ألغت "ناسا" أمس السبت محاولة الإطلاق للمهمة التي طال انتظارها لإرسال صاروخ حول القمر، فيما يعد ثاني محاولة من نوعها خلال أسبوع، وقالت إن المحاولة التالية للإطلاق لن تتم قبل أواخر سبتمبر.
ألغى تشارلي بلاكويل -طومسون، مدير إطلاق مهمة "أرتيميس 1" (Artemis I)، الرحلة عند حوالي الساعة 11:17 صباحاً، أي قبل ثلاث ساعات من بدء الإطلاق المقرر.
جاء ذلك عندما حال تسريب في المعدات التي تنقل وقود الهيدروجين من أن يقوم مهندسو "ناسا" بتحميل الصاروخ بالكامل. شكّل تسريب مماثل مشكلة ضمن عدد من المشكلات التي أدّت إلى تأجيل المحاولة السابقة في 29 أغسطس.
قال بيل نيلسون، مدير "ناسا" في مؤتمر صحفي بعد الظهر، والذي شرح خلاله المسؤولون أن المهندسين حاولوا عدة مرات إيقاف التسريب: "إنني أعتبر هذا جزءاً من برنامجنا الفضائي، والذي تتصدر خلاله السلامة رأس أولوياتنا".
من المقرر أن تُستبدل بعض الأجهزة، وأحد الخيارات التي يتم النظر فيها للقيام بذلك يتضمن إعادة الصاروخ إلى مبنى تجميع المركبات الضخم، مما سيؤجّل المهمة لعدة أسابيع.
جاء في بيان لـ "ناسا" عبر "تويتر":
"تم تأجيل إطلاق المهمة أرتيميس 1 إلى القمر. حاولت فرق العمل إصلاح مشكلة مرتبطة بتسريب في الجزء الخاص بنقل الوقود إلى الصاروخ، لكن باءت المحاولات بالفشل. يعقد المسؤولون في ناسا في وقت لاحق اليوم مؤتمراً صحفياً".
تعد المهمة، المسماة "أرتيميس 1"، الخطوة الأولى في برنامج "ناسا" الطموح لإرسال أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملوّنة إلى سطح القمر في وقت مبكر من عام 2025. والهدف من البرنامج هو إثبات أن نظام الإطلاق الفضائي الجديد يمكنه إرسال كبسولة غير مأهولة تسمى "أوريون" (Orion) في مدار حول القمر، قبل أن تشعر "ناسا" بالارتياح عند وضع رواد الفضاء على متنها.
استغرق الوقت أكثر من عقد للتحضير لمحاولة إطلاق يوم السبت. وجرى إطلاق الصاروخ "إس إل إس" (SLS) لأول مرة في عام 2010، وكان من المتوقع أن يتم إطلاقه في وقت مبكر من عام 2017. لكن تطويره تأخر طويلاً، مع تضخم ميزانيته كلما طالت مدة بقاء الصاروخ على الأرض. وارتفعت تكلفة تطوير الصاروخ من 7 مليارات دولار في الأصل إلى حوالي 23 مليار دولار، وفقاً لتقدير "بلانيتري سوسياتي" (Planetary Society).
بمرور الوقت، أبرزت عمليات التدقيق وجود مشكلات لدى الشركتين الرئيسيتين المتعاقدتين بشأن المشروع، وهما "بوينغ" (.Boeing Co) المسؤولة عن الصاروخ "إس إل إس" و"لوكهيد مارتن" (.Lockheed Martin Corp) المسؤولة عن الكبسولة "أوريون"، بالإضافة إلى حوادث الاختبار والبناء.
تم إلغاء المحاولة صباح الإثنين بعد دقيقة واحدة من بدء الإطلاق بعد ليلة من التأخير بسبب الطقس والخلل في معدات الصاروخ.
سوف ترسل المهمة "أرتيميس 1"، عند إطلاقها، كبسولة "أوريون" غير المأهولة إلى مدار حول القمر، والتي ستحمل مزيجاً من العارضات ومهمات علمية وتكنولوجية أخرى، وظيفتها إدخال نفسها في مدار قمري بعيد قبل أن تعود إلى الأرض وتهبط في المحيط الهادئ بعد مهمة تستمر 37 يوماً.