تخوض منصة "يوتيوب" مواجهة مع"تيك توك" مُستخدمة في ذلك ميزتها الأكثر تفوقاً، وهي الأموال.
إذ أعلنت "يوتيوب" في 21 سبتمبر عن خططها لمشاركة المبيعات من الإعلانات مع صانعي الفيديوهات القصيرة عبر خاصية "شورتس" (Shorts) على المنصة. وعلى عكس المنصة الرئيسية لـ"يوتيوب"، سيدفع البرنامج الجديد لصانعي المحتوى الأموال بطريقة مشابهة لتلك التي تدفع بها منصة "تيك توك" لنجومها المشهورين.
لكن "يوتيوب" ترى أن خططها أكثر طموحاً من "تيك توك"، ووصف نيل موهان، رئيس المنتجات في الشركة، الخطة بأنها الأولى لتمويل الفيديوهات القصيرة عبر الإنترنت "على نطاق واسع".
المنافسة الرقمية
ومن موقع الإنتاج التابعة للشركة في لوس أنجلس، قال موهان، إنه يمكن لصانعي المحتوى الاستفادة "سواء كانوا يريدون أن يكونوا قصة النجاح التالية الكبيرة على الإنترنت، أو أنهم احتاجوا فقط إلى بعض الدعم لدفع الفواتير. فنحن نريد أن يكون "يوتيوب" هو الموقع الذي يمنحهم أكبر قدر من الدعم في المشهد الرقمي".
يذكر أن "يوتيوب" وهي جزء من "غوغل" التابعة لشركة "ألفابت"، تواجه منافسة من "تيك توك" سواء من حيث أعداد المشاهدين الشباب أو نجوم الإنترنت الذين حققوا لمنصة الفيديو نجاحها التجاري.
ومثل "إنستغرام"، استجابت "يوتيوب" لتهديد "تيك توك" من خلال التقليد. وفي عام 2020، قدمت خاصية الفيديوهات القصيرة "شورتس"، وهي تتيح مزج مقاطع الفيديو المصورة طوليّاً، وتروج لها "يوتيوب" بشكل متزايد على تطبيقها. وفي وقت سابق من العام الحالي، كشفت "يوتيوب" أن فيديوهاتها القصيرة "شورتس" لديها أكثر من 1.5 مليار مشاهد شهرياً وأخبرت المستثمرين أنها ستُدخل الإعلانات إليها.
تباطؤ النمو
كانت "يوتيوب" بدأت مشاركة مبيعات الإعلانات مع صانعي المحتوى منذ عام 2007، ولديها الآن أكثر من مليوني صانع محتوى في برنامجها. والعام الماضي أعلنت "يوتيوب" عن مبيعات إعلانات تزيد عن 28 مليار دولار، قبل خصم مدفوعات صانعي المحتوى منه، لكن شهد العام الحالي تباطؤ للنمو، وهو أمر يعزيه المحللين إلى قيود شركة "أبل" على الإعلانات المُستهدِفة وصعود "تيك توك".
وقال موهان إن صانعي المحتوى يمكنهم الانضمام لبرنامج الشراكة مع "يوتيوب" إذا حققوا أكثر من 10 ملايين مشاهدة للفيديوهات القصيرة وكان لديهم أكثر من 1000 مشترك. وتاريخياً كانت "يوتيوب" تعطي 55% من مبيعات إعلاناتها لصانعي المحتوى بينما تحفظ بالبقية، أما مع خاصية "شورتس"، فسوف تشارك "يوتيوب" فقط 45% من الإعلانات مع الصانعين.
وعن ذلك، قالت تارا والبيرت ليفاي، نائبة الرئيس في "يوتيوب"، إن الشركة غيّرت عمولتها بسبب التعقيدات الإضافية لتوزيع عوائد المبيعات على صانعي الفيديوهات القصيرة.