هاجم تيم سويني رئيس "إيبك غيمز" (Epic Games) التنفيذي كلاً من "أبل" و"غوغل" التابعة لشركة "ألفابت" مجدداً باعتبارهما احتكاريتين تهيمنان على الهواتف المحمولة في العالم، ونادى بمتجر تطبيقات عالمي يجمع كافة نظم التشغيل كحل.
قال سويني في مقابلة في سيول الثلاثاء: "ما يحتاجه العالم الآن هو متجر واحد يعمل على جميع المنصات. وفي الوقت الحالي، تتجزأ ملكية البرامج بين متجر تطبيقات (iOS)، وسوق (أندرويد غوغل بلاي)، ومتاجر مختلفة على (اكس بوكس) و(بلاي ستيشن) و(نينتندو سويتش) وكذلك متجر (مايكروسوفت)، ومتجر تطبيقات (ماك)".
أضاف أن "إيبك" تعمل مع مطورين ومقدمي خدمات لإنشاء نظام يتيح للمستخدمين "شراء البرامج في مكان واحد، مع العلم أنهم سيحصلون عليها على جميع الأجهزة وجميع الأنظمة الأساسية".
لم يترك سويني أي شك بشأن رفضه للوضع الراهن لبرمجيات الهواتف الذكية خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر العالمي لعدالة النظام البيئي لتطبيقات الهاتف المحمول الذي عُقد في كوريا الجنوبية، موطن القانون الأول في العالم الذي يطالب منصات الهاتف المحمول بمنح المستخدمين خياراً من شركات الدفع. كانت لعبة "فورتنايت" (Fortnite) القتالية التي أطلقتها شركته موضوع نزاع قانوني مرير مع "أبل" و"غوغل" حول تقسيم إيرادات المبيعات على منصتيهما.
حبس "أبل"؟
قال سويني: "تحبس (أبل) مليار مستخدم في متجر واحد ومعالج دفع واحد... تلتزم (أبل) حالياً بالقوانين الأجنبية القمعية التي تراقب المستخدمين وتحرمهم حقوقهم السياسية، إلا أنها تتجاهل القوانين التي أقرتها الديمقراطية الكورية. وبالتالي يجب إيقاف (أبل)".
تلقت "غوغل" أيضاً توبيخاً قوياً من سويني، الذي انتقد منهجها بفرض رسوم على المدفوعات التي لا تعالجها ووصف هذا النهج بأنه "جنوني". أشاد مؤسس "إيبك غيمز" بكوريا لقيادتها الحرب ضد الممارسات الاحتكارية وإدراج أحكام مكافحة الانتقام لحماية المطورين في تشريعاتها، وقال "أنا فخور جداً بالوقوف ضد هذه الاحتكارات معكم. أنا فخور بالوقوف معكم والقول بأنني كوري".
تحديثات متجر "أبل" تفشل في استمالة المشرّعين الأمريكيين العازمين على مواجهة الاحتكار
بيّن دان جاكسون المتحدث باسم "غوغل" في رد عبر البريد الإلكتروني أن رسوم خدمة متجر "غوغل بلاي" "لم تكن أبداً مقابل معالجة الدفع فقط، بل هي الطريقة التي نقدم بها (أندرويد) و(غوغل بلاي) مجاناً ونستثمر في العديد من خدمات التوزيع والتطوير والأمان التي تدعم المطورين والمستهلكين في كوريا الجنوبية وحول العالم".
لم ترد "أبل" على طلب للتعليق.
رسوم مبررة؟
تخوض "إيبك" معركة قانونية مع "أبل" و"غوغل" منذ أكثر من عام بعد أن فرضت مسألة كيفية معالجة المدفوعات عبر إصدار نسخة من لعبة "فورتنايت" تتضمن نظامها الخاص لشراء عناصر داخل اللعبة. أُزيلت اللعبة من متجري التطبيقات التابعين لكل من "أبل" و"غوغل" بسبب خرقها لقواعدهما، ما دفع شركة سويني لمقاضاة المشغلين. زعمت الإيداعات القانونية التي قدمتها "إيبك" هذا الأسبوع أن "غوغل" أنشأت فريق عمل داخلي لمواجهة مشكلة تجنب "فورتنايت" لمتجر التطبيقات التابع للشركة والرسوم المفروضة.
يُشار إلى أن "أبل" و"غوغل" صرحتا باستمرار أن الرسوم التي تفرضانها على عمليات الشراء عبر أسواق الهواتف المحمولة الخاصة بهما تساعد في توفير الأمان للمستخدمين والجمهور العالمي للمطورين. فيما يرى سويني أن ممارساتهما الإقصائية لعنة على المبادئ التأسيسية للإنترنت، مجادلاً أن "سياساتهما مقيدة للغاية لدرجة أنه لو كان قد تم تضمين شبكة الإنترنت بعد الهواتف الذكية، لحظرت (أبل) و(غوغل) جميع متصفحات الويب من الإصدار على منصتيهما".
تدير "إيبك غيمز" متجر ها الخاص للاعبين على أجهزة الكمبيوتر، والذي يفرض أيضاً رسوماً على النظام الأساسي، وإن كانت أقل. لا يعترض سويني على حق "غوغل" و"أبل" في الاستفادة من عملهما.
قال: "هناك سوق للمتاجر وسوق للمدفوعات والعديد من الأسواق الأخرى ذات الصلة... مهم جداً ألا تسمح إجراءات مكافحة الاحتكار لأي محتكر في سوق ما باستخدام سيطرته على تلك السوق لفرض سيطرته على أسواق غير متصلة".