"سامسونغ" تحقق مبيعات قياسية وسط إنفاق متزايد على تقنية الرقائق

وحدة ذاكرة "سامسونغ" 16 غيغابايت ذات معدل بيانات مزدوج (DDR) ، ووحدات DDR الأخرى  في سيول ، كوريا الجنوبية. - المصدر: بلومبرغ
وحدة ذاكرة "سامسونغ" 16 غيغابايت ذات معدل بيانات مزدوج (DDR) ، ووحدات DDR الأخرى في سيول ، كوريا الجنوبية. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تكثّف شركة "سامسونغ إلكترونيكس" من الإنفاق على تكنولوجيا صناعة الرقائق المتطورة في وقت يشهد طلباً متنامياً على اقتناء الهواتف الذكية وشاشات العرض ومنتجات وحدات الذاكرة.

خصصت أكبر شركة كورية جنوبية نفقات رأسمالية بقيمة 43.6 تريليون وون (36.3 مليار دولار)على أشباه الموصلات خلال عام 2021، متخطية بهذا الرقم منافسيها، بينما جلبت آلات طباعة بتقنية الأشعة فوق البنفسجية المتطرفة (EUV) للاستمرار في عمليات التوسع الهائلة لصنع وحدات الذاكرة، ونظام صناعة الرقائق الأكثر إدراراً للأرباح.

تتوقع الشركة تعافي الطلب على وحدات ذاكرة الخادم والكمبيوتر الشخصي، وقالت إن أجهزة الهواتف الذكية القابلة للطي تساهم بالفعل في نمو حجم مبيعاتها، رغم رفضها إعطاء توقعات جراء حالة من عدم اليقين عالية المستوى إزاء سلاسل التوريد وتفشي وباء فيروس كورونا.

حققت شركة "سامسونغ" مستوى قياسياً خلال ربع آخر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، في ظل صعود صافي الدخل إلى 10.64 تريليون وون، بحسب بيان صدر يوم الخميس. في مقابل متوسط توقعات المحللين البالغ 11.1 تريليون وون​​، بحسب تقديرات جمعتها بلومبرغ. صعدت الأرباح التشغيلية بنسبة 50% وارتفعت المبيعات بـ 23%. قدمت الشركة مكافآت خاصة للموظفين مع حلول أواخر شهر ديسمبر الماضي.

هبطت الأسهم بنسبة تصل إلى 2.7% في بورصة سيول يوم الخميس، وهي أقل من نسبة تراجع مؤشر كوسبي الأوسع نطاقاً، البالغة 3.4%.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

تحديات الربحية

كان الأمر المتوافق عليه عبر أقسام "سامسونغ" هو أن زيادة الطلب التي يقابلها صعود في النفقات تؤدي إلى تقويض الربحية. رفعت أجهزة الهواتف الذكية القابلة للطي مبيعات أجهزة الهواتف المحمولة، بيد أن "سامسونغ" أنفقت أكثر على التسويق. كما سجل قسم سبك المعادن الذي يصنع الرقائق الإلكترونية للعملاء من خارج الشركة رقماً قياسياً في الأشهر الثلاثة الماضية، بيد أن الإنفاق الضخم على شراء آلات الطباعة بتقنية الأشعة فوق البنفسجية المتطرفة باهظة الثمن من شركة "أيه إس إم إل" القابضة أدى إلى الحد من الربحية.

كان لتكاليف المواد الخام الأولية والخدمات اللوجستية المتنامية تأثيرها على هوامش ربحية نشاط تجارة الإلكترونيات الاستهلاكية، والتي حققت مبيعاتها الربع سنوية قمة جديدة، وتتوقع "سامسونغ" استمرار هذا الحال خلال 2022.

