ألقت السعودية كرة ضبط الهدر المالي في ملعب أندية كرة القدم، من خلال تأكيد وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل أن إدارات الأندية عليها أن تتحمل النتائج المالية الناجمة عن فسخ عقود لاعبي الكرة والطريقة التي يتم بها سداد مستحقاتهم. مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تكلفة إنهاء التعاقدات تراجعت الموسم الحالي إلى 42 مليون ريال بعد أن كانت العام الماضي 116 مليون ريال.
بلغ إجمالي ما أنفقته الأندية السعودية لضم لاعبين من الخارج في صيف 2023، وفق حسابات "ميركاتو الشرق"، نحو 875.4 مليون دولار، لتحل ثانيةً من ناحية الإنفاق خلف أندية الدوري الإنجليزي التي بلغ حجم إنفاقها 1.98 مليار دولار.
وكشف وزير الرياضة في "بودكاست ثمانية" أن برنامج "استقطاب نخبة اللاعبين" أتمّ التعاقد مع 97 لاعباً مقابل رفض 81 آخرين، بعد دراسة مدى جدوى التعاقدات، وموارد الأندية، والحصول على موافقة من المدرب والمدير التنفيذي لكل نادٍ، وهو ما كان سيكلف ميزانية كبيرة ولها مخاطر كان لا بد من تجنبها".
وأضاف: "وصلتنا إفادة أن بعض الأندية يريدون تغيير 17 و18 لاعباً في فترة الانتقالات الصيفية، وبعد أن انتهينا من عقد ورش عمل معهم، تغيرت وجهة نظرهم وصاروا يريدون 3 لاعبين فقط، وهو الاحتياج الفعلي للنادي".
الأمير عبدالعزيز أوضح أنه "في سنواتٍ سابقة كانت الأندية في نصف الموسم تقوم بتغيير 15 لاعباً بشكل عشوائي، بسبب سوء الأداء، أملاً في تحسين أوضاعها في الدوري. حتى أن البعض منهم يصل به الحال إلى الرغبة في تغيير قائمة الفريق بالكامل، وهو ما يعطي انطباعاً بأن الإدارة لا تعرف كيف تبني فريقاً للمستقبل".
إنفاق أقل هذا الصيف
وزير الرياضة السعودي أكد أن "زخم التعاقدات هذا الصيف لن يكون مثلما كان عليه العام الماضي بسبب وجود عقود سارية بين اللاعبين والأندية ويجب المحافظة على هذه العقود، فالأعداد ستكون أقل لأن الأندية ستجلب فقط احتياجاتها لتحسين فريقها".
ما أعلنه وزير الرياضة تماشى مع تصريحات أدلى بها كارلو نهرا، مدير العمليات في رابطة دوري "روشن" السعودي، لـ"الشرق" في مارس الماضي، حين قال إن "حجم الإنفاق الصيف الماضي كان لثلاث سنوات وليس لسنة واحدة، وكي تستطيع الأندية الإنفاق مجدداً لا بد من وجود بيع للاعبين". متابعاً: "معظم الميزانية تمّ صرفها، وليس من حق الأندية الشراء بدون بيع في "الميركاتو" وهذه قواعد السوق.. من يريد استقدام لاعبين لصفوفه عليه بيع لاعبين كي يحدث فائض في الميزانية من خلاله يتم استقطاب لاعبين جدد وهو ما يحدث في الدوريات الكبرى".
تسعى السعودية إلى زيادة الاستثمارات في القطاع الرياضي وهو ما رفع مساهمة الرياضة في الناتج المحلي الإجمالي من 0.4% إلى 1.5% ، وتمكنت المملكة من استقطاب نحو 40 صفقة في قطاع الرياضة هذه السنة، بقيمة إجمالية تناهز 3.7 مليار ريال.