باعت مجموعة "إتش إن أيه HNA Group"، المثقلة بالديون، شركتها " إنغرام مايكرو Ingram Micro" مقابل 7.2 مليار دولار أمريكي، مما يمثِّل أكبر عملية بيع أصول من قبل المجموعة التي تعرَّضت لأكبر انهيار في تاريخ الصين.
ووقَّعت شركة الملكية الخاصة الأمريكية "بلاتينيوم إكويتي Platinum Equity" اتفاقية نهائية للاستحواذ على شركة توزيع التكنولوجيا "إنغرام مايكرو"، التي تمتلك "إتش إن أيه" أكثر من 50% من أسهمها، وفقاً لبيان صدر يوم الأربعاء أكَّد ما جاء في تقرير سابق لبلومبرغ نيوز. ومن المتوقَّع أن تكتمل صفقة البيع مع حلول النصف الأول من عام 2021.
بالنسبة لمجموعة "إتش إن أيه"، التي تسيطر عليها حكومة مقاطعة هاينان، يمثِّل الاتفاق أكبر صفقة ضمن حملة جهود تخفيض المديونية التي بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات، وأسفرت عن بيع أصول بقيمة عشرات المليارات من الدولارات. واشترت المجموعة الصينية شركة "إنغرام مايكرو" عام 2016، في الوقت الذي كانت تدفع فيه أعلى قيمة بالدولار مقابل كل شيء، بدءاً من العقارات فائقة الفخامة حتى الأسهم الكبرى في شركات مثل "دويتشه بنك".
بيع بهدف تسديد ديون
وارتفعت أسهم "إتش إن أيه"، اليوم الخميس، بنسبة 7% في بورصة شنغهاي، مما يشكِّل أكبر تحرُّك لأسهم المجموعة منذ شهر سبتمبر الماضي. وارتفع السهم بنحو 9% على مدار هذا العام.
وأكَّد متحدِّث باسم "إتش إن أيه"، التي تستمر ببيع الأصول للتركيز على نشاطها الأساسي قطاع الطيران، أنَّ المجموعة الصينية حقَّقت عائداً قوياً على الاستثمار في "إنغرام مايكرو"، وأنَّ التغيير في ملكية الأصول يساعد على ضمان أن تتمكَّن الشركة من مواصلة مسار نموِّها.
والأهم من ذلك بالنسبة لـ"إتش إن أيه"، أنَّ البيع يساعد في تخفيف تحديات السيولة المستمرة، فقد أفصحت المجموعة الصينية، في بيان لها بالبورصة في وقت سابق من هذا الشهر، أنَّها تجري محادثات مع البنوك بشأن سداد 1.35 مليار دولار من القروض التي فات موعد استحقاقها، التي تُعدُّ جزءاً من قرض مشترك بقيمة 4 مليارات دولار كان قد استُخدم لتمويل الاستحواذ على "إنغرام مايكرو". وأظهر سجل الإيداع أنَّ الشركة لم تسدد أيَّاً منها.
خطوات متراجعة
خلال الفترة التي كانت تُبنى فيها كامبراطورية مالية، احتلت "إتش إن أيه" المكانة الأبرز بين العديد من التكتلات المثيلة، بما في ذلك "داليان واندا غروب"، و"أنبانغ إنشورانس غروب" التي حقَّقت بروزاً دولياً بعد أن كانت غير معروفة تقريباً، قبل أن تتخذ الحكومة الصينية إجراءات صارمة بحقها، بعد أن تزايدت المخاوف من تراكم الديون التي كانت تجمعها، ومن تدفق رأس المال إلى الخارج، لينجم عن ذلك تراجع "واندا" عن طموحاتها في هوليوود، واستحواذ الحكومة على أعمال "أنبانغ".
وبالرغم من أنَّ شركات مثل "إتش إن أيه"، و"واندا" و"أنبانغ" نادراً ما يتصدَّرون الأخبار في الوقت الحاضر؛ فإنَّ مجموعة جديدة من التكتلات الطموحة، مثل "تشاينا أفرغراند"، و"وتسينغهوا يونيغروب"، برزت في الأشهر الأخيرة بسبب معاناتها مع الديون المتراكمة.
أكبر صفقة
ويخضع بيع "إنغرام مايكرو" لموافقة مساهمي "إتش إن أيه"، وموافقة الجهات التنظيمية، وِفقاً لبيان الأربعاء. وسيظلُّ الرئيس التنفيذي للشركة "آلان مون" في منصبه بعد إتمام الصفقة، كما سيبقى المقر الرئيسي للشركة في مدينة "إيرفين" بولاية كاليفورنيا.
أما شركة "بلاتينيوم إكويتي"، مقرُّها لوس أنجلوس، فيديرها توم جورس، الذي تقدَّر ثروته الصافية بنحو 5.1 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للأثرياء. وستكون شركة "إنغرام مايكرو" من بين أكبر الصفقات على الإطلاق لشركته، التي تمتلك حوالي 23 مليار دولار من الأصول تحت الإدارة، كما يَرِد في موقعها على الإنترنت.
وتُصنَّف الصفقة كأكبر صفقة هذا العام على صعيد شراء شركة صينية من قِبل مستثمر خارجي؛ وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. ويأتي الإتفاق تتويجاً لشهور من المفاوضات بين "بلاتينيوم إكويتي"، و"إتش إن أيه"، التي كشفت عنها وكالة بلومبرغ نيوز لأول مرة في شهر أغسطس الماضي.
وتوفِّر "إنغرام مايكرو"، التي تعود جذورها إلى عام 1979، التكنولوجيا، وخدمات سلاسل التوريد. ولديها أكثر من 35 ألف موظف، وعمليات في 60 دولة، وتقدِّم حلولاً في مجالات، مثل الحوسبة السحابية، وخدمات التنقل الرقمية، وحوسبة المؤسسات.
وقدَّم "مورغان ستانلي"، و"غولدمان ساكس" المشورة لشركة "بلاتينيوم إكويتي" بشأن الصفقة، التي حصلت بموجبها شركة الملكية الخاصة على التزام بتمويل سداد الديون من "جيه بي مورغان"، و"بنك أوف أمريكا"، و"مورغان ستانلي". كما عمل "جيه بي مورغان" مع مجموعة "إتش إن أيه" لإنهاء اتفاقية البيع.