تراجعت "أبل" عن خطط لزيادة إنتاج أجهزة "أيفون" الجديدة هذا العام بعد فشل تحقيق الارتفاع المتوقع في الطلب، وفقاً لأشخاص على دراية بالأمر.
قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لسرية الخطط، إن مُصنّعة الإلكترونيات، التي يقع مقرها بـ"كوبرتينو" في كاليفورنيا، طلبت من الموردين التراجع عن مساعيها لرفع حجم تجميع عائلة منتجات "أيفون 14" إلى 6 ملايين وحدة تقريباً في النصف الثاني من هذا العام. وتسعى الشركة بدلاً من ذلك إلى إنتاج 90 مليون هاتف بشكل عام لهذه الفترة، بما يماثل مستوى العام السابق تقريباً وتماشياً مع توقعات "أبل" الأصلية هذا الصيف، بحسب الأشخاص.
قال بعض الأشخاص إن الطلب على طرازات "أيفون 14 برو" الأعلى سعراً يرتفع عن الطلب بالنسبة للإصدارات القياسية، مضيفين أنه في حالة واحدة فقط على الأقل، يحوّل أحد موردي "أبل" الطاقة الإنتاجية من أجهزة "أيفون" الأقل سعراً إلى الإصدارات المميّزة.
انخفضت أسهم "أبل"، الأربعاء، بنسبة 3% في تعاملات ما قبل السوق في نيويورك، وتراجعت كذلك العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأميركية.
كما هبطت في تايبيه أسهم عملاقة تصنيع الرقائق، "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ"، بحوالي 2.2%، وانخفضت أسهم أكبر شركة لتصنيع رقائق "أبل"، "هون هاي بريسيجن إندستري" (Hon Hai Precision Industry)، بنحو 2.9%، وسط عمليات بيع واسعة لموردي الإلكترونيات. وانخفض سهم مُصنّعة معدات تصنيع الرقائق المتقدمة "إيه إس إم إل هولدينغ"، بنسبة تصل إلى 3.2% في أمستردام.
هبوط المشتريات
قامت "أبل" بترقية توقعات مبيعاتها في الأسابيع السابقة لإصدار "أيفون 14" واستعدّ بعض مورديها لارتفاع الطلبات بمقدار7%. ورفض متحدث باسم الشركة التعليق.
في الوقت ذاته، تعاني الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، من ركود اقتصادي أضرّ بمُصنّعي الأجهزة المحمولة المحليين وأثّر كذلك على مبيعات "أيفون". وهبطت مشتريات سلسلة "أيفون 14" خلال الأيام الثلاثة الأولى من توفّرها في الصين بحوالي 11% عن السلسلة السابقة العام الماضي، بحسب مذكرة "جيفريز" (Jefferies) يوم الإثنين.
قيَّد ارتفاع التضخم ومخاوف الركود والاضطراب الناجم عن الحرب في أوكرانيا الطلب العالمي على الإلكترونيات الشخصية، ومن المرجح أن تتقلص سوق الهواتف الذكية بمقدار 6.5% هذا العام إلى 1.27 مليار وحدة، بحسب بيانات "أي دي سي"(IDC) لتتبّع السوق.
قالت نبيلة بوبال، مديرة الأبحاث لدى "أي دي سي": "خُفِّفت قيود العرض التي أدت لتراجع السوق منذ العام الماضي وتحوّلت الصناعة إلى سوق يُقيِّدها الطلب". وأثار ارتفاع المخزون في القنوات المتعددة وانخفاض الطلب وسط غياب بوادر التعافي، الذعر لدى مُصنِّعي الأجهزة الأصلية، ما دفعهم إلى تقليص طلباتهم بشكل كبير لعام 2022".