خصصت المملكة صندوقاً لتمويل تطوير المواهب.. و"إم سي سبورت" تتولى إعداد المنتخبات

كيف رسخ القطاع الخاص مكانة المغرب بين عمالقة كرة القدم عالمياً؟

لاعبو منتخب المغرب لكرة القدم لحظة تتويجهم ببرونزية أولمبياد باريس 2024 - المصدر: بلومبرغ
لاعبو منتخب المغرب لكرة القدم لحظة تتويجهم ببرونزية أولمبياد باريس 2024 - المصدر: بلومبرغ
عبد الرحمن الشويخ
المصدر:

الشرق

بات منتخب المغرب الأولمبي لكرة القدم، الذي تبلغ القيمة السوقية للاعبيه 165 مليون يورو، أول منتخب عربي يفوز بميدالية أولمبية بعد حصوله على برونزية في أولمبياد باريس 2024 بفوزه على نظيره المصري بسداسية نظيفة.

الإنجاز الأولمبي ثبت مكانة كرة القدم المغربية بين الكبار في العالم، بعد نجاح المنتخب الأول في تحقيق المركز الرابع في كأس العالم 2022، خلف الأرجنتين وفرنسا وكرواتيا.

وعقب ذلك، منحت الحكومة المغربية نحو 720 ألف دولار للاعبي المنتخب بواقع 40 ألفاً لكل لاعب في القائمة المكونة من 18 لاعباً. 

التحفيز الحكومي لم يكن وحده الداعم للرياضة الأكثر شعبية في المملكة، إذ كان لشركات القطاع الخاص المحلية دور كبير في ذلك. 

القطاع الخاص ودعم المواهب

تعتمد الجامعة الملكية المغربية بشكل واضح على القطاع الخاص في خططها لتطوير ودعم اللعبة، إذ دشنت قبل أيام صندوقاً خاصاً لتمويل تأسيس وتطوير المواهب.

وقعت الجامعة اتفاقية شراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركة "طاقة المغرب"، لتأسيس الصندوق بهدف تطوير وتحديث مراكز تأسيس اللاعبين في المغرب، وتجهيزها بأحدث المعدات، مع تجهيز وإعداد اللاعبين لضمهم للأندية، لكن لم يتم الإعلان عن حجم الصندوق.

32 مليون دولار ربح المغرب من سوق الانتقالات الدولية للاعبين بين 2019 - 2023
32 مليون دولار ربح المغرب من سوق الانتقالات الدولية للاعبين بين 2019 - 2023 - المصدر: الشرق

 

فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قال خلال مقابلة مع "الشرق" في أكتوبر 2023: "نحن لسنا من أكثر الدول العربية التي تستثمر في كرة القدم، فهناك دول تستثمر بميزانيات تزيد عن المغرب في هذا القطاع 20 مرة،  نحن نؤمن أن العامل الأهم هو الموهبة".

أضاف: "الموهبة فطرية لدى الطفل المغربي وهي الشيء الوحيد الذي يصعب الاستثمار فيه في مجال كرة القدم، يمكن ضخ الكثير من الأموال في غير الموهوبين لكن النتيجة لن تكون في نفس المستوى، ربما بدنياً وفنياً، لكن ليس في الموهبة الفطرية مثل حكيمي وزياش وأوناحي، والتي يسهل تطويرها".

 

 

بحسب تقرير "ميركاتو الشرق" الصادر في مارس الماضي، فإن أندية المغرب هي الأعلى تحقيقاً للأرباح على المستوى العربي في سوق انتقالات اللاعبين، بأكثر من 32 مليون دولار في آخر 5 سنوات، بينها 7.6 مليون دولار في عام 2023، وهو أقل بنحو مليون دولار عن 2022.

تفاصيل الإعداد

أنفقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مواسم (2020- 2021)، (2021- 2022)، (2022- 2023) أكثر من 123 مليون دولار، وحققت فائضاً بلغ 11.4 مليون دولار حتى 30 يونيو 2023، بحسب تقارير محلية

تعتمد الجامعة في إعداد منتخباتها المختلفة وتحضيراتها وتنظيم مبارياتها الودية على شركة "إم سي سبورت"، والتي يملكها المغربي يوسف حيجوب، الوكيل المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

حيجوب شرح لـ"الشرق" الآليات التي يعتمد عليها في خططه لتحضيرات المنتخبات، وكان آخرها المنتخب الأولمبي الذي نال برونزية أولمبياد باريس 2024، وأوضح أن "التحضيرات للبطولات الكبرى مثل كأس العالم والأولمبياد تكون فيها تفاصيل صغيرة سواء في المباريات الودية أو المعسكرات".

تابع: "منتخب المغرب الأولمبي بعد الفوز باللقب الأفريقي والتأهل للأولمبياد بدأ بخوض مباريات ودية منذ سبتمبر 2023، مع البرازيل والعراق والدومينيكان والدنمارك والولايات المتحدة، وويلز وأوكرانيا وبلجيكا".

"المعسكر الأخير هو الأهم، يجب أن يتم في منطقة مشابهة لنفس الأجواء والبنية التحتية التي تقام فيها البطولة، مع توفير كافة الأدوات اللازمة للتدريب، وهو ما تم في مدينة ليون من يوم 10 يوليو حتى 19 من ذات الشهر، وجرى خلاله تنظيم مباراتين وديتين"، وفق حيجوب. 

الشركة لم يقتصر دورها في أولمبياد باريس على إعداد تحضيرات منتخب المغرب، فهي تولت أيضاً تنظيم معسكر العراق ومصر التي حلت رابعاً في الأولمبياد، وهو ما لم يحدث منذ عام 1964.

أردف حيجوب: "من بين التفاصيل الدقيقة في التحضيرات، يتم النظر إلى شكل وتقسيم الملعب وأرضيته وتوافر وسائل الاستشفاء للاعبين بشكل دقيق، فمنتخب مصر على سبيل المثال كان معسكره في مدينة دكس، حيث تتوفر له مسابح من المياه الحارة القادمة من البراكين، والتي تساعد على تحسين عضلات اللاعبين وسرعة استشفائهم، وهو ما تم في منطقة سان بول ليه داكس".

تصنيفات

قصص قد تهمك