سمحت "تينسنت هولدينغز" الصينية لمستخدمي خدمتها الرئيسية للوسائط الاجتماعية "وي تشات" بالربط مع محتوى المنافسين لأول مرة منذ سنوات، واتخذت خطوات أولية للامتثال لدعوة بكين لتفكيك الأسوار حول المنصات التي يديرها عمالقة الإنترنت في البلاد.
اعتباراً من يوم الجمعة، يمكن للمستخدمين الذين قاموا بالترقية إلى أحدث إصدار من خدمة المراسلة الوصول إلى خدمات خارجية مثل مركز "تاوباو" التجاري عبر الإنترنت التابع لمجموعة "علي بابا غروب هولدينغ" أو تطبيق الفيديو "دويين" التابع لشركة "بايت دانس"، وكلاهما كان ممنوعاً على أعضاء "وي تشات" الذين تجاوز عددهم المليار.
على أي حال، ينطبق هذا على الرسائل المتبادلة بين طرفين فحسب، وليس المحادثات الجماعية أو صفحات "مومنتس" التي تشبه الفيسبوك.
خطوة كبيرة
ورغم أنه من غير الواضح ما إذا كان العملاق الاجتماعي قد فتح المزيد من عشرات الخدمات عبر الإنترنت، فإن هذه خطوة كبيرة لشركة "تينسنت"، التي تسيطر مع "علي بابا" و"بايت دانس" على مساحات شاسعة من الإنترنت في الصين.
قالت "تينسنت" في بيان أعلنت فيه عن هذه الخطوة يوم الجمعة، إنها ستوفر أيضاً طرقاً لمستخدميها للإبلاغ عن محتوى مشبوه، والعمل على ميزات لمشاركة الروابط في مناقشات جماعية أوسع.
حذَّرت أكبر هيئة تنظيمية للتكنولوجيا في الصين شركات الإنترنت أن عليها التوقف عن حجب روابط الخدمات المنافسة، مشيدة بفتح ما يسمى بـ"الحدائق المسوَّرة" في حملة أوسع للحد من احتكارها المتزايد للبيانات وحماية المستهلكين. اتهمت الحكومة عدداً قليلاً من الشركات بحماية مجالاتها بشكل غير عادل: منها "تينسنت" في وسائل التواصل الاجتماعي عبر "وي تشات"، و"علي بابا" في التجارة الإلكترونية مع "تاوباو" و"تي مول"، ومؤخراً، "بايت دانس" في الفيديو عبر "دويين" الذي يشبه "تيك توك".
من بين الشركتين، يُنظر إلى "علي بابا" على أنها تستفيد أكثر لأنها ستكون قادرة على الاستفادة من أكثر من مليار مستخدم في "تينسنت"، في حين أن "تينسنت" التي تحمي بشدة تجربة المستخدم على تطبيقاتها، لديها حافز أقل للسماح للأشخاص بنشر روابط التسوق . ارتفعت أسهم "علي بابا" بنسبة 2% صباح الجمعة في نيويورك.
فتح الأسوار المغلقة
استدعت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الأسبوع الماضي المديرين التنفيذيين لأكبر منصات الإنترنت في البلاد للتأكيد على الحاجة إلى إنهاء الأنظمة المغلقة التي تعيق تدفق التجارة، والتي يعتبرها النقاد أيضاً أساسية في مساعدة شركات الإنترنت على التحكم في بيانات المستخدم والسيطرة على السوق.
تاريخياً، قامت أكبر شركات الإنترنت في الصين بحظر الروابط إلى محتوى المنافسين من داخل خدماتها.
ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما هي الإجراءات التي يريد المنظمون أن تتخذها شركات التكنولوجيا الكبرى؟، ومتى؟.
أفادت وسائل الإعلام المحلية أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أمرت شركات الإنترنت بالبدء في اتخاذ إجراءات في 17 سبتمبر.
إنترنت أكثر انفتاحاً
قال المسؤولون التنفيذيون في "علي بابا" و"تينسنت" إنهم سوف يمتثلون، ويتبنون علناً إنترنت صيني أكثر انفتاحاً.
في وقت سابق من هذا العام، كانت "علي بابا" تهدف إلى إنشاء تطبيق "تاوباو ديلز لايت" على "وي تشات" ودعت بالفعل التجار للمشاركة، حسبما ذكرت بلومبرغ نيوز.
لكن المديرين التنفيذيين في "تينسنت" قالوا خلال اجتماع الأرباح الفصلي الأخير للشركة عبر الإنترنت إنهم سيعطون الأولوية لتجربة المستخدم وأي انفتاح يجب أن يخضع للقياس.
رفعت "بايت دانس" دعوى قضائية في فبراير على شركة "تينسنت"، بزعم أن منافستها انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار من خلال حظر الوصول إلى محتوى "دويين" على "وي تشات" و"QQ"، وهما أكبر خدمتين للتواصل الاجتماعي في البلاد من حيث عدد المستخدمين.
ووصفت الشركة التي يقع مقرها في شينزن هذه المزاعم بأنها كيدية ولا أساس لها من الصحة.