مشروع القانون يعد المشجعين بحصولهم على صوت أقوى في إدارة الأندية

بريطانيا تتدخل لحوكمة رياضة تجني 10 مليارات دولار لاقتصادها

مشجعو فريق شتوتغارت يحتجون اعتراضاً على خطط استثمار "دي إف إل"، خلال مباراة كرة القدم بالدوري الألماني بين فريقي "دارماستادت 98" و"في إف بي شتوتغارت" التي أُقيمت في ملعب "ميرك-ستاديون إي إم بولينفولتر" بألمانيا في 17 فبراير الماضي - المصدر: بلومبرغ
مشجعو فريق شتوتغارت يحتجون اعتراضاً على خطط استثمار "دي إف إل"، خلال مباراة كرة القدم بالدوري الألماني بين فريقي "دارماستادت 98" و"في إف بي شتوتغارت" التي أُقيمت في ملعب "ميرك-ستاديون إي إم بولينفولتر" بألمانيا في 17 فبراير الماضي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

فرق كرة القدم التي تحظى بتفوق كاسح لا تغيّر عادة تشكيلاتها في منتصف المباراة، أو تستبدل المدير الفني. حقق الدوري الإنجليزي الممتاز نجاحاً منقطع النظير عالمياً، واجتذب مشاهدين أكثر من أي مسابقة محلية أخرى في العالم، كما حقق ضعف إيرادات الدوري الأكبر الذي يليه في الترتيب على المستوى الأوروبي.

ومع ذلك، فإن القائمين عليه يوشكون على فرض تغيير تاريخي في حوكمته. الأهداف جديرة بالثناء؛ فالمخاطر المترتبة على إحداث تغير جذري في ثقافة لعبة رئيسية ليست ضئيلة، لاسيما أنها تضيف أكثر من 10 مليارات دولار إلى الناتج الاقتصادي للمملكة المتحدة.

تقدمت الحكومة بمقترح تشريعي يوم الثلاثاء، لإنشاء هيئة تنظيمية مستقلة تتمتع بصلاحيات إعادة تقاسم الإيرادات بين الدوري الإنجليزي الممتاز وأندية الدرجات الأدنى من الدوري.

مشروع القانون، الذي جاء عقب مراجعات المشجعين المنشورة في عام 2021، يعد المشجعين بحصولهم على صوت أقوى في إدارة الأندية. كما يهدف إلى تعزيز الاستدامة المالية للفرق، ومنع المنافسات المغلقة مثل دوري السوبر الأوروبي المرفوض، وفرض اختبارات ملاءمة أكثر صرامة على المالكين والمديرين.

مسألة ما إذا كان هيكل الإدارة الحالي للرياضة مناسباً للغرض هو أمر تتم دراسته، فمن الواضح أنه كان نجاحاً مالياً. الصدارة العالمية لكرة القدم الإنجليزية لم تكن أمراً حتمياً، فرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في حد ذاتها هي مسابقة منفصلة، شكّلتها الأندية الرائدة الحريصة على جني ثمار البث التلفزيوني المباشر الموسع في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. (الدوري الأوروبي الممتاز، الذي خرج عن مساره بسبب الغضب الجماهيري في عام 2021، كان في الواقع أقرب إلى الشيء نفسه: لكن هذه المرة قلص فرق النخبة الإنجليزية المشاركة إلى ستة فرق فقط). الجشع، كما يقول جوردون جيكو، كان مفيداً لكرة القدم-على مستوى العالم-من حيث نمو السوق على الأقل.

اقرأ أيضاً: الحكومة البريطانية تقترح قانوناً جديداً لتقاسم إيرادات كرة القدم

سباق الإنفاق

أدى تدفق الأموال من حقوق البث والرعاية التجارية إلى تحسين الملاعب، وجذب كوكبة من أفضل اللاعبين في العالم. كما أسهم في ارتفاع أسعار التذاكر، وساعد في تحسين مستوى جذب الجمهور.

والأهم من ذلك، أن تدفق المستثمرين والمُلاك من الدول القومية أطلق تنافساً في الإنفاق أشبه بسباق التسلح، والذي انتشر على امتداد اللعبة. العائدات من المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز كبيرة للغاية، لدرجة أن الأندية ذات المستوى الأدنى قد تميل إلى المقامرة بالاندماج مع الأندية الكبرى. بلغت تكاليف أجور الأندية في دوري الدرجة الثانية لكرة القدم الإنجليزية، 108% من الإيرادات في 2021-2022، وفقاً لشركة "ديلويت"-وهو العام الخامس على التوالي الذي تتجاوز فيه 100%. يعاني الهيكل المالي لهذه الأندية من حالة عدم توازن بشكل خطير.

