ارتفعت أسهم شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" بنسبة 12% في التداولات المتأخرة بعد أن أعلنت عن توقُّعات مبيعات قوية مثيرة للدهشة، مما يشير إلى أنَّها تكسب أرضاً جديدة أمام منافستها الرئيسية "إنتل" في معالجات الحواسيب الآلية.
تفوقت مبيعات صانعة الرقائق للربع الأول على تقديرات "وول ستريت"، الثلاثاء الماضي، لتصل "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" أو "إيه إم دي" إلى مستوى ربحية مطابق تقريباً لـ"إنتل"، وهو شيء كان غير متصور قبل سنوات قليلة، كما هزمت مبيعات وأرباح الربع الرابع توقُّعات المحللين.
أنهت "إيه إم دي"، التي كانت منافساً ضعيفاً في قطاع الرقائق، عام 2021 بإيرادات قياسية، مرتفعة أكثر من ثلاثة أضعاف عن مبيعاتها السنوية منذ خمس سنوات، وبعد ضخهم الأموال في سهم "إيه إم دي"، منذ أن تولت ليزا سو منصب الرئيس التنفيذي في 2015؛ كان المستثمرون ينتظرون المزيد من الدلائل على أنَّ الشركة يمكنها مواصلة تحقيق المكاسب أمام "إنتل"، التي كانت مهيمنة على القطاع في وقت من الأوقات، وقدّمت "سو" تلك الدلائل.
وقالت "سو" في مقابلة: "ما يزال لدينا مجموعة طموحة جداً من الأهداف، وما نؤمن به؛ فنحن نحققه.. ونرى النمو المستمر على مدار السنوات الخمس المقبلة لأنَّ الناس بحاجة إلى المزيد من الحوسبة".
وذكرت "إيه إم دي" أنَّها تتوقَّع أن تبلغ إيرادات الربع الأول 5 مليارات دولار، بزيادة أو بنقصان 100 مليون دولار، مقارنة بمتوسط تقدير المحللين عند 4.33 مليار دولار.
تصل ربحية "إيه إم دي" إلى مستويات عالية، وهامشها الإجمالي - النسبة المئوية من المبيعات المتبقية بعد خصم تكاليف الإنتاج - سيكون حوالي 51% العام الجاري، وهذا يتساوى تقريباً مع توقُّعات "إنتل" عند 51% إلى 53%.
منذ خمس سنوات، تفاخرت "إنتل" بهامش يزيد على 63%، في حين كان هامش "إيه إم دي" عند 31%.
ارتفعت أسهم "إيه إم دي" إلى 130.65 دولاراً أمريكياً في التعاملات الممتدة بعد أن أغلقت عند 116.78 دولاراً أمريكياً في نيويورك، وتراجع السهم 19% العام الجاري متأثراً بالهبوط الأوسع نطاقاً.
ساعدت توقُّعات الشركة على تهدئة المخاوف من تباطؤ قطاع الرقائق بعد الطفرة المدفوعة بالوباء، وتوقَّعت "إيه إم دي" تحقيق مكاسب في المبيعات تناهز 31% لتصل إلى 21.5 مليار دولار العام الجاري، مقارنة مع توقُّعات المحللين البالغة 19.3 مليار دولار.
تحت قيادة "سو"؛ طوّرت "إيه إم دي" منتجات رائدة بعد أن كافح أسلافها لتحقيق ذلك، وهو ما دفع المزيد من عملاء الرقائق للتخلي عن "إنتل" لصالح "إيه إم دي"، لكن بات غيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل"، الذي تولى المنصب العام الماضي، يدّعي الآن أنَّ شركته تقدّم معالجات حواسيب آلية أفضل من "إيه إم دي".
وقالت سو: "أنا عادة أترك الأرقام تتحدث عن نفسها، والمنتجات تتحدث عن نفسها.. لكنَّنا مجموعة تنافسية للغاية في هذا المجال".
ولم تتوفر بيانات الربع الرابع من باحثي القطاع حتى الآن، ولكن "إيه إم دي" اقتنصت أكثر من 2% من الحصة السوقية لـ"إنتل" في الربع الثالث، وفقاً لـ"ميركوري ريسيرش" ( Mercury Research).
