منذ فترة طويلة تنظّم "تسلا" أحداثاً استعراضية حتى تثير ضجة وتجلب تغطية إعلامية لمنتجاتها القادمة أو التي تطمح إلى إنتاجها في بعض الأحيان. تنظم الشركة اجتماعاً يشبه جزئياً اجتماعات الإحياء الديني، وجزئياً حدثاً لضم منتمين جدد، يتمكّن المؤمنون خلاله من مشاهدة الرئيس التنفيذي إيلون ماسك والاستماع إلى حديثه، ويحصل المستثمرون على آخر المستجدات حول الأولويات والتقدم الذي تم إحرازه. وفي يوم الجمعة، سيستضيف ماسك النسخة الثانية من "يوم الذكاء الاصطناعي" (AI Day) الذي تنظّمه "تسلا" في بالو ألتو، بولاية كاليفورنيا، التي كانت في السابق موطناً لمقر الشركة العالمي.
[object Promise]كانت أبرز أحداث عرض أول "يوم للذكاء الاصطناعي" لـ"تسلا" الذي أُقيم في أغسطس من العام الماضي، هو الروبوت ذو الصفات البشرية، الذي كان في ذلك الوقت بشرياً بشكل كامل. فبعد أن قدم المهندسون عروضاً تفصيلية تقنية للغاية حول أعمال تطوير نظام القيادة في الشركة، صعد شخص يرتدي بدلة بيضاء ضيقة وخوذة سوداء على خشبة المسرح لأداء رقصة سريعة ومتقطعة والتمهيد والتبشير بإعلان ماسك.
وقال: "نستطيع أن نقول إن شركة (تسلا) هي أكبر شركة روبوتات في العالم"، موضحاً الأساس المنطقي وراء عمل شركة صناعة السيارات على "تسلا بوت"، مضيفاً أن سياراتها هي في الأساس روبوتات شبه واعية تسير على عجلات.
عيوب ذاتية القيادة
إن مدى "وعي" سيارات "تسلا" في الواقع مسألة تتجاوز كونها مجرد موضوع للنقاش. فقبل أيام من إبداء ماسك لتلك التعليقات، فتحت "الإدارة الوطنية الأميركية للسلامة المرورية على الطرق السريعة" تحقيقاً فيما إذا كان برنامج القيادة الذاتية للشركة معيباً، بعد أن اصطدم السائقون الذين استخدموه مراراً وتكراراً بمركبات في حوادث، بما في ذلك حوادث مع سيارات خدمات الطوارئ. ثم في فبراير، فتحت "الإدارة الوطنية الأميركية للسلامة المرورية على الطرق السريعة" تحقيقاً ثانياً بشأن العيوب.
في وقت سابق من هذا الشهر، رفع رجل من كاليفورنيا قضية جماعية مقترحة في محكمة سان فرانسيسكو الفيدرالية، مدعياً أن شركة صناعة السيارات قامت "بشكل مخادع ومضلل" بتسويق أنظمة مساعدة السائق الخاصة بها، وضلّلت المستهلكين من خلال إيحائها على مدار سنوات أنها على وشك إتقان تلك تكنولوجيا.
رغم ذلك، وسّع ماسك وصول أنظمة القيادة الذاتية الكاملة إلى نحو 160 ألف مالك في الولايات المتحدة وكندا. وعندما نشر أحد ملّاك تلك السيارات مقاطع فيديو الشهر الماضي تظهر أحدث نسخة تجريبية وهي تواجه صعوبة في القيام بالانعطافات الصحيحة، طلب الرئيس التنفيذي من العميل عدم الشكوى. وعندما أشار معجب آخر على "تويتر" إلى أن أغنى رجل في العالم ربما كان يمر بيوم سيئ وعليه أن يعتذر، رد ماسك بالنفي -قائلاً- المالك كان مخطئاً.
روبوت على قدمين
سيكون المزاج بالتأكيد أكثر مرحاً خلال "يوم الذكاء الاصطناعي"، الذي أرجأه ماسك مرة أخرى في يونيو لإعطاء "تسلا" الوقت لتطوير نموذج أولي فعال لـ"أوبتيموس". على موقع الويب الخاص بها وفي إعلانات الوظائف، تشير الشركة إلى العمل على روبوت يسير على قدمين ذو صفات بشرية يقدم الخدمات اللوجستية والتصنيع والأغراض العامة.
يقول منشور لوظيفة مهندس تحكم: "الكود الذي ستكتبه سيتم تشغيله على المدى البعيد في ملايين الروبوتات التي تشبه البشر في جميع أنحاء العالم، وبالتالي يجب أن يلتزم بمعايير الجودة العالية".
توظّف "تسلا" أكثر من 20 ألف شخص فقط في مصنع السيارات التابع لها في فريمونت، كاليفورنيا. ومن غير الواضح عدد الوظائف التي ستقضي عليها الروبوتات من هذا العدد الإجمالي. وقد انتهت محاولة أتمتة المنشأة على نطاق واسع بكارثة عندما بدأت إنتاج سيارة "تسلا" من طراز (3). وتحمّل آنذاك الرئيس التنفيذي مسؤولية الكارثة في عام 2018، قائلاً إن ذلك كان خطأه.
كتب عندها ماسك ساخراً: "إن البشر يُقيَّمون بأقل من قدرهم".