تخلى بيل أكمان عن حصته في "نتفلكس" بعد أن خسر أكثر من 430 مليون دولار من استثماره فيها في أقل من ثلاثة أشهر.
في يوم الأربعاء، قالت شركة "بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت" (Pershing Square Capital Management) التابعة لأكمان إنها باعت حيازاتها في "نتفلكس" بعد أن أعلنت الشركة الرائدة في مجال البث عن انخفاض غير متوقع في عدد المشتركين في الربع الأول، وتوقعت انخفاضاً أكثر حدة في الربع الحالي. تراجعت أسهم "نتفلكس" 35% إلى 226.19 دولار عند الإغلاق في نيويورك، ما جعلها الشركة ذات الأداء الأسوأ في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام.
"نتفلكس" تفقد 54 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد تراجع أعداد المشتركين
أصبح أكمان أحد أكبر عشرين مالكاً لـ"نتفلكس" هذا العام، عندما اشترى بعد أن بدأ السهم بالفعل في التراجع بسبب المخاوف بشأن قاعدة مشتركي "نتفلكس".
بناءً على السعر الذي كان قبل كشف أكمان عن حصته في 26 يناير، فقد صندوقه حوالي 435 مليون دولار في مركزه الذي يزيد عن 3.1 مليون سهم. وكانت قيمة حيازاته في الشركة (وفقاً للسعر القديم) تبلغ حوالي 700 مليون دولار عند إغلاق يوم الأربعاء.
بدوره، رفض ممثل عن "بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت" التعليق على حجم الخسارة.
ذروة "نتفلكس"
ارتفعت أسهم "نتفلكس" مع انتشار جائحة فيروس كورونا وبلغت ذروتها في نوفمبر، حيث تضاعفت عن بداية عام 2020. لكن الآن، مع انخفاض يوم الأربعاء، بلغت خسائر السهم هذا العام 62%.
كتب أكمان، عندما اشترى بعد انخفاض السهم، في رسالة إلى المستثمرين في يناير: "ظهرت فرصة اقتناص (نتفلكس) بتقييم جذاب ظهرت عندما تفاعل المستثمرون بشكل سلبي مع نمو المشتركين في الربع الأخير وتوجيهات الإدارة قصيرة المدى". وأشار إلى الخصائص المواتية للشركة، بما في ذلك نموذج أعمالها القائم على الاشتراك وفريق إدارتها.
"نتفلكس" تسجل أول تراجع في عدد المشتركين منذ 10 سنوات
قال أكمان في ذلك الوقت، إن مشتريات "بيرشينغ سكوير" من "نتفلكس" تم تمويلها من خلال تصفية "الغالبية العظمى" من التحوط ضد أسعار الفائدة، الذي حقق عائدات قدرها 1.25 مليار دولار.
في رسالته إلى المساهمين يوم الأربعاء، قال أكمان إن صندوقه بشكل عام انخفض 2% في عام 2022. وأضاف أنه تعلم من أخطاء الماضي الخروج من الرهانات السيئة مبكراً. وأشار إلى أنه سيعيد توزيع السيولة الناتجة عن بيع حصة "نتفلكس" على فرص أخرى.
خسائر أكمان
ليست "نتفلكس" أول خسارة كبيرة يتكبدها المستثمر الملياردير. إذ أقر أكمان بالهزيمة في صفقة بيع "هربالايف" (Herbalife) بعد معركة مع كارل إيكان، وخسر 4 مليارات دولار من رهانه الخاطئ على "فاليانت للأدوية الدولية" (Valeant Pharmaceuticals International).
فشل أكمان أيضاً في العثور على شركة مستهدفة تستحوذ عليها شركة الشيك على بياض الخاصة به "بيرشينغ سكوير تونتين هولدينغز" (Pershing Square Tontine Holdings)، التي جمعت 4 مليارات دولار في طرح عام أولي في يوليو 2020 ولم تكمل بعد صفقة اندماج.
شركة الملياردير "أكمان" تفشل في اقتناص صفقة استحواذ بالربع الأول 2021
ومع ذلك، فقد تمكن أكمان من زيادة ثرواته في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تحقيقه لسنوات قياسية متتالية من العوائد في صندوق التحوط الخاص به، والذي يقع مقره في نيويورك، في 2019 و2020.
باتت "نتفلكس" التي يرمز لها بحرف "N" في ما يسمى بأسهم (FAANG) – أي مجموعة شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة الخمسة - والتي جلبت الكثير من النشوة إلى السوق في السنوات القليلة الماضية، هي الآن بمثابة الملاك الساقط بين تلك المجموعة.
"نتفلكس" تبحث عن "لعبة حبار" جديدة لضمان صعود سهمها في 2022
تخلصت الشركة التي ابتكرت فكرة (المشاهدة الشرهة) للعروض المفضلة بما في ذلك مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game)، و"بريدجيرتون" (Bridgerton) من كتاب قواعدها القديم، وتبحث عن طرق جديدة لزيادة الإيرادات. تفكر الشركة في تقديم نسخة من أنواع اشتراكاتها تعرض الإعلانات، وتدرس اتخاذ إجراءات صارمة ضد العملاء الذين يشاركون كلمات المرور الخاصة بهم مع الأصدقاء والعائلة. وكلتا الإشارتين تدلان على أن أيام نمو المشتركين السهلة باتت من الماضي.