قرر البنتاغون تعليق الموافقة على الإنتاج الكامل لطائرة إف 35 المقاتلة من شركة "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin) لأجل غير مسمى، لأنَّ المسؤولين لا يزالون غير قادرين على تحديد موعد جاهزية هذه الطائرة المقاتلة للاختبار القتالي الذي تأجَّل مراراً منذ عام 2017.
شطبت إلين لورد، وكيلة وزارة الدفاع لشؤون الاستحواذ والاستدامة، أحدث الإنجازات المحقَّقة مؤخراً حول قرار البدء في الإنتاج الكامل ضمن البرنامج الذي تصل قيمته إلى 398 مليار دولار "في موعد لا يتجاوز شهر مارس" من العام المقبل.
تحديات فنية وكورونا
قالت جيسيكا ماكسويل، الناطقة باسم لورد، في بيان لها عند سؤالها عن مذكرة لم يُكشف عنها سابقاً بتاريخ 18 ديسمبر، إنَّ: "التحديات الفنية وتأثير كوفيد 19" قد تسببا في تأخير تجهيز منشأة المحاكاة، إذ سيتمُّ إجراء الاختبار المتطوِّر لأعلى أنظمة الأسلحة الأمريكية تكلُفةً. وقالت، إنَّ الموعد الجديد "سيستند إلى مراجعة فنية مستقلة".
وهذا يعني أنَّ إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن ستحتاج إلى شهور حتى يتمكَّن فريقه الجديد في البنتاغون من الحصول على جميع المعلومات التي يحتاجها لاتخاذ قرار بشأن بدء الإنتاج الكامل لطائرة إف 35، وهي المرحلة الأكثر ربحاً لشركة "لوكهيد" التي يقع مقرها في بيثيسدا بولاية ماريلاند.
محاكاة
كان من المقرر إجراء اختبار المحاكاة القتالية شهر ديسمبر الجاري، وهو أحدث موعد تمَّ تحديده لهذا التمرين الذي كان من المقرر أن يجري في عام 2017.
وعندما يتمُّ الاختبار، سيحتاج الأمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر إضافية لنقل البيانات، وتحليلهان وصياغة التقرير النهائي لتسليمه إلى قادة البنتاغون، والكونغرس. وتقديم هذا التقرير إلزامي بموجب القانون قبل اتخاذ مثل هذه القرارات.
كما سيكون قرار السماح ببدء الإنتاج الكامل بمثابة ختم اعتماد من وزارة الدفاع لدافعي الضرائب الأمريكيين، والعملاء الأجانب على أنَّ الطائرة الحربية قد تمَّ اختبارها بالكامل، واعتبرت فعالة ضد التهديدات عالية المستوى، كما يمكنها أن تحقق أهداف الصيانة الخاصة بها، كما يمكن إنتاجها بكفاءة.
9 دول تستخدمها
تمَّ بالفعل تسليم أكثر من 600 طائرة من أصل 3200 طائرة محتملة من برنامج إف 35، ويستخدم الجيش، بما في ذلك القوات الجوية الأمريكية، وسلاح مشاة البحرية، هذه الطائرة المقاتلة في تسع دول، لكنَّها ما تزال لم تثبت فعاليتها ضد أنظمة الدفاع الجوي، والطائرات الروسية والصينية الأكثر تحدياً.
وسيتمُّ قياس ذلك في جهاز محاكاة أرضي متطور في محطة "باتوكسينت ريفر" للقوات الجوية والبحرية في ولاية ماريلاند.
فريق بايدن
اشتكى بايدن ومساعدوه من أنَّ القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميللر، والموالين لترمب من حوله، لم يقوموا بتزويد فريقه الانتقالي بالمعلومات الكافية، وهي انتقادات رفضها ميلر.
وقالت ماكسويل، المتحدِّثة باسم لورد مسؤولة الاستحواذ، إنَّه من المحتمل أن يتمَّ اطلاع فريق بايدن على مذكرة إف 35 خلال اجتماع "خاص بالاستحواذ"، من المقرر عقده الأسبوع القادم. وأضافت: "قدَّمنا سابقاً معلومات عن طائرة إف 35 كجزء من عملية الانتقال الأولية، وبعدها قدَّمنا معلومات إضافية عن برنامج إف 35 كجزء من طلبات أوسع، للحصول على معلومات حول الاستحواذ".
ويعمل مكتب برنامج إف 35 بوزارة الدفاع على تحليل الاستعدادات للاختبار، ويتوقَّع مراجعة تواريخ المحاكاة، وقرار الإنتاج الكامل المحتمل مع حلول 28 فبراير، وفقاً للمتحدِّثة باسم البرنامج لورا سيل.
ويقول روبرت بهلر، مدير الاختبارات التشغيلية بوزارة الدفاع، في تقريره السنوي الأخير، المقرَّر صدوره خلال الشهر الجاري، إنَّه من المتوقَّع الآن إجراء اختبار قتالي لمدة شهر تقريباً في الفترة ما بين منتصف عام 2021 حتى نهايته.
وقال ماكسويل، إنَّه بالرغم من تأجيل القرار، فإنَّ البرنامج "سيواصل الإنتاج الأولي ذي التقييم المنخفض بالسعر المخطَّط له".