الشغف بكرة القدم يدفع الكثيرين من المشجعين إلى التضحية بالوقت والجهد والمال، في سبيل الاستمتاع باللعبة ذات الشعبية الأوسع، ومساندة منتخبات بلادهم، وهو ما يظهر بوضوح خلال بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي تستضيفها قطر حتى 10 فبراير المقبل.
الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس آسيا 2023 في قطر، قال إنه تم بيع أكثر من مليون و200 ألف تذكرة لجماهير المسابقة القارية، ووصل عدد المشجعين الذين حضروا المباريات حتى الآن، إلى قرابة 620 ألف مشجع، قبل انتهاء مباريات الدور الأول.
رئيس اللجنة، وهو أيضاً وزير الرياضة في قطر، أشار خلال لقاء مع الصحفيين أمس الإثنين، إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الحضور الكبير للجماهير "في كل المباريات بلا استثناء".
اقرأ أيضاً: متاجر سوق واقف في قطر تستفيد من فعاليات كأس آسيا لكرة القدم
"الشرق" أجرت مقابلات مع عدد كبير من المشجعين من مختلف الدول العربية للوقوف على تكاليف رحلاتهم إلى قطر، وما ينفقونه من أموال على تذاكر الطيران، والإقامة، والمعيشة، وتذاكر المباريات.
رحلات سعودية مجانية
الاتحاد السعودي لكرة القدم، أطلق حملة "قدام" لتشجيع منتخب الصقور في بطولة كأس آسيا، والتي يشارك فيها أكثر من 5 آلاف مشجع سعودي من جميع روابط الأندية السعودية، ضمن برنامج وفره الاتحاد للجمهور.
قال مصدر بالاتحاد السعودي لكرة القدم لـ"الشرق" إنه تم نقل الجماهير عبر رحلات جوية من الرياض وجدة والدمام، حيث يتكفل الاتحاد بكل المصروفات الخاصة بالمشجعين طوال فترة تواجدهم لمساندة منتخب بلادهم.
وذكر فيصل الطويهر مسؤول الاتصال بالاتحاد السعودي لبرنامج "كرة المال" عبر "راديو الشرق مع بلومبرغ"، أن الجماهير السعودية تتواجد بقوة في كأس آسيا، ولها تأثيرها. وقال: "المواقع السياحية والتجارية في قطر دائماً ما ينتشر فيها المشجعون السعوديون".
مجموعات عراقية
منتخب العراق بدوره يحظى بدعم كبير من مشجعيه، وهو ما دفع عدداً من هؤلاء المشجعين للحضور إلى قطر، عبر مجموعات بتكلفة موحدة، تشمل تذاكر الطيران، والمسكن، وتذاكر المباريات.
اقرأ أيضاً: كأس آسيا لكرة القدم تنطلق في قطر و5 ملايين دولار لحامل الكأس
سليمان الجنابي، وهو أستاذ بجامعة الكوفة، قال لـ"الشرق" إن مجموعة من الأساتذة الجامعيين، حرصوا على القدوم لتشجيع المنتخب العراقي في قطر، في رحلة تشمل تذاكر الطيران، والإقامة بأحد الفنادق لمدة أسبوع، وحضور المباريات مقابل ألف دولار.
ويقول حيدر صلاح وهو طبيب أسنان عراقي، إنه جاء ضمن مجموعة لأطباء الأسنان تدعى "بنادول"، مقابل 1100 دولار، لمدة أسبوع، تتضمن تذاكر الطيران، والإقامة في فندق المنتخب العراقي نفسه، وتذاكر المباريات.
وأوضح صلاح أن تكاليف المعيشة في قطر يمكن التحكم بها من حيث الطعام والمشروبات والمواصلات، إذ يمكن للشخص أن ينفق 30 دولاراً يومياً أو قد يصل هذا المبلغ إلى أكثر من 100 دولار، حسب الرغبة.
تمديد الإقامة
مدّدت قطر الإقامة لمن حصلوا على بطاقة "هيا" في كأس العالم 2022، وسمحت لهم بالدخول إلى أراضيها خلال كأس آسيا، وهو ما دفع البعض إلى الاستفادة من هذه الميزة.
محمود عزت وهو طبيب مصري حضر كأس العالم 2022، قال لـ"الشرق" إن تمديد الإقامة دفعه إلى حضور كأس آسيا، مفضلاً ذلك عن الذهاب لمساندة منتخب بلاده الذي يشارك في كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج، لأسباب تتعلق بالظروف المعيشية بين البلدين.
وأشار عزت إلى أنه حضر 6 مباريات في البطولة، ولم يكلفه ذلك سوى 200 ريال قطري، بينها مباراة الافتتاح التي بلغت 100 ريال، فيما بلغت كل مصروفاته بالكامل من طيران، ومسكن، ومصروفات معيشية نحو 22 ألف جنيه مصري.
رحلات برية شاقة
جماهير أخرى تحملت مشقة السفر البري، نظراً لقرب بلادهم الجغرافي من قطر، وهو ما قام به العديد من المشجعين العمانيين.
عادل العوادي، وهو مشجع سافر بالسيارة من سلطنة عُمان إلى الدوحة، قال لـ"الشرق" إنه على الرغم من قدومه براً، وهو ما وفر عليه تكلفة تذاكر الطيران، فإنه يعاني من الأسعار المرتفعة للفنادق، بخلاف تكاليف الطعام والشراب، مقدراً إجمالي ما ينفقه في أسبوع بنحو 500 ريال عماني (13 ألف دولار).
راشد عبد الله وهو مشجع سعودي، قال إنه من المنطقة الشرقية في السعودية، والمسافة بين الأحساء والدوحة تستغرق نحو ساعتين ونصف الساعة، وقد أنفق 140 ريالاً لإجراءات الدخول، فيما يدفع 300 ريال للمسكن في الليلة الواحدة، وتصل نفقاته على الطعام والشراب إلى نحو 100 ريال، فيما تبلغ تكلفة تذكرة المباراة بالنسبة له 60 ريالاً.