"أبل" تسعى لتأجيل حكم يخفف من قبضتها على متجر التطبيقات

"أبل" تواجه اتهامات متصاعدة بممارسة الاحتكار بسبب قواعدها المتشددة في إدارة متجر التطبيقات - المصدر: بلومبرغ
"أبل" تواجه اتهامات متصاعدة بممارسة الاحتكار بسبب قواعدها المتشددة في إدارة متجر التطبيقات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسعى شركة "أبل" إلى تأجيل أهم تحديث في نموذج أعمال متجرها للتطبيقات "آب ستور" منذ إطلاق المنصة خلال عام 2008، وهي عملية إصلاح ربما تكلِّف شركة التكنولوجيا العملاقة حفنة مليارات من الدولارات سنوياً.

أرسلت الشركة المصنِّعة لأجهزة "أيفون" يوم الجمعة إخطاراً بأنَّها ستستأنف حكماً صادراً يتعلَّق بمعركتها القانونية ضد شركة "إيبك غيمز"، يأمر فيه الشركة التي تتخذ من مدينة كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا مقرَّاً لها بإيقاف منع المطوِّرين للمستخدمين باستكمال عمليات الشراء عبر التطبيق من خلال صفحات الإنترنت. كما تقدَّمت بطلبات إلى القاضي للموافقة على تأجيل الموعد النهائي المقرر في 9 ديسمبر لإجراء تغييرات في قاعدة متجر التطبيقات خلال فترة الاستئناف، و في حال تمَّت الموافقة على ذلك الطلب؛ فقد يسمح بالإبقاء على سير العمل بطريقة طبيعية في "أبل" لمدة عام واحد على الأقل.

كسب الوقت

برَّأ حكم صدر في 10 من شهر سبتمبر الماضي بطريقة كبيرة نموذج أعمال "أبل" الذي يفرض رسوماً على المطوِّرين كعمولة على التعاملات داخل متجر"أبل" للتطبيقات، بيد أنَّ حكم القاضي أكَّد على أنَّه يجب على "أبل" السماح بالربط المباشر بين المستخدمين ومصنِّعي التطبيقات، وأن تسمح لروابط صفحات الإنترنت باستكمال المعاملات.

وأشارت "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أنَّ ممارسة الضغوط على "أبل" لتخفيض عمولاتها، التي تصل في الوقت الحالي إلى 30%، يمكن أن تقلِّص الإيرادات بمقدار يترواح بين مليارين، و4 مليارات دولار، وذلك في أسوأ السيناريوهات المتوقَّعة.

أكَّدت "أبل" في ملفِّها المقدَّم للمحكمة أنَّها ترغب في "الإبقاء على الوضع الحالي دون تغيير"، وفسَّرت ذلك بأنَّه "لا يوجد سبب يجعلها تنفق الموارد" على إجراء تعديلات على متجر التطبيقات أثناء سير عملية استئناف الحكم القضائي. واحتجت أيضاً بأنَّه ربما تترتب عليه "عواقب في أسفل السلسلة الإنتاجية عن غير قصد، و تستهدف المستهلكين، ومنصة أي أو إس (iOS)" في حال بدأ العمل بالحكم بحلول 9 ديسمبر المقبل. وبحسب "أبل"؛ فإنَّ صدور قرار التأجيل سيوفِّر لها وقتاً يسمح بمعالجة المخاوف بنهجٍ من المحتمل أن يغني عن ترك المطوِّرين يسمحون للعملاء بتنفيذ عمليات شراء من خلال صفحات الإنترنت.

قالت الشركة: "تعمل (أبل) بكل جهدها على مواجهة هذه المشكلات الصعبة في ظل عالم متحول، كما أنَّها تدعم تدفُّق المعلومات من غير الدخول في مساومة على تجربة المستهلك".

حدَّدت المحكمة جلسة استماع للبتِّ في طلب التأجيل المقدَّم من شركة "أبل" في 16 نوفمبر المقبل، بيدَ أنَّ الشركة قالت في إفادة إعلامية، إنَّها تعمل على تقديم طلب الاستئناف إلى 2 نوفمبر. في حال جاء رد قاضي المقاطعة الأمريكية إيفون غونزاليس روجرز برفض منحها قرار التأجيل، على حدِّ تعبير"أبل"، فمن المحتمل أن تلجأ إلى محكمة الاستئناف في الدائرة التاسعة.

