أنفقت قطر نحو 300 مليار دولار على تنظيم كأس العالم الماضية 2022، بحسب تقديرات "بلومبرغ"، وهي تعمل على استثمار مكاسب كأس العالم للاستمرار في زخم استضافة الأحداث الكبرى، وخاصة الرياضية منها، وجذب السياحة في ظل بنيتها الحالية المؤهلة لذلك، بحيث يصبح القطاع أحد مصادر الدخل الرئيسية للبلاد، وهو ما يظهر بوضوح في استضافتها لكأس آسيا 2023.. فما الذي تغيّر ما بين البطولتين من حيث تكلفة الحضور على المشجعين لا سيما القادمين من الخارج؟
"المترو" لم يعد مجانياً
خلال بطولة كأس العالم 2022، منحت قطر كل من يحمل بطاقة "هيا" الحق في استخدام مترو الأنفاق مجاناً، دون التقيّد بعدد مرات أو مسافات التنقل.
في المقابل، بات الآن استخدام "مترو الأنفاق" مدفوعاً، وصرح عجلان العنزي، رئيس قطاع الاستراتيجيات وتطوير الأعمال في شركة "ريل قطر"، للصحفيين أن أسعار تذاكر المترو خلال بطولة كأس آسيا قطر 2023 ستكون رمزية وبسعر اقتصادي جداً.
وأوضح: "تتواجد أكثر من فئة للتذاكر منها الفئة العادية بسعر 6 ريالات لليوم كاملاً و40 ريالاً لمدة أسبوع، وسيكون سعر الفئة الذهبية 30 ريالاً لليوم الواحد".
زيادة بأسعار الاتصالات
في مونديال 2022