سي إن أيه" نقلاً عن عمدة مدينة تايبيه الجديدة أن الشركة تخطط لاستثمار 30 مليار دولار تايواني جديد في شمال تايوان.
تهدف الامتيازات الضريبية الجديدة إلى المساعدة في هذا الجهد وتعزيز مكانة تايوان في الصناعات الرئيسية، وفقاً لمسؤول بوزارة الشؤون الاقتصادية، تحدّث في تصريح صحفي بعد الإعلان.
أعلنت الوزارة عن تفاصيل الإعفاءات الضريبية الجديدة، وقالت إنها كانت استجابة للمنافسة الجديدة وسط إعادة هيكلة سلسلة التوريد العالمية وأنها مهمة للتنمية المستقبلية للصناعة التايوانية.
من المقرر تقديم الاقتراح إلى المجلس التشريعي للتصويت عليه، إذ تهدف الحكومة إلى أن يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من يناير 2023 ويستمر حتى نهاية عام 2029.
قال المتحدث باسم مجلس الوزراء، لو بينغ تشينغ عبر مؤتمر صحفي في تايبيه بعد الإعلان: "تايوان بحاجة إلى العالم، والعالم بحاجة لتايوان أكثر.. إذا كان قطاع الرقائق في تايوان أفضل، فسيكون ذلك أكثر فائدة للاقتصاد العالمي".
تظل تايوان تلعب دوراً حيوياً ولكنه ضعيف في سلسلة التوريد العالمية للتكنولوجيا.
بقيادة "تي إس إم س"، تصنع الجزيرة حالياً أكثر من 90% من الرقائق الأكثر تقدماً في العالم المستخدمة في الخدمات الحاسوبية العسكرية والشركات.
تعتمد كل من "أبل" و"ميدياتيك" (MediaTek Inc) و"كوالكوم إنك" (Qualcomm Inc) التي تسيطر على أكثر من 85% من سوق شرائح الهواتف عالمياً، على الإمدادات من "تي إس إم سي".