أعلنت شركة "ألفابت" مالكة "غوغل" عن مبيعات ربع سنوية تجاوزت تقديرات وول ستريت، ما يعكس إنفاقاً قوياً من المعلنين، إلا أن النتائج المخيبة للآمال من قسمي "يوتيوب" والحوسبة السحابية أثرت على الأسهم.
بيّنت الشركة في بيان الثلاثاء أن إيرادات الربع الثالث، باستثناء المدفوعات لشركاء التوزيع، بلغت حوالي 53.6 مليار دولار. في حين توقع المحللون 52.6 مليار دولار، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. جاءت عائدات إعلانات "يوتيوب" ومبيعات سحابة "غوغل" أدنى من تقديرات المحللين، ما دفع سهمها إلى الانخفاض بنحو 1% في فترة التداول الممددة.
حاول الرئيس التنفيذي، سوندار بيتشاي، الحفاظ على استمرارية دوران محرك إيرادات "ألفابت" عبر إعطاء الأولوية لثلاثة مجالات هي التجارة الإلكترونية و"يوتيوب" والحوسبة السحابية. ساعد ذلك عملاق الإنترنت على الانتعاش من عام 2020 القاسي، حين قام بعض المسوقين بخفض ميزانياتهم أثناء تعاملهم مع الصدمة الأولية لجائحة كوفيد-19. قالت الشركة إن إعلانات قطاعات البيع بالتجزئة والسفر والإعلام والترفيه على منصات "غوغل" كانت كثيفة في الربع الأخير.
سلاسل التوريد
لكن حظوظ الشركة ما زالت تعتمد بشكل كبير على عوامل الاقتصاد الكلي، بما في ذلك مشاكل سلاسل التوريد التي عمّت جميع القطاعات تقريباً، وقد تضر بتجار التجزئة وشركات الإعلان خلال فترة التسوق لموسم العطلات. كما تعرضت الشركة التي يقع مقرها في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا لخيبة أمل من جهة منصة الفيديو الخاصة بها "يوتيوب" وذراعها السحابية، وكلاهما يهدف لمساعدتها على التنويع بعيداً عن محرك البحث الأساسي الذي يأتي بمعظم إيراداتها.
تراجع سهمها، الذي قفز 59% هذا العام، إلى 2,700 دولار في التعاملات الممددة بعدما بلغ 2,786.17 دولار عند إغلاق السوق.
قالت المديرة المالية روث بورات في مكالمة النتائج إن ميزات خصوصية تطبيقات شركة "أبل" المضادة للتتبع كان لها "تأثير متواضع على عائدات (يوتيوب)" هذا الربع.
بلغ ربح "ألفابت" 27.99 دولار للسهم في الربع الثالث، متجاوزاً متوسط التقدير البالغ 23.50 دولار. لكن بلغت عائدات إعلانات "يوتيوب" 7.2 مليار دولار، فيما كان يتوقع المحللون أن يُنتج أشهر مواقع مشاركة الفيديو عالمياً حوالي 7.5 مليار دولار.
مبيعات السحابة
ارتفعت مبيعات قسم السحابة بالشركة إلى 4.99 مليار دولار، مخالفة لتوقعات وول ستريت البالغة 5.04 مليار دولار. في حين اكتسبت الوحدة بعض الحصة السوقية تحت إدارة توماس كوريان، إلا أنها ما تزال متخلفة كثيراً عن الشركتين الرائدتين "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services) و"مايكروسوفت". قال بيتشاي في المكالمة إنه يعتقد أن الوحدة "استمرت بالحفاظ على الزخم".
بيّنت بورات في اتصال مع الصحافيين: "كان ذلك بعيداً قليلاً عن تقديرات وول ستريت، إلا أننا نشعر بارتياح كبير إزاء الزخم... نحن سعداء جداً بالتقدم المستمر في جميع المجالات وبابتكار المنتجات وبناء فرقنا وقوتنا عبر القطاعات".
أعادت "ألفابت" أيضاً شراء أسهم بقيمة 12.6 مليار دولار في الربع الأخير، وقالت إن قاعدة موظفيها نمت إلى 150028، بزيادة 18000 عن العام السابق. كما تعهدت بورات في مكالمة الأرباح بمواصلة الاستثمار في الخوادم والعقارات وعدد الموظفين في خدمات "غوغل" وقسم السحابة.
تخفيض العمولة
حذّرت أيضاً من أن مبيعات متجر تطبيقات "غوغل" ستعاني من خفض الشركة لعمولتها هذا الصيف بعد ضغوط من المنظمين ومطوري البرمجيات، وأضافت: "ستبقى مساهمة "غوغل بلاي" (Google Play) بنمو الإيرادات خافتة نظراً للتأثير المستمر لكليهما المعاكس للزيادة في مستوى تفاعل المستخدمين الذي بدأ في الربع الأول من 2020 بسبب الجائحة، إضافة لتغيير الرسوم الذي بدأ سريانه في 1 يوليو".
حققت أعمال البحث وغيرها من ذات الصلة بها مبيعات في الربع الثالث بلغت 37.9 مليار دولار. في حين كان وسطي تقديرات المحللين 36.7 مليار دولار.
اعتبر مارك بالارد، الباحث لدى شركة "تينويتي" (Tinuiti) للأداء التسويقي، في مقابلة قبل إعلان النتائج: "إنهم ما يزالون يستفيدون من انتقال بعض التجارة إلى الإنترنت بسبب الجائحة".
بدأت "غوغل" أخيراً إنتاج هواتف ذكية بمسمى "بيكسل 6" (Pixel 6)، وهو أحدث جهود الشركة في اقتحام سوق الإلكترونيات الاستهلاكية التنافسي. قالت بورات إن وحدة أجهزة "غوغل"، حالها حال الشركات المصنعة الأخرى، تتعامل مع صعوبات بالحصول على توريدات كافية.
قالت بورات: "كنا ندير مخاطر سلاسل التوريد بشكل جيد... نحن نعمل بشكل وثيق مع الموردين والشركاء اللوجستيين لتخطيط وتحديد متى وأين نحتاج التوريدات. نتيجة المراجعات والطلب القويين على "بيكسل 6"، نتوقع بعض قيود الإمدادات".