عند صدور القرار، بعد محاكمة امتدَّت لثلاثة أسابيع خلال شهر مايو الماضي، أشادت "أبل" به، واعتبرته انتصاراً على أساس أنَّ القاضي لم يثبُت لديه أنَّ الشركة انتهكت قانون مكافحة الاحتكار الفيدرالي الأمريكي. في المقابل، قال تيم سويني، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "إيبك" في تغريدة له، إنَّ "الحكم الصادر لا يعدُّ مكسباً بالنسبة للمطوِّرين أو للمستهلكين"، وأرسلت شركته إخطاراً على الفور بأنَّها بصدد التقدُّم بطلب استئناف.

رفضت شركة "إيبك" التعليق على طلب الاستئناف المقدَّم من قبل "أبل" يوم الجمعة، وقد نشر سويني تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" تحتوي على صورة للعميل بيلي؛ شخصية الموز الحركية في لعبة "باتل رويال" الشهيرة "فورتنيت" التي تحوَّلت خلال فترة وجيزة لمصدر للجدل في هذه المحاكمة.


أعلنت "أبل" أنَّها تخطط للإبقاء على لعبة "فورتنيت" غير مدرجة في متجر تطبيقاتها إلى حين استنفاد عدد مرات طلبات الاستئناف، وهي عملية ربما تستغرق ما يصل إلى خمس سنوات في حال تصعيد المعركة القضائية إلى مستوى المحكمة العليا بالولايات المتحدة.

في هذه الأثناء، قال غونزاليس روجرز إنَّ شركة "أبل" لم يعد بإمكانها بعد الآن منع المطوِّرين من توجيه المستخدمين إلى صفحات الإنترنت لإتمام المعاملات بطريقة تتخطى نظام الشراء داخل التطبيق في متجر "أبل ستور"، إلا أنَّ القاضي لم يشر بطريقة مباشرة إلى أنَّ شركة "أبل" لا يمكنها أخذ عمولاتها.

وسائل أخرى

دفع ذلك بعض المراقبين للاعتقاد بأنَّ شركة "أبل" يبقى بإمكانها أن تحصل على نصيبها من الإيرادات من خلال وسائل أخرى بديلة، بيد أنَّ محامين ومحللين يحذِّرون من أنَّ اللجوء إلى ذلك سيشكِّل عقبات لوجستية، ويهدِّد بمخاطر التعرُّض لردِّ فعل سياسي مضاد.

يعتقد بول غالانت، محلِّل في شركة "كوين آند كو"، أنَّ شركة "أبل" سيكون لديها رغبة في تأجيل تعديل قواعد العمل في متجرها للتطبيقات "لأنَّه من المحتمل أن تدخل الأمور في حالة فوضوية، إذا طبَّق المطوِّرون حلولاً بديلة بداية من شهر ديسمبر". وأشار غالانت في مذكرة بحثية الشهر الماضي إلى أنَّ "أبل" تمتلك فرصة مناسبة للفوز بقرار للتأجيل في محكمة الدائرة التاسعة.

كتب في مذكرته: "سيمنع التأجيل المطوِّرين من استخدام طرق دفع غير تابعة لشركة "أبل"، (وبالتالي سيمنع تفادي الدفع لعمولة 30%) حتى وقت متأخر من عام 2022 على الأقل".

أعلنت "أبل" قبيل الحكم الذي صدر في شهر سبتمبر الماضي عن إجراء تعديلين على التسويات في "متجر أبل" للتطبيقات الخاصة بمطوِّرين أمريكيين صغار، ولجنة التجارة الفيدرالية اليابانية. وتتوافق الامتيازات مع ما جاء في حكم المحكمة.

تتيح "أبل" للمطوِّرين الاتصال المباشر مع المستخدمين، فيما يتعلَّق بآليات الدفع البديلة، وستبدأ العام المقبل في إتاحة الوصول إلى ما يسمى بتطبيقات "القارئ"، وهي تلك التطبيقات التي تتعامل مع مواد الوسائط عل غرار الفيديو، والصور، والأخبار، لتوجيه المستخدمين إلى صفحات الإنترنت للاشتراك، وتفادي دفع الرسوم المفروضة من قبل شركة "أبل". أبرزت الشركة هذه التعديلات في ملف طلب الاستئناف المقدَّم يوم الجمعة.

القضية المرفوعة هي : شركة "إيبك غيمز" ضد شركة "أبل" برقم 20 - سي في – 05640 محكمة المقاطعة الأمريكية، المقاطعة الشمالية في ولاية كاليفورنيا (سان فرانسيسكو).

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك