حقق تطبيق "وي تشات" الفائق التابع لشركة "تينسنت" القابضة نمواً كبيراً في خدماته، بداية من التجارة الإلكترونية ووصولاً إلى المدفوعات وعمليات البحث في السنة الماضية، وصمد في مواجهة حملة الإجراءات التنظيمية الصارمة من قِبل الحكومة، الرامية إلى التخلص من الحواجز داخل مجال الإنترنت في الصين.
أوضح المسؤولون التنفيذيون في "تينسنت"، خلال فعالية "وي تشات" السنوية يوم الخميس، أن المستخدمين النشطين يومياً لبرامج "وي تشات" الصغيرة –وهي التطبيقات الخفيفة داخل منصة التواصل الاجتماعي والرسائل الأساسية- حققت نمواً بنحو 12.5% لتصل إلى 450 مليون مستخدم في عام 2021.
وأضافوا أن وظيفة البحث الأصلية للتطبيق -وهي ميزة جرى ترويجها في وقت ما على أساس أنها تمثل رد شركة "تينسنت" على هيمنة "بايدو"– رفعت عدد مستخدميها إلى 200 مليون مستخدم في الشهر على مدى العام الماضي.
عملاق صيني
عقب جمعها ما يزيد على مليار مستخدم على مستوى الصين وفي أنحاء العالم كافة، باتت "وي تشات" هي الآلية الرئيسية لدفع الأموال والهواتف الذكية لإمبراطورية الإنترنت واسعة النطاق الخاصة بشركة "تينسنت" والممتدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب وبرامج المؤسسات.
وضع العملاق الصيني بصمته عبر سنين طويلة، إذ يوفر خصائص جديدة مثل التطبيقات الخفيفة دون تحميل تدفق الفيديو القصير، التي تهاجم مناطق نفوذ المنافسين على غرار مجموعة "علي بابا" القابضة وشركة "بايتدانس".
تعتبر البرامج المصغرة هي آخر ابتكارات شركة "تينسنت" المهمة لعام 2017، وبدأ مراقبو القطاع يترقبون التطور المستقبلي للخدمة الأساسية التي أسسها ألن زانغ، خصوصاً مع تحرك بكين ضد أنظمة العمل ذات البيئة المغلقة على غرار "وي تشات" التي تنظر إليها على أنها بمثابة احتكار.
وأعلنت الشركة يوم الخميس أن تطبيق "وي تشات" بدأ في قبول المعاملات باليوان الرقمي الصيني في خدمة المدفوعات، وهو ما يُعَدّ دفعة هائلة لهذه المبادرة التي يتزعمها البنك المركزي الصيني.
[object Promise]حملة الصين التنظيمية
تُعتبر منصة "وي تشات" من بين أهداف حملة الإجراءات التنظيمية الصارمة لبكين على قطاع تكنولوجيا، التي لم يظهر عليها أي مؤشر على حدوث تراجع لها بعد مرور ما يزيد على سنة على الحملة.
حذّرت جهة الرقابة على قطاع التكنولوجيا شركات الإنترنت من الامتناع عن حظر الخدمات المنافسة، وهو ما دفع منصة "وي تشات" إلى الشروع في السماح باستخدام الروابط الخارجية للتطبيقات التي تديرها شركات على غرار "علي بابا" و"بايت دانس".
يُعَدّ هذا جزءاً من حملة إجراءات تنظيمية على نطاق أوسع تستخدمها بكين بهدف تفكيك ما يسمى بالحدائق المسورة لإنترنت الهاتف المحمول في الصين، التي تدعم هيمنة عمالقة الإنترنت على بيانات المستهلك والمكاسب.
خلال شهر نوفمبر الماضي، أصدر المنظمون الأمر لشركة "تينسنت" بالتوقف عن تقديم تطبيقات أو تحديثات جديدة عقب انتهاك منتجاتها لقواعد حماية البيانات، رغم السماح للشركة منذ ذلك الوقت بالعودة لطرح التحديثات لبعض من الخدمات.
قد يلعب التطبيق صاحب المركز الأول الفائق في الصين دوراً أكبر في تحقيق النمو لشركة "تينسنت" مستقبلاً، في حين يمارس الاستهلاك المحلي المتراجع والعقبات التنظيمية ضغوطاً على الأنشطة التجارية الأساسية على غرار ألعاب الفيديو وخدمات الإعلان.
أشار المسؤولون التنفيذيون في منصة "وي تشات" خلال فعالية قوانغتشو إلى أن وحدات التطبيق ستعمل بطريقة أكثر موثوقية لتبادل توجيه المستخدمين بعضهم لبعض.
أضافوا أن منصة "وي كوم"، النسخة المؤسسية من "وي تشات"، ستبدأ قريباً في تقديم خدمة فيديو "تشانالز" (Channels)، وستواصل البرامج المصغرة عملية جذب المستخدمين لخدمة البحث.
حققت شركة "تينسنت" نجاحات خلال العام الماضي من خلال أحدث المبادرات الرامية إلى وقف العمل على "وي تشات" كمنصة جاذبة للمستخدمين الأصغر سناً.
سجّلت المبيعات من خلال خدمات التجارة المباشرة الناشئة قفزة بلغت 15 ضعفاً خلال العام الماضي، إذ وصلت إلى مستوى الذروة الخاص بها للموسم السنوي لاقتناص الصفقات في 11 نوفمبر الماضي.
كما نالت فعاليات البث المباشر زخماً عقب حضور 27 مليوناً لحفل "ويست لايف" الموسيقي الذي حاز تغطية إعلامية ضخمة، في حين شاهد 15 مليوناً منغ وانزهو، وهي الإبنة الكبرى لرن تشنغ مؤسس شركة "هواوي"، لدى عودتها إلى الصين في أعقاب الإفراج عنها من الإقامة الجبرية في كندا.