ألغى بنك "يو بي إس غروب" (UBS Group AG) خطته للاستحواذ على شركة الاستشارات الآلية الأميركية "ويلث فرونت" (Wealthfront)، الأمر الذي يعني التخلي عمّا كان يمكن أن تشكّل أول صفقة استحواذ كبيرة للبنك السويسري تحت قيادة الرئيس التنفيذي رالف هامرز.
قرر الطرفان معاً إنهاء اتفاقية الاندماج التي كانا قد توصلا إليها في يناير الماضي، والبالغة قيمتها 1.4 مليار دولار، وفقاً لبيانات صادرة عنهما أمس الجمعة دون تحديد سبب ذلك. وسيشتري "يو بي إس" 69.7 مليون دولار من الأوراق النقدية القابلة للتحويل إلى أسهم "ويلث فرونت".
تعكس الصفقة المخطط لها جهود "هامرز" لترك بصمة محددة في "يو بي إس" بعد أن عيّنه الرئيس السابق أكسل ويبر في عام 2020 قادما من البنك الهولندي "آي إن جي" (ING) بفضل مهاراته الرقمية الملموسة.
في ذلك الوقت، أشاد "هامرز" بالاستحواذ على "ويلث فرونت" باعتباره حجر الزاوية في خطته لنمو عمليات "يو بي إس" بالولايات المتحدة وتوسيع قاعدة عملاء البنك من خلال إيجاد طريقة فعّالة من حيث التكلفة لتلبية احتياجات الأشخاص الأقل ثراءً أيضاً، على عكس أصحاب الثروات الهائلة الذين يميلون لأن يكونوا القاعدة الأساسية لعملاء "يو بي إس".
قال "هامرز" في التقرير السنوي للبنك، الذي نُشر عقب فترة وجيزة من الإعلان عن إلغاء الصفقة، إن "يو بي إس" يتوسع في قطاعات جديدة للوصول إلى مجموعة أوسع بكثير من العملاء، مضيفاً: "ستساعدنا صفقة ويلث فرونت على تقديم عرض إدارة الثروات الرقمية للمستثمرين الأثرياء من جيل الألفية وجيل "زد" بالولايات المتحدة، ما يسمح لنا بتوسيع حصتنا في المحفظة، وخفض التكلفة للخدمة ودفع النمو على المدى الطويل".
عمليات شطب واسعة
لكن "يو بي إس" توصل إلى الصفقة عندما كانت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية تتطلب تقييمات أعلى. وفي الأشهر التي تلت ذلك، تراجعت الأسواق الأميركية، وأسهم التكنولوجيا على وجه الخصوص، وأدت إلى موجة من عمليات الشطب الواسعة للمستثمرين تجاه الشركات المملوكة للقطاع الخاص. وقد يؤدي هذا التراجع إلى تقويض استعداد الأميركيين لاستثمار مدخراتهم في الأشهر والسنوات المقبلة.
تُعدّ الصفقة الملغاة هي الأحدث في سلسلة المشاريع الرقمية المنهارة التي قادها "هامرز". وبصفته الرئيس التنفيذي لـ"آي إن جي"، فقد اشترى "باي فيجن" (Payvision)، وهي مزود المدفوعات، لكن "آي إن جي" أغلق لاحقاً هذه المحفظة المتخصصة في أنشطة الترفيه للبالغين التابعة للوحدة وألغاها تماماً بعد رحيل"هامرز"، كما أعلن "آي إن جي" العام الماضي أنه سيغلق تطبيق "يولت" (Yolt) للبيع بالتجزئة للمستهلكين في المملكة المتحدة، الذي كان قد تم إطلاقه في عام 2016 تحت قيادة "هامرز".
تأسست "ويلث فرونت" في عام 2008، وكانت من أوائل شركات الاستشارات الآلية، حيث تعتمد على الخوارزميات لمساعدة المستخدمين على إدارة الأموال. وكان "يو بي إس"، الذي يتخذ من زيورخ مقراً له يتطلع إلى إضافة أصول خاضعة للإدارة تتجاوز قيمتها 27 مليار دولار، وأكثر من 470 ألف عميل بالولايات المتحدة من خلال صفقة الاستحواذ.
قال ديفيد فورتوناتو، الرئيس التنفيذي للشراكة، في بيان أمس الجمعة: "إنني متحمس للغاية بشأن مسار ويلث فرونت للمضي قُدُماً كشركة مستقلة"، متوقعاً أن تكون الشركة إيجابية في التدفق النقدي ومربحة، قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، خلال "الأشهر القليلة المقبلة".