"سامسونغ" راهنت بنجاح على مخاطرة الهواتف القابلة للطي

هاتف "غالاكسي زد فليب 3" القابل للطي من "سامسونغ" - المصدر: بلومبرغ
هاتف "غالاكسي زد فليب 3" القابل للطي من "سامسونغ" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تغدق شركة "سامسونغ إلكترونيكس" مزيداً من المال في رهانها على حظوظ مستقبل أجهزة الهواتف الذكية القابلة للطي، إذ تنبّأت برواجها، وصعود مبيعات هذه الأجهزة.

تشير التوقعات إلى أنَّ مبيعات أجهزة الهواتف القابلة للطي في 2021 ستسجل أضعاف ماكان في العام الماضي لتواصل نموها على نحو كبير في 2022، بحسب ما بيّنت "سامسونغ" الخميس دون أن تعطي توقُّعات محددة حول النتائج. يعمل قسم الشاشات لديها على زيادة إنتاج لوحة الشاشة القابلة للطي، ويستثمر إضافياً لاستباق ما تتوقَّعه الشركة من طلب يزداد على هذا الصنف.

قال نائب رئيس الشركة في قسم الهواتف النقالة "سونغ–كو كيم" خلال مكالمة الأرباح الخميس: "نظن أنَّنا نجحنا في طرح وريادة انتشار أجهزة الهواتف القابلة للطي على نطاق واسع في السوق".

طرحت الشركة الكورية الجنوبية عملاقة قطاع الإلكترونيات جيلها الثالث من هاتفي "غالكسي زد فولد"، و"غالكسي زد فليب" خلال أغسطس، لتشق طريقاً جديداً عبر تقييم جهاز الهاتف الأصغر حجماً عند 999 دولاراً، إذ تعهدت بدعم هذا الطراز مسخرة قوتها التسويقية الجبارة. قالت الشركة، إنَّها حققت مبيعات بلغت مليون وحدة في كوريا الجنوبية بفضل جهاز "زد فليب 3"، وذلك في وتيرة هي الأسرع بالنسبة لأي هاتف ذكي من صنع "سامسونغ" خلال العامين الماضيين.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

إفساح المجال

تعوِّل "سامسونغ" على هذه الأجهزة للتفوق على "أيفون" الأكثر مبيعاً لطول أمد بين أجهزة شركة "أبل" خلال موسم العطلات الحالي. لم تطرح الشركة إصدارات جديدة من أجهزة "غالكسي نوت" للعام الحالي، واستغلت موسم إعلان المنتجات الجديدة نهاية الصيف لإبراز أجهزة الهواتف القابلة للطي بطريقة مباشرة.

حقق التوجه للتركيز على تحديث شكل هاتف "سامسونغ" الذكي نجاحاً كبيراً منذ عقد حين طرحت هاتف "غالكسي نوت". تعتبر الشركة رائدة في أحجام الشاشات الأكبر الرائجة حالياً، وميّزت أجهزتها المحمولة عبر القلم الذي انفردت به، ومن ثمَّ ظهر مع أجهزة "أيباد" من "أبل"، وكذلك أجهزة "مايكروسوفت" من طراز "سورفيس". تم بيع ملايين المنتجات من سلسلة أجهزة "غالكسي نوت" بشكل سنوي منتظم، بيد أنَّ تميُّزها كان يتلاشى على مدى العقد الماضي، مما دفع الشركة لاتخاذ قرار بعدم طرح إصدار جديد خلال العام الحالي. استعاضت عن ذلك بتزويد هاتف "زد فولد 3" بقلم، وأعطت مساحة أكبر لانتشار الأجهزة القابلة للطي لتزيح سابقتها عن مكانتها.

توضح أجهزة "غالكسي نوت" خطة مقاربة الشركة الحالية، وهي: تحقيق الريادة من خلال جعل الأجهزة مختلفة، وبيعها بأسعار منافسة للهواتف الذكية الأخرى من الفئة الأولى. تستطيع سلسلة أجهزة "زد" أن تجلب ما يزيد عن 1800 دولار، وهو سعر يواكب القيمة المرتفعة للأجهزة القابلة للطي المصنعة من إنتاج كل الشركات حتى الآن، لكنَّ "سامسونغ" اختارت أقل من مستوى 1000 دولار مستبقة المنافسين مع جهازها من نوع "زد فليب 3"، وهو ما أسفر عن زيادة قاعدة الزبائن المحتملين.

بلا نواقص

سدَّت "سامسونغ" الفجوة بين الأجهزة القابلة للطي، والهواتف الذكية العادية، بعدما وفَّرت في كلا النوعين خصائص وسمات متطابقة تقريباً، شاملة مقاومة الماء، ودعم شبكة الاتصال من الجيل الخامس. يمكن استعمال إصدار جهاز "فليب" للدفع بدون تلامس من خلال تقنية "سامسونغ باي" حتى وهو في حالة الطي، كما أنَّه مزوَّد بشاشة خارجية حديثة أكبر حجماً، ويمكن مزامنتها مع "ساعة غالكسي" الذكية من إنتاجها.

أثناء الاختبار الذي أجرته "بلومبرغ نيوز" على الجهاز، لم تظهر أي مؤشرات على وجود عيوب متانة كالتي عانى منها الجيل الأول من الأجهزة القابلة للطي؛ سواء من صنع "سامسونغ" أو غيرها، لكنَّ صغر بطاريته مقارنة بغيره، وارتفاع حرارته تستدعي التحسينات. قد تواجه "سامسونغ" صعوبة بتصنيع أعداد كافية من الأجهزة لتغطية طلب السوق واسع النطاق.

ستكون الهواتف الذكية القابلة للطي النموذج الأسرع نمواً، بحسب التوقُّعات السائدة، في ظل إشارة تقديرات شركة "كاونتبيونت" (Counterpoint) إلى مستوى نمو يقترب من 10 أضعاف بحلول 2023. قال باحثون، إنَّ "سامسونغ" ربما تستحوذ على ثلاثة أرباع هذه السوق على مدى السنوات المقبلة، لأنَّها تسيطر على أكثر الشاشات القابلة للطي تطوراً.

سبق أن جاء في تقرير من "بلومبرغ نيوز" أنَّ "أبل"- أشد المنافسين- قد اختبرت إصدارات تجريبية من "أيفون" القابل للطي، لكنَّ إصدار منتج وشيك منها لايشكِّل ظاهرة في خارطة طريق الشركة. تستمر شركات أخرى أمثال: " شاومي"، و"أوبو"، بالمراقبة من الهامش، فيما شهدت "موتورلا " نجاحاً ضعيفاً لجهازها القابل للطي من نوع "رازر".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات