توقعات "كوالكوم" المتفائلة للأرباح تغذِّي آمال انحسار أزمة الرقائق قريباً

زاد الطلب بقوة على أشباه الموصلات منذ بداية أزمة كورونا مع طفرة شراء الأجهزة الإلكترونية - المصدر: بلومبرغ
زاد الطلب بقوة على أشباه الموصلات منذ بداية أزمة كورونا مع طفرة شراء الأجهزة الإلكترونية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن علامات تدل على أنَّ النقص في أشباه الموصلات عالمياً يقترب من نهايته؛ قدمت "كوالكوم" بعض أوجه التخفيف.

وبرغم توقُّعات أن تستمر المشاكل حتى العام المقبل؛ فإنَّ الشركة المُصنِّعة للرقائق أصبحت حالياً أكثر مهارة في الحصول على قطع غيار نادرة.

أسندت "كوالكوم" إنتاج بعض المنتجات للعديد من الشركات المُصنِّعة، مما يساعد على ضمان حصولها على إمدادات كافية.

ساعدت التحركات الشركة على تقديم توقُّعات متفائلة للربع الأخير، مما أدى إلى ارتفاع أسهمها بنسبة 7.6% في ختام التعاملات أمس الأربعاء.

قال المدير المالي، أكاش بالخيوالا، في مؤتمر عبر الهاتف لإعلان أرباح الشركة: "لدينا قيود فعلية في جميع المجالات.. لكنَّنا نشعر براحة تامة لأنَّ صورة العرض الإجمالية تسير كما خططنا تماماً".

ارتفاع الطلب

على الرغم من التحديات، تستفيد الشركة من الطلب المتزايد على رقائق الهواتف الذكية، والدخول في أسواق جديدة.

تتوقَّع "كوالكوم"، أكبر شركة لتصنيع شرائح الهواتف الذكية في العالم، أرباحاً تتراوح بين 2.90 دولاراً، و 3.10 دولار للسهم في الفترة المنتهية في ديسمبر، وهذا أعلى بكثير من 2.58 دولاراً وفق توقُّعات "وول ستريت". كما ستتراوح الإيرادات بين 10 مليارات دولار، و 10.8 مليار دولار، مقارنة بمتوسط تقديري هو 9.73 مليار دولار.

قام الرئيس التنفيذي، كريستيانو آمون، بتنويع شبكة الموردين لـ "كوالكوم" لضمان حصول الشركة على ما تحتاجه.

كما أنَّه يعمل على تقليل الاعتماد على رقائق الهاتف المحمول من خلال بيع أشباه الموصلات لشركات صناعة السيارات، والشركات المصنِّعة الأخرى. قال آمون في مقابلة: "لدينا الآن محركات، أو عوامل نمو أكثر من مجرد الهاتف المحمول... من الواضح أنَّ كوالكوم لم تعد تحددها سوق واحدة".

ارتفعت أسهم "كوالكوم" إلى 149 دولاراً في التداول الموسع. انخفضت أسهم الشركة بنسبة 9.1% منذ بداية 2021 حتى إغلاق أمس الأربعاء، متخلفة عن مكاسب بنسبة 28% لمؤشر أشباه الموصلات في بورصة فيلادلفيا.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

مبيعات الرقائق

تساعد شبكات الجيل الخامس الجديدة - معيار لاسلكي أسرع - في زيادة مبيعات رقائق الهاتف. تحصل أرباح "كوالكوم" أيضاً على دفعة من إنترنت الأشياء (IoT)، الذي يعمل على نقل الاتصالات والإلكترونيات عبر الإنترنت إلى مجموعة واسعة من الأجهزة.

بالنسبة للمستهلكين، تظهر رقائق "كوالكوم" أكثر في الأجهزة اللوحية، وسماعات الواقع الافتراضي، والأجهزة القابلة للارتداء.

في التطبيقات الصناعية، يمكن العثور على منتجات الشركة في قياس الطاقة، وأنظمة لوجستيات المستودعات، ومعدات نقاط البيع بالتجزئة. ارتفعت المبيعات في قسم إنترنت الأشياء التابع لـ "كوالكوم" بنسبة 66% لتصل إلى 1.54 مليار دولار في الربع الأخير.

ارتفعت أعمال "كوالكوم" الرائدة في مجال شرائح الهاتف بنسبة 56% لتصل إلى 4.69 مليار دولار. وقال آمون، إنَّ النمو يأتي في الغالب من الهواتف الذكية التي تستخدم نظام التشغيل "أندرويد".

