نمت عائدات شركة "تينسنت القابضة" (Tencent Holdings Ltd) بمعدل أبطأ من المتوقع بنسبة 13%، بعد أن أثرت الحملة الشاملة في الصين ضد شركات التكنولوجيا على أنشطة تجارية مثل الألعاب والإعلانات.
ارتفعت قيمة المبيعات إلى 142.4 مليار يوان (22.3 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، متجاوزة متوسط التوقعات البالغ 145.4 مليار يوان، وفقاً لبيان إفصاح الشركة.
تباطأ نمو المبيعات للربع السادس على التوالي، ووصل إلى أبطأ وتيرة منذ طرح "تينسنت" للاكتتاب العام في عام 2004. و جاء صافي الدخل أفضل من المتوقع عند 39.5 مليار يوان بعد أن حققت الشركة مكاسب من عمليات التخارج من بعض الاستثمارات، على الرغم من انخفاض الأرباح، غير التابعة للمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، بنسبة 2% ، ويعد ذلك أول انخفاض منذ أن بدأت "بلومبرغ" في تتبع البيانات خلال عام 2010.
تقدم نتائج أعمال "تينسنت" خلال الربع الثالث، التي تعد الأولى بين أكبر عمالقة التكنولوجيا في الصين، لمحة سريعة عن التأثير بعيد المدى لحملة بكين في ذروتها ضد شركات التكنولوجيا.
تسبب التأثير الضخم للشركة، التي تقع في ثاني أكبر اقتصاد عالمياً، في جعلها معرضة للخطر، حيث اجتاحت الرقابة الحكومية سريعاً كل المجالات من التمويل إلى التعليم والترفيه عبر الإنترنت. و من بين الضربات الأكثر عنفاً كانت حملة التطهير في يوليو ضد الدروس الخصوصية، التي دمرت مصدراً رئيسياً لأرباح الإعلانات، فضلاً عن تحديد الوقت بالنسبة لألعاب الأطفال في الشهر التالي.
قال ماثيو كانترمان ، كبير محللي "بلومبرغ إنتليجنس": "قد يستمر الضغط على نمو إعلانات تينسنت خلال الأرباع القليلة القادمة.. على الرغم من أن مبيعات الألعاب عبر الإنترنت صمدت جيداً في ظل العقبات التنظيمية وإصدارات الألعاب الجديدة، التي تضيف أفاقاً واعدة لاتجاهات الربع الرابع و2022، إلا أن ضعف اتجاهات الإعلانات قد يؤدي إلى مزيد من خفض توقعات النمو".
ذكرت "تينسنت" في بيان الإفصاح أن الإعلان عبر الإنترنت ارتفع بنسبة 5% أبطأ من المتوقع، وهو ما يرجع جزئياً إلى الضعف في قطاعات التعليم والتأمين والألعاب، و أضافت أن أسعار الإعلانات يمكن أن تظل ضعيفة لعدة فصول "بسبب التحديات واللوائح الكلية التي تؤثر على قطاعات إعلانية رئيسية معينة".
وقالت أكبر شركة في الصين إن القاصرين يمثلون 0.7% من الوقت بالنسبة لألعابها بالصين و 1.1% من إجمالي الإيرادات المحلية في سبتمبر، متراجعة بشكل ملحوظ على أساس سنوي. و ارتفعت إيرادات الألعاب المحلية بنسبة 5%، مقابل القفزة البالغة 20% في عائدات الألعاب الدولية.
في حين أن القيود الأكثر صرامة على مقدار الوقت الذي يمكن للأطفال خلاله ممارسة ألعاب الفيديو كان لها تأثيراً ضئيلاً على إيرادات الألعاب، امتنع المنظمون أيضاً عن الموافقة على أي إصدارات جديدة منذ يوليو، حيث يقومون بفحص التطبيقات بعناية أكبر.
أعاد التباطؤ إحياء ذكريات مؤلمة لتجميد تراخيص تحقيق الدخل من الألعاب لمدة 10 أشهر في عام 2018، ما أدى إلي محو 200 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة "تينسنت" في ذلك الوقت.