وحدات الذاكرة

هبط أداء "سامسونغ" ومنافستها شركة "إس كيه هاينكس" (SK Hynix) المتخصصة في صناعة وحدات الذاكرة خلال النصف الثاني من العام الماضي جراء مخاوف مرتبطة بتقلب الأسعار وتزايد المخزونات والركود الدوري. برهن تراجع الأسعار على أنه معتدل أكثر مما كان متوقعاً، في ظل توسع الصناعات في استخدام الرقائق الإلكترونية، لجأ صانعو وحدات الذاكرة إلى اتخاذ خطوات استباقية لتحقيق الاستقرار في المعروض وتجنب صدمات ارتفاع الأسعار. تساهم أنشطة "سامسونغ" في مجال سبك المعادن - حيث يتم إنتاج رقائق إلكترونية للعملاء بدون إنشاء مصانع خاصة بأشباه الموصلات - في تحقيق استقرار في الإيرادات.

أرباح "سامسونغ" تقفز بالربع الثالث لأعلى مستوى في 3 سنوات

قال جينمان هان، نائب الرئيس التنفيذي لأعمال أشباه الموصلات، خلال اجتماع "سامسونغ" مع المحللين عبر الهاتف: "هناك أيضاً عوامل متعددة قد تؤثر على العرض والطلب هذا العام، مثل مدى سرعة تحسن أزمة نقص قطع الغيار، بجانب احتمالية استمرار ارتفاع أسعار المواد الخام، علاوة على المخاطر الجيوسياسية".

وأضاف هان: "ندرك أيضاً الميل الواضح في قِصر حدة ومدة دورة صعود سوق وحدات الذاكرة عن السابق. ومع الأخذ في الاعتبار أن المخزونات ما تزال في مستويات كبيرة بما يكفي، فإن هذه علامات تدلل على وجود احتمالية لاستقرار السوق".

إغلاق "شيان"

أجبر إغلاق مدينة "شيان" بوسط الصين في شهر ديسمبر الماضي، شركة "سامسونغ" على إجراء تعديل على عمليات التشغيل في مصنعها لإنتاج وحدة الذاكرة الوميضية، وهو ما أحدث تأثيراً على الإنتاج في منشأة شركة "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology) المنافسة في هذه المدينة أيضاً.

اقرأ المزيد: الصين تغلق مدينة يسكنها 13 مليون شخص في حرب كورونا طويلة الأمد

أسفر ذلك عن زيادة التكهنات بأن أسعار وحدات الذاكرة من الممكن أن تتعافى في وقت مبكر عما كان متوقعاً، في حال بقيت تدابير الحجر الصحي للحكومة الصينية دون تغيير. توجد توقعات لدى محللين بأن استقرار الأسعار سيحدث في أقرب وقت خلال الربع الثاني للعام الحالي.

قالت شركة "تريند فورس" (TrendForce) في رسالة لها بتاريخ 24 يناير الجاري: "للحد من المخاطر المحتملة على صعيد مجال الخدمات اللوجستية، بات مشترو وحدات الذاكرة الوميضية في الوقت الراهن على استعداد أكثر للقبول بتراجع أقل في أسعار العقود في مقابل الحصول على منتجاتهم في وقت أقرب". تابعت: "رغم ذلك، نظراً لأن إغلاق مدينة (شيان) لم يكن له الأثر الملحوظ بطريقة كبيرة على عمليات التصنيع المحلية، فربما تبقى حركة أسعار عقود الذاكرة الوميضية غير متأثرة مستقبلاً بعمليات الإغلاق بشكل نسبي".

"سامسونغ" تعتزم إنشاء مصنع رقائق إلكترونية بولاية تكساس بقيمة 17 مليار دولار

قالت "سامسونغ" إنها أعادت عمليات خط إنتاج الرقائق الإلكترونية لوضعها الطبيعي في مدينة "شيان" اعتباراً من يوم الأربعاء في ظل تحسن أوضاع تفشي وباء كوفيد.

أزاحت العملاقة الكورية شركة "إنتل" من على عرشها لتنال لقب أكبر شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية على مستوى العالم من حيث الإيرادات للمرة الأولى منذ 2018، وذلك بحسب ما ذكرته شركة "غارتنر". قالت شركة الأبحاث إن مبيعات "سامسونغ" من أشباه الموصلات صعدت بنسبة 31.6% خلال العام الماضي حيث تمثل حصتها 13% من السوق العالمية لأشباه الموصلات، في حين حققت "إنتل" نمواً بلغت نسبته 0.5% لتسيطر على حصة تصل نسبتها إلى 12.5% من هذا السوق.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك