تسعى مجموعة "علي بابا" لبيع حصتها بالكامل في شبكة تليفزيونية محلية، بعد تكثيف تدقيق الحكومة الصينية على وسائل الإعلام وصناعة التكنولوجيا.
قال بيان صادر في وقت متأخر أمس، إن إحدى الأذرع الاستثمارية في "علي بابا" تخطّط لبيع حصتها البالغة 5.01% في شركة "مانغو إكسلنت ميديا"، وهي شبكة تسوق وترفيه تليفزيونية مقرها مقاطعة هونان وسط البلاد. وأظهر البيان أن عملاق التجارة الإلكترونية، الذي أجرى عملية الشراء قبل تسعة أشهر فقط، يسعى للحصول على تنازل من اتفاقية الإغلاق لمدة عام واحد. ولم يتسنَّ الاتصال بممثل "علي بابا" للتعليق.
أفادت "بلومبرغ" في وقت سابق من هذا العام بأن بكين تريد من شركة الملياردير جاك ما بيع بعض أصولها الإعلامية، بما في ذلك صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تأثيرها في الرأي العامّ الصيني. كان عملاق التكنولوجيا هدفاً رئيسياً لحملة واسعة النطاق توسعت من التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية إلى أمن البيانات والتعليم عن بعد والألعاب، وفي الوقت الحالي ثقافة المشاهير.
يقول فنغ تشوتشنغ، المحلل السياسي في شركة الاستشارات "بلينوم": "قد تكون هذه هي البداية. بكين قلقة للغاية من سيطرة رأس المال الكبير على وسائل الإعلام، وقلقة أيضاً من استغلال هذه السيطرة من أجل مصلحة غير مشروعة أو للتلاعب بالآراء العامة".
رغم أن البيان لم يكشف عن سعر البيع المقترح أو المشترين المحتملين، تراجعت أسهم "مانغو" (Mango) بنسبة 40% تقريباً منذ الكشف عن عرض "علي بابا" للاستثمار في الشركة الإعلامية العام الماضي. كانت الشركة الكبرى دفعت 6.2 مليار يوان (960 مليون دولار) مقابل حصة تبلغ 5%، قُدرت بنحو 600 مليون دولار بناءً على تقييم "مانغو" السوقي عند إغلاق يوم الخميس.
انخفض سعر سهم الشركة العملاقة، ومقرها "هانغتشو"، بأكثر من النصف منذ أن وصل إلى مستوى قياسي في أكتوبر الماضي، بعد إلغاء الطرح العامّ الأولي لشركة "أنت غروب" التابعة، وإطلاق سلطات مكافحة الاحتكار تحقيقاً في شركة التجارة الإلكترونية انتهى بفرض غرامة قياسية بلغت 2.8 مليار دولار.
أنشأ جاك ما و"علي بابا" بهدوء محفظة ممتدة من الأصول الإعلامية على مر السنين، تشمل منافذ عبر الإنترنت على غرار "بوز فيد" (BuzzFeed)، وصحفاً وشركات إنتاج تليفزيوني ووسائل تواصل اجتماعي وأصولاً إعلانية. تمتلك "علي بابا" حصة كبيرة في "ويبو" (Weibo) و"يوكو" (Youku) الشبيه بـ"تويتر"، وهي واحدة من أكبر خدمات البثّ في الصين، إضافة إلى منافذ إخبارية أخرى مطبوعة وعبر الإنترنت، ومن بينها "سكمب" (SCMP)، الصحيفة الرائدة باللغة الإنجليزية في هونغ كونغ.
وقال فينج من "بلينوم": "تحت غطاء (علي بابا) عديد من الشركات الإعلامية البارزة، إلى جانب عديد من الاستثمارات في شركات الإعلام، ومن المحتمل أن تسحب شركة "علي بابا" استثماراتها منها جميعاً".