تضاعفت مبيعات مركز بيانات "إيه إم دي"، بما في ذلك الرقائق المستخدمة من قبل شركات مثل "ألفابيت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، وخدمات "أمازون ويب" التابعة لـ"أمازون"، العام الماضي مقارنة بعام 2020، وقالت "إنتل" الأسبوع الماضي، إنَّ الطلب على هذه الرقائق كان قوياً من الشركات، لكنَّ المبيعات من أكبر مزودي خدمات الحوسبة السحابية تراجعت.
وفي تباين مع هذه التصريحات، قالت "إيه إم دي"، إنَّ الطلب تزايد من عملاء الحوسبة السحابية التي تستخدم رقائق الخادم "إبيك" (Epyc) الخاصة بها في مراكز بياناتهم.
تعد "إيه إم دي" ثاني أكبر شركة مصنّعة لرقائق الرسوم المستخدمة في البطاقات الإضافية من قبل مبتكري ألعاب أجهزة الحاسب الشخصي، وتتنافس في هذه السوق مع "إنفيديا"، وستواجه "إنتل" مجدداً بعد أن بدأت الأخيرة بتقديم منتجات لهذا القطاع لأول مرة منذ سنوات.
تورّد "إيه إم دي"، ومقرها سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، رقائق الرسومات المستخدمة في أجهزة "إكس بوكس" الخاصة بشركة "مايكروسوفت"، و"بلاي ستيشن" من "سوني كورب". وقالت "إيه إم دي"، في شرائح عرض تقديمي معد للاستخدام في مكالمة مناقشة الأرباح، إنَّ الطلب على جهازي الألعاب "يواصل تجاوز جميع الأجيال السابقة".
أعرب المحللون والمستثمرون عن قلقهم من أنَّ الطلب المتزايد على أجهزة الكمبيوتر، لا سيما أجهزة الكمبيوتر المحمولة منخفضة التكلفة التي احتاجها الطلاب والموظفون خلال عمليات الإغلاق الناجمة عن كوفيد 19، سيتبدد العام الجاري.
تصنّع شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات "تي إس إم سي" معالجات "إيه إم دي"، وتفوقت على "إنتل" في تكنولوجيا الإنتاج، وتورّد الشركة أيضاً الرقائق لـ"أبل"، و"كوالكوم"، و"إنفيديا"، والعديد من شركات التكنولوجيا الأخرى، وتكافح الشركة التايوانية لمواكبة الطلب.
أعلنت "إيه إم دي" عن صافي دخل في الربع الرابع بلغ 974 مليون دولار، أو 80 سنتاً للسهم، مقارنة بـ 1.78 مليار دولار، أو 1.45 دولاراً للسهم، في الفترة نفسها من العام السابق، وزادت المبيعات بنسبة 49% إلى 4.83 مليار دولار.
ازدادت الإيرادات في وحدة "إيه إم دي" للشركات والحلول شبه المخصصة، التي تصنّع رقائق الخوادم ووحدات تحكم الألعاب، بنسبة 75% على أساس سنوي.
وسجل قسم الحوسبة بها زيادة في الإيرادات بنسبة 32% عن العام السابق، وقالت "إيه إم دي"، إنَّ هذا الأداء مدفوع بزيادة مبيعات معالجات "رايزن" (Ryzen) ذات الأسعار الأعلى.
وتمتلك الشركة، التي توقَّع المحللون في يوم من الأيام أن تنفد أموالها، حالياً 3.6 مليار دولار نقداً، فضلاً عن ديون تبلغ 313 مليون دولار فقط.
قالت "إيه إم دي" أيضاً، إنَّها تتوقَّع استكمال استحواذها على "زيلينكس" (Xilinx Inc) في الربع الأول بعد أن منح المنظّمون الصينيون موافقتهم على الصفقة، مما سيجعلها واحدة من أكبر صانعات المعالجات القابلة للبرمجة، ويزيد من قدرتها على التنافس مباشرة مع "إنتل".