ما أهمية ذلك؟ إذا تجاوزت الأندية إمكانياتها، ولم يكن لديها مصدر بديل للتمويل، فسوف تنهار. فتكون النتيجة: ينال المنتصر الغنائم. تعد هذه مفارقة في كرة القدم كصناعة، فالأندية ليست مجرد شركات أو وحدات اقتصادية، على الرغم من أنها قد تضيف إلى الناتج المحلي الإجمالي، وتُدرج أسهمها في سوق الأوراق المالية، فهي أصول مجتمعية، وتكاد تكون مؤسسات شبه مقدسة في نظر البعض.

قال بيل شانكلي المدير الفني السابق لنادي ليفربول الإنجليزي: "يعتقد البعض أن كرة القدم هي مسألة حياة أو موت. أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء هذا التصور. أستطيع أن أؤكد لكم أن الأمر أكثر أهمية من ذلك بكثير".

اقرأ أيضاً: بريطانيا تنشئ جهة تنظيمية لحماية أندية كرة القدم من الانهيار

الإفلاس غير مقبول

هذا يعني أن الإفلاس- وهو المصير الذي عانى منه ناديا "بوري" و"ماكليسفيلد تاون" في دوري الدرجة الأدنى في السنوات الأخيرة- هو نتيجة غير مقبولة. يعد دعم نادٍ لكرة القدم التزاماً مدى الحياة. لن يتحول المشجعون ببساطة إلى تأييد فريق آخر، على غرار انتقال العملاء من شركة إلى أخرى في صناعة نموذجية، وهذا يجعلهم أيضاً عرضة لسوء المعاملة من قبل الأندية والملاك.

اعترفت الحكومة بالوضع الخاص لأعمال كرة القدم في ردها على المراجعة لعام 2022، قائلة إن السوق الحرة لن تصحح المشاكل، والكثير من قيمة الأندية لمشجعيها ومجتمعاتها لا يتم الحصول عليها بشكل صحيح في السوق. وتعني هذه العوامل الخارجية غير السوقية أن الجهات الفاعلة داخل السوق، مثل مالكي الأندية، لا تأخذ في الاعتبار بشكل كامل التكاليف والفوائد الاجتماعية والثقافية المحتملة لأفعالها. فبكل بساطة، ليست لديهم الحوافز للتصرف بطريقة تحقق النتائج المثلى اجتماعياً. كل هذا يدعو إلى وجود جماهيري أقوى في إدارة كرة القدم. والمشكلة، من منظور الأعمال التجارية، هي أن مصالح الداعمين والمستثمرين قد تكون متعارضة تماماً. ينظر العديد من المشجعين الإنجليز بشغف إلى الدوري الألماني لكرة القدم الذي يضمن المشجعون فيه حصة مسيطرة من خلال ما يسمى بقاعدة "50 + 1".

اقرأ أيضاً: رياضة ومال: "بريميرليغ" تصوّت على صفقة لدعم أندية الدرجات الأدنى

نتائج

إحدى النتائج هي انخفاض أسعار التذاكر، وأصبح متوسط الحضور هو الأعلى في العالم. لكن إيرادات الدوري الألماني لا تكاد تصل إلى نصف إيرادات الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن كانت أكثر من الثلثين في موسم 2012-2013.

وفي الشهر الماضي، ألغى الدوري الألماني لكرة القدم صفقة حقوق إعلامية محتملة بقيمة 1.1 مليار دولار مع شركة الأسهم الخاصة "سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners) بعد احتجاجات المشجعين التي أدت إلى توقف المباريات.

تقول الحكومة إن الهيئة التنظيمية الجديدة لن تكون "مفرطة في التدخل". وينبغي أن يقدم ذلك بعض الطمأنينة، فقد اعتادت المملكة المتحدة على ارتكاب الأخطاء غير القسرية، وتحقيق الأهداف الخاصة في إدارتها الاقتصادية في الآونة الأخيرة. توفير الرضا لكلٍ من المستثمرين والمشجعين، وحركة الدوري الإنجليزي الممتاز، قد يتطلب قدراً من الدفاع المتقن.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

الآراء الأكثر قراءة