تعتزم شركة "هوندا موتور" إنفاق 5 تريليونات ين ياباني (40 مليار دولار) في مساعيها لإنتاج السيارات الكهربائية على مدى العقد القادم، إذ تتجه الشركة اليابانية إلى دعم تقدّمه الجسور في إنتاج سيارات الجيل المقبل بخطط ملموسة، وهي التي تتبنى الطموح الأقوى بين أقرانها في صناعة المركبات الكهربائية.
بحلول 2030، ستكون الشركة قد طرحت نحو 30 طرازاً من السيارات الكهربائية في الأسواق، بحجم إنتاج يتجاوز مليوني سيارة سنوياً، وفق بيان أصدرته ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان اليوم الثلاثاء. وقالت هوندا، إنَّ السيارات الكهربائية ستشكّل نحو 40% من أسطولها مع نهاية العقد الحالي.
أعلنت هوندا في يونيو من العام الماضي أنَّها سوف توقف بيع السيارات التي تعمل بالبنزين على مراحل تنتهي تماماً في عام 2040، لتصبح بذلك أول شركة يابانية تفصح عن ذلك علناً. وخلال الأشهر التالية؛ ضغط الرئيس التنفيذي الجديد للشركة توشيهيرو مايب بهدف تسريع تقدّم الشركة، التي يقع مقرها في طوكيو، في سوق السيارات الكهربائية التي تتسم باحتدام المنافسة.
في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، قال الرئيس التنفيذى للشركة مايب، إنَّ "خططاً واضحة" اليوم أمام هوندا، وتتعلق بإنتاج السيارات الكهربائية، وجعل نشاطها في هذا المجال رابحاً، كما قال: "إنَّنا نتقدّم بثبات إلى الأمام في تنفيذ هذه الخطط".
التمويل
طرحت "هوندا" في الشهر الماضي سندات خضراء بقيمة 2.25 مليار دولار تنوي استخدامها في تمويل تطوير المركبات الكهربائية وإنتاجها، فضلاً عن السيارت التي تعمل بخلايا الوقود. وقالت الشركة يوم الثلاثاء، إنَّها ستدرس طرح المزيد من هذه السندات بهدف تمويل الإنفاق على إنتاج السيارات الكهربائية، برغم أنَّها ستضطر إلى إجراء دراسة أوسع بشأن أمور محددة تتعلق بالموازنة والتوقيت.
يقوم جانب من اندفاع "هوندا" نحو الكهربة على مضاعفة نشاطها في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم – أي الصين. ففي أكتوبر الماضي؛ أعلنت "هوندا" خططاً لإطلاق عشر مركبات كهربائية ضمن سلسلة طرازاتها "إي: إن" (e:N Series) خلال خمسة أعوام في البلاد. وتعهدت الشركة أيضاً أن تكون جميع الطرازات التي تطرحها في الصين بعد عام 2030 سيارات كهربائية، كاشفة عن خطط لتخصيص مصانع عديدة لإنتاج السيارات الكهربائية في البلاد.
شراكات
تتعلق مبادرة أخرى من مبادرات مايب بتغيير استراتيجية "هوندا" التي تمسكت بها طويلاً من خلال السير منفردة عندما يتعلق الأمر بتطوير السيارات الكهربائية وبيعها. وقد لمّح مايب بقدر ما في كلمته الأولى في مؤتمر صحفي بعد ترقيته إلى قيادة الشركة في فبراير من العام الماضي، قائلاً: "إنَّ الوقت له أهمية جوهرية، وسوف أفضل عقد التحالفات والأفكار الخارجية التي تسرّع من توجهنا الجديد"، مع تحول "هوندا" باتجاه صناعة السيارات الكهربائية.
أعلنت "هوندا" الشهر الماضي عن تحالفها مع شركة التكنولوجيا العملاقة "سوني غروب" بهدف تطوير مركبة كهربائية تقرر طرحها للبيع بداية من عام 2025.
في وقت سابق من الشهر الحالي، توسعت "هوندا" و "جنرال موتورز" في تحالفهما القائم بخطط لتطوير سيارات كهربائية منخفضة التكلفة بشكل مشترك وطرحها في الأسواق العالمية الرئيسية. ويعتزم الثنائي طرح أول طراز لهما بسعر يبدأ بأقل من 30000 دولار في أمريكا الشمالية في عام 2027.
في مؤتمر يوم الثلاثاء، قالت "هوندا" التي تحصل على بطاريات "ألتيوم" من "جنرال موتورز"، إنَّها تدرس إمكانية تأسيس مشروع مشترك مع شركة أخرى لإنتاج البطاريات.
أعلنت "هوندا" أيضاً أنَّها تعتزم بدء الإنتاج الاسترشادي للبطاريات ذات الحالة الصلبة في أوائل 2024.
يعد توفير التكاليف سبباً رئيسياً في سعي الشركة إلى عقد هذه الشراكات. وبالتوازي مع "جنرال موتورز"؛ تسعى "هوندا" إلى تخفيض تكلفة السيارة الكهربائية إلى الدرجة التي تصل بها إلى معادلة أسعار السيارات التي تعمل بالبنزين.
قال مايب: "عند وصولنا إلى إنتاج كميات كبيرة بالملايين من السيارات الكهربائية؛ سنصبح قادرين على تخفيض التكاليف بشكل هائل".