قالت شركة "مايكروسوفت"، إنَّها استعانت بمدير تنفيذي سابق للحوسبة السحابية في "أمازون دوت كوم" لإدارة عمليات الأمن السيبراني، وهو ما يثير معركة قضائية محتملة بين العملاقتين التكنولوجيتين.
وسيصبح تشارلي بيل- الذي كثيراً ما رفع تقاريره إلى رئيس "أمازون ويب سيرفسيز"، أندي جاسي، والذي أشرف على الفرق الهندسية التي تعمل على خدمات البرمجيات الرئيسية في الشركة- نائباً للرئيس التنفيذي، وسيرفع تقاريره إلى الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت"، ساتيا ناديلا.
الأمن السيبراني
وكتب ناديلا في بريد إلكتروني للموظفين، حصلت عليه "بلومبرغ": "الأمن السيبراني واحد من أكثر القضايا الشائكة في عصرنا لكلِّ شخص ومؤسسة على الكوكب، وهو أساس مهمتنا".
وقال، إنَّ تأمين المنصات، والأجهزة، والسحب التكنولوجية الرقمية للعملاء "هو طموح جريء نسعى خلفه، وهو ما جذب تشارلي إلى مايكروسوفت".
وشهدت الأشهر العشرة الماضية مجموعة من هجمات القرصنة والفدية التي طالت منتجات "مايكروسوفت" وشركات أخرى، وخلال السنوات القليلة الماضية؛ كانت تضيف "مايكروسوفت" المزيد من خاصيات الحماية إلى منتجات، مثل: "ويندوز"، وخدمات الحوسبة السحابية "أزور" لحماية الأجهزة الفردية، وتتبُّع الهجمات على الشبكات.
التصدي للقرصنة
استحوذت "مايكروسوفت" أيضاً على العديد من الشركات الأمنية، ورفعت عدد الموظفين الذين يتحقَّقون من أوجه الضعف في منتجات الشركة، ويساعدون العملاء على تطهير شبكتهم بعد الهجمات السيرانية، ويديرون مختبراً يطلق عليه مركز استخبارات التهديدات لـ "مايكروسوفت"، الذي يتتبَّع المقرصِنين عن كثب عبر الدول.
و يعدُّ رحيل بيل إلى منافس مباشر بمثابة ضربة كبيرة لـ "أمازون"، وقالت "مايكروسوفت"، إنَّها ملتزمة بمواصلة "المناقشات البناءة" مع قائد الحوسبة السحابية حول دور بيل.
صراع مع "أمازون"
وقالت "مايكروسوفت" في بيان: "نحن مدركون لأهمية العمل في هذه القضايا معاً، وقد فعلنا ذلك عندما انتقل خمسة من المديرين التنفيذيين في "مايكروسوفت" للعمل في "أمازون" مؤخَّراً".
و"أمازون" التي تملك تاريخاً من السعي لتنفيذ اتفاقيات عدم المنافسة بقوة، لم تعلِّق فوراً على الخطوة.
وكتب ناديلا في البريد الإلكتروني أنَّ بيل سيتولى منصبه رسمياً بمجرد "التوصُّل لحلٍّ مع ربِّ عمله السابق".
وبعد العمل على برمجيات لبرنامج مكوك الفضاء في "ناسا" في أوائل حياته المهنية؛ التحق بيل بـ"أمازون" في 1998، عندما استحوذت الشركة على شركته الناشئة لبرمجيات التجارة الإلكترونية.
وقال بيل، إنَّه انجذب إلى منصبه في "مايكروسوفت" باعتباره طريقة لمكافحة ازدياد الهجمات السيبرانية الخطيرة التي يشعر أنها تُعرِّض سلامة الناس للخطر.
وكتب بيل في منشور على "لينكد إن" للإعلان عن خطوته: "كان هذا الأمر يثقل كاهلي.. وأفضل طريقة يمكنني أن أفكر بها لوصفه هي القرون الوسطى الرقمية، إذ تعتمد كلٌّ من المنظمات والأفراد على جدران قلاعهم، وقوة مواطنيهم ضد الجهات الفاعلة السيئة، كما يمكنهم ببساطة التراجع إلى قلعتهم مع غنائم الهجوم".
سيقدِّم المسؤولون التنفيذيون، هارف بيهلا، وجوي تشك، وبارات شاه، الذين يشرفون على العديد من منتجات وخدمات الأمن في "مايكروسوفت" تقاريرهم إلى بيل، وكذلك إلى مدير أمن المعلومات، بريت أرسينولت.