أسهم الإنفاق السخي، وضم كبار النجوم، وإطلاق دوري للسيدات، في تقدم كرة القدم السعودية 28 مرتبة بالتصنيف الدولي لقوة العلامات التجارية الرياضية، ليسجل بذلك دوري "روشن" وأنديته أعلى قفزة بين مختلف دوريات العالم خلال العام الجاري، بحسب تقرير صادر حديثاً عن الشركة المتخصصة بتقييم العلامات التجارية "براند فاينانس" (Brand Finance).
الإنفاق السخي
بلغ إجمالي ما أنفقته الأندية السعودية لضم لاعبين من الخارج خلال الموسم الأخير نحو 875.4 مليون دولار، وفق حسابات "ميركاتو الشرق"، لتحل ثانيةً خلف أندية الدوري الإنجليزي التي بلغ حجم إنفاقها 1.98 مليار دولار، وهو ما لعب دوراً كبيراً في تعزيز العلامات التجارية لأندية دوري "روشن" السعودي.
ويرى سافيو دي سوزا، مدير "براند فاينانس" الشرق الأوسط، أن "السعودية نجحت في استقطاب نجوم عالميين من خلال تقديم عقود تصعب منافستها"، مضيفاً بكلمته في التقرير: "تطلّب جذب المواهب إنفاقاً كبيراً، ليس فقط على رواتب اللاعبين، لكن أيضاً على تحسين البنية التحتية ومرافق التدريب والملاعب".
كما نوّه بأن الأندية السعودية شهدت زيادة في صفقات الرعاية وحقوق البث وإيرادات المباريات، وأرجع ذلك إلى تزايد الاهتمام بدوري "روشن"، سواء من الجماهير المحلية أو الخارجية. لافتاً إلى أن "هذه الإيرادات المالية المتنامية، بالإضافة لتعزيزها القدرة التنافسية لكرة القدم السعودية، فإنها أدّت أيضاً إلى تحسين العلامة التجارية لكرة القدم المحلية بشكل كبير على المستوى العالمي".
استقطاب النجوم
ضمت الأندية السعودية عام 2023 عدداً من أشهر لاعبي كرة القدم في العالم؛ يتقدمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو "النصر"، والبرازيلي نيمار "الهلال"، والفرنسيان كريم بنزيما ونغولو كانتي "الاتحاد"، والجزائري رياض محرز "الأهلي".
ووفقاً للجنة استقطاب اللاعبين بالدوري السعودي، فإنها تكفلت بالتعاقد مع 97 لاعباً، من ضمنهم 10 لاعبين من بين أفضل 100 لاعب في العالم.
ويشرح دي سوزا تأثير ذلك؛ حيث "تصدر نادي النصر عناوين الأخبار بالتعاقد مع كريستيانو رونالدو، أشهر لاعبي كرة القدم في العالم، ما جلب اهتماماً عالمياً غير مسبوق لفرص النادي التجارية. لاسيما أن رونالدو هو الشخص الأكثر متابعة حول العالم على إنستغرام بـ630 مليون متابع، أي أكثر من ضعف إجمالي عدد متابعي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعة".
وأضاف: "رونالدو أثر بشكل كبير على شعبية النصر، إذ أضاف متابعين له بالملايين على وسائل التواصل الاجتماعي منذ ضم اللاعب. وهو ما ساهم لتكون علامة النادي حالياً الثانية من بين أندية كرة القدم في السعودية والشرق الأوسط"، بعد الهلال.
وبالنسبة لنادي الهلال، بطل الدوري السعودي لهذا الموسم، اعتبر مدير المنطقة في "براند فاينانس" أنه من أنجح أندية كرة القدم في السعودية والشرق الأوسط، وقد استفاد بشكل كبير من زيادة التمويلات التي تلقاها لجذب أفضل المواهب في موسم 2023-2024؛ كان على رأسهم البرازيلي نيمار، والأرجنتيني روبن نيفيز، والصربي سافيتش، ما ساهم في حصده لقب الدوري للمرة 19 في تاريخه.
ورصد التقرير تصدّر العلامات التجارية لأندية الهلال والنصر والاتحاد السعودية أندية كرة القدم في الشرق الأوسط، وهذه الأندية الثلاث، إلى جانب الأهلي، تمّ تحويلها لشركات ووضعها تحت مظلّة صندوق الاستثمارات العامة السعودي. وستستفيد هذه الأندية من الارتفاع الأخير لقيمة علاماتها التجارية في حال تم طرحها للاكتتاب العام، وفقاً لما هو مخطط له.
دوري السيدات
لم يتوقف الاهتمام بكرة القدم في السعودية على الرجال فقط، بل كان للسيدات نصيب من اهتمام المسؤولين. إذ فتح اتحاد كرة القدم السعودي الباب لتنظيم دوري قوي للسيدات، ورصد جائزة للفريق الحائز على البطولة بقيمة مليوني ريال.
الاتحاد السعودي خصص نحو 50 مليون ريال لتعزيز البنية التحتية لفرق السيدات المشاركة، ولدعمها فنياً وإدارياً، بهدف رفع مستوى المسابقات النسائية. وشمل البرنامج 34 فريقاً من الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى للسيدات، فيما بلغ عدد الفرق التي وقعت عقوداً احترافية مع لاعبات سعوديات 86 نادياً تلعب ضمن الدوري الممتاز، ما ساعد في رفع مستوى المنافسة والأداء في البطولات المحلية.
وساهمت المنافسات النسائية في دعم العلامة التجارية لكرة القدم السعودية، وبالأخص بعد إدراج منتخب سيدات السعودية لأول مرة في تصنيف الفيفا في مارس من العام الماضي. ويسعى الاتحاد السعودي لتنظيم كأس آسيا لكرة القدم النسائية، كما يخطط للتأهل لمونديال 2027 .
مساهمة عالمية
النمو الذي حققته العلامة التجارية لكرة القدم السعودية، لم يقتصر على أندية المملكة فقط، فقد امتد ليطال استثماراتها الرياضية الخارجية، وفي مقدمتها نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والذي حقق أعلى رابع معدل نمو في العلامة التجارية لكرة القدم على مستوى العالم خلال العام الجاري بنحو 21%، لترتفع قيمة علامته إلى 337 مليون دولار، ويحتل المركز 18 عالمياً.
وبالنسبة للأندية الأوروبية المملوكة عربياً، قفزت العلامة التجارية لنادي أستون فيلا الإنجليزي، المملوك للملياردير المصري ناصف ساويرس، بنحو 17% لتصل إلى 278 مليون دولار. فيما حلّ نادي مانشستر سيتي، المملوك لمجموعة "سيتي لكرة القدم" الإماراتية، في المركز الثاني عالمياً من حيث قيمة العلامة التجارية إذ بلغت 1.52 مليار دولار. وجاء نادي باريس سان جيرمان، المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية، سابعاً بعلامة تجارية قيمتها 1.3 مليار دولار. في حين تربع النادي "الملكي" ريال مدريد على عرش أقوى نادٍ في العالم من حيث العلامة التجارية.
