ألقت شركة "سيلترونيك" (Siltronic) بظلال الشك على الاستحواذ الذي تخطط له شركة "غلوبال وافرز" (GlobalWafers) التايوانية، في أحدث صفقة في قطاع أشباه الموصلات بقيمة 5.3 مليار دولار، قائلة إن ملاحظات وزارة الاقتصاد الألمانية حتى الآن غير شفافة ولم تقدم حلاً واضحاً لتهدئة مخاوف مكافحة الاحتكار.
طالع المزيد: اندماج أكبر مصنّعي أشباه الموصلات بالعالم يقترب من لحظته الأخيرة
قالت الشركة الألمانية في وقت متأخر من يوم الجمعة في ملف تنظيمي عقب تقرير نشرته "بلومبرغ نيوز" عن المعالجات التي قدمتها الشركات إنه خلال المناقشات الأخيرة، لم تتلق الشركات أي معلومات حول ما إن كان سيتم إصدار تصريح للاستحواذ وضمن أي شروط.
شركة "سيلترونيك" قالت في الإيداع: "من وجهة نظر الوزارة، في هذه الحالة، من الواضح أن اتفاقية التخفيف ليست مناسبة للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالصفقة. لا يمكن إتمام الصفقة إذا لم تصدر الوزارة قرار التخليص بحلول 31 يناير".
اقرأ أيضاً: العالم يخاطر بالاعتماد على صناعة أشباه الموصلات التايوانية
مكافحة الاحتكار
عرضت شركتا "غلوبال وافرز" و"سيلترونيك" مجموعة من المعالجات للتعامل مع مخاوف مكافحة الاحتكار المتعلقة بالصفقة، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ". وتشمل منح الحكومة الألمانية حقوق تصويت خاصة من خلال "السهم الذهبي" إلى جانب وسائل للتراجع عن شراء "سيلترونيك" التي يقع مقرها في ميونيخ أو بيع الأصول الرئيسية إلى شركات داخل البلاد، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية المحادثات.
"غلوبال ويفرز" قالت في بيان لها: "ينصب تركيزنا الآن على ألمانيا. ونعتقد أننا عالجنا جميع المخاوف التي أثيرت هناك بشكل بناء وشامل. هذه صفقة مفيدة للغاية لألمانيا وأوروبا لأنها ستؤمن الاستثمار والدراية التي تزداد الحاجة لهما وشريكاً قوياً وموثوقاً للغاية في صناعة أشباه الموصلات في أوروبا".
كانت وزارة الاقتصاد الألمانية تدرس الصفقة منذ أكثر من عام.
قالت الوزارة في وقت سابق يوم الجمعة: "إن إجراءات مراجعة الاستثمار غالباً ما تنطوي على قضايا ومسائل معقدة للغاية وتتطلب تدقيقاً دقيقاً"، وأضافت أن الإطار الزمني والمتطلبات المنصوص عليها في التجارة الخارجية تظل صالحة لمراجعة الصفقة.
الاختبار الأول لوزير الاقتصاد
تشكل عملية البيع المقترحة لشركة "سيلترونيك" إلى شركة التكنولوجيا التايوانية العملاقة الاختبار الأول لوزير الاقتصاد الألماني الجديد روبرت هابيك. أمضى القائد المشارك في قيادة حزب الخضر والبالغ 52 عاماً من العمر أسابيعه الأولى في المكتب في رسم خطط جريئة لتحويل الصناعة المترامية الأطراف في البلاد إلى الطاقة المتجددة.
مع ذلك، تقدم صفقة "سيلترونيك" مجموعة دقيقة من التحديات التي تمزج بين مصالح ألمانيا في الحفاظ على السيطرة على التقنيات الموجهة نحو المستقبل إلى جانب الاعتبارات الجيوسياسية الحساسة.
تعد الصفقة حساسة من الناحية السياسية بسبب التوترات المتصاعدة بين الصين وتايوان. في الماضي، حاولت ألمانيا تجنب استعداء السلطات الصينية بشأن هذه الجزيرة، التي يعتبرها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين جزءاً من أراضيها.
لم تمنح الصين أيضاً الموافقة التنظيمية للصفقة حتى الآن، وهي الموافقة الأخرى الوحيدة التي لا تزال معلقة. أشارت إدارة تنظيم السوق في البلاد إلى أنها مرتاحة إلى حد كبير مع إجراءات مكافحة الاحتكار التي اقترحتها الشركات، ويمكن أن تتخذ قراراً رسمياً في وقت قريب، حسبما قال أشخاص مطلعون لبلومبرغ هذا الأسبوع.