قال محللو "نومورا" بقيادة جيالونغ شي، إن القيود المفروضة على الألعاب أثرت غالباً على عائدات "تينسنت" من الإعلانات، حيث إن عمليات التحقق الإلزامية من الهوية المصممة لاستبعاد القاصرين تمنع البالغين من ممارسة بعض الألعاب.
كتب المحللون في مذكرة قبل إعلان النتائج: "هذه الخطوة الإضافية اتضح أنها ضارة بنوع الألعاب العارضة مثل كاندي كراش.. هذه الألعاب غير الرسمية ليست فقط من تنفق على الإعلانات، لكنها تساهم أيضاً في مخزون الإعلانات في شبكات إعلانات الجوال التي تديرها منصات كبيرة مثل بايت دانس وتينسنت".
في الوقت الحالي ، تستمر نجاحات لعبة "أونر أوف كينغز" التي طورتها "تينسنت" في كونها أكبر مواردها النقدية للألعاب، حيث تسعى إلى عوامل أو محركات نمو جديدة.
قد تقدم شركة "ريوت غيمز" (Riot Games Inc) المملوكة بالكامل لصالح "تينسنت"، أكبر الإمكانات أو الفوائد، إذ ظهرت لعبة الهاتف المحمول "ليغ أوف ليجيندز" (League of Legends) التي طال انتظارها لأول مرة في الصين الشهر الماضي، واجتذبت بطولة الرياضة الإلكترونية وسلسلة الرسوم المتحركة الجديدة الخاصة بالامتياز مئات الملايين من المشاهدات لشركة "تينسنت"، والشركات التابعة لها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية.
استمر قطاع التكنولوجيا المالية وخدمات الأعمال في تحقيق أقوى نمو، حيث ارتفع بنسبة 30% في الربع الثالث نتيجة ارتفاع أحجام المدفوعات التجارية وزيادة الرقمنة بالإضافة إلى دمج موقع "بيتاوتو" الخاص بمقارنة عروض السيارات.
بعد انطلاقها قبل عام، تركت الحملة الصينية ضد شركات التكنولوجيا العديد من المشكلات بدون حل، بما في ذلك أمن البيانات، وإعادة هيكلة عمليات التكنولوجيا المالية، وفتح منصات الإنترنت المغلقة.
اتخذت شركة "تينسنت" ومنافستها الشرسة مجموعة "علي بابا" خطوات أولية لفتح منصتيهما أمام خدمات بعضهما البعض، بينما يُقال إن الجهة المشرفة على صناعة التكنولوجيا في البلاد تفكر في إجبار "وي تشات" (WeChat) على جعل مقالاته الاجتماعية قابلة للعرض على محركات البحث مثل "بايدو" (Baidu Inc)، حسبما ذكرت "بلومبرغ" الشهر الماضي.
أوضحت "تينسنت" أنها ستمتثل للوائح الجديدة في بكين. وقالت الشركة لدى إعلان نتائج أعمالها : "نمتثل بشكل استباقي للبيئة التنظيمية الجديدة التي نعتقد أنها ستسهم في توفير مسار تنمية أكثر استدامة لهذه الصناعة". وأضافت: "في سوق الألعاب المحلية، أدت جهودنا الرائدة في الصناعة للامتثال التام للوائح الجديدة إلى تقليل وقت اللعب والإنفاق بالنسبة للقاصرين بشكل كبير، ما أدى إلى تعزيز بيئة ألعاب أو لعب أكثر صحية".
تقوم الشركة أيضاً بالتواجد بشكل أعمق في صناعة برامج المؤسسات والتقنيات المتقدمة. و في الأسبوع الماضي، تعهدت "تينست" المالكة لتطبيق "وي تشات" بتوفير موارد بقيمة 3 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لشركائها في الأعمال السحابية وكشفت النقاب عن أول رقائق ذاتية الصنع لاستخدامات معينة مثل البحث وتحويل ترميز الفيديو.