مثل العديد من الشركات الأخرى المصنعة للرقائق؛ تعهدت "كوالكوم" بالإنتاج لشركات مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (تي إس إم سي)، وشركة سامسونغ للإلكترونيات.

أدى ارتفاع الطلب إلى عدم قدرة تلك الشركات على تلبية الإنتاج المطلوب، لكن كانت هناك دلائل مؤخراً تشير إلى أنَّ النقص في الرقائق ربما تراجع.

بوادر أمل

لم يرتفع مقياس أوقات تسليم الرقائق الذي تتم مراقبته عن كثب بالسرعة نفسها في أكتوبر؛ وهي علامة تبعث على الأمل. كما انكمشت التأخيرات لتوصيل بعض أنواع أشباه الموصلات.

على نطاق أوسع، قال أحد مقدِّمي الخدمات اللوجستية الرئيسيين هذا الأسبوع، إنَّ عقبات سلسلة التوريد آخذة في الانحسار. لقد عطلت المشاكل الموانئ، وأثرت في كل شيء من السيارات إلى الأحذية الرياضية.

تمكَّنت "كوالكوم"، ومقرها في سان دييغو، من إعادة تنظيم سلسلة التوريد الخاصة بها من خلال جعل أكثر من مزود واحد يصنع ثلاثة من منتجاتها الرئيسية.

وتتوقَّع الشركة أن تصل مبيعات رقائق الهواتف الذكية إلى مستوى قياسي خلال الربع الجاري، كما أنَّها تعطي الأولوية لخط الإنتاج مقارنة ببعض أنشطتها التجارية الأقل ربحية. وقال آمون: "لقد فعلنا ما قلنا أنَّنا سنفعله".

ما يصلح لشركة "كوالكوم" قد لا يكون قابلاً للتطبيق عالمياً. تعد الشركة واحدة من الشركات القليلة التي لديها خبرة في الحجم والتصميم لتكون قادرة على تصنيع المكون نفسه بواسطة شركات مختلفة. ومع ذلك؛ فإنَّ هذا الأمر يؤدي إلى تكبُّد خسائر كبيرة.

نظراً لأنَّ شركة "كوالكوم" تركز على مكونات الهواتف الذكية الأكثر ربحية؛ فمن المتوقَّع أن تشهد الأقسام الأخرى استقرار حجم المبيعات خلال الربع الجاري.

أرباح تفوق التوقعات

باستثناء بعض البنود، بلغ الربح 2.55 دولاراً للسهم في الربع الرابع من العام المالي، مقارنة بمتوسط تقديرات "وول ستريت" البالغ 1.95 دولاراً. نمت الإيرادات المعدلة بنسبة 43% لتصل إلى 9.32 مليار دولار، متجاوزة التوقُّعات البالغة 8.86 مليار دولار.

يبدأ العام المالي الجاري لـ "كوالكوم" في 27 سبتمبر 2021 حتى 25 سبتمبر من 2022، وفقاً للموقع الإلكتروني للشركة.

إنَّ الشركة فريدة من نوعها في الصناعة؛ لأنَّ جزءاً كبيراً من أرباحها يأتي من منح ترخيص التكنولوجيا. يدفع صانعو الهواتف مقابل استخدام تقنية "كوالكوم"، بغضِّ النظر عما إذا كانوا يشترون رقائقها، لأنَّ الشركة تمتلك براءات اختراع تغطي بعض أساسيات الاتصالات المتنقلة.

الاتفاق مع "أبل"

بعد معركة قانونية استمرت عدة سنوات مع شركة "أبل"، توصلت الشركتان إلى تسوية، وأصبحت "كوالكوم" مورِّداً لأجهزة المودم - الرقائق التي تربط الهواتف بالشبكات الخلوية – إلى "أيفون".

يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أنَّ الإيرادات من هذه الاتفاقية ستكون قصيرة الأجل نسبياً، لأنَّ "أبل" ستعتمد في النهاية على مكونها الخاص.

قالت "أبل" الأسبوع الماضي، إنَّها تكافح من أجل مواكبة الطلب على "أيفون"، المتضرر من قيود العرض.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، بعد الإعلان عن نتائج الأعمال، إنَّ المشاكل ستقلص المبيعات بأكثر من 6 مليارات دولار خلال الربع الجاري.

لكن مع "أندرويد" وليس "أيفون"- الذي يغذي نمو شريحة الهاتف لدى "كوالكوم"، قد يكون ذلك أقل إثارة للقلق.

قال آمون: "إنَّ أسرع فرصة نمو بالنسبة لنا في الهواتف المحمولة بمثابة فرصة لـ"أندرويد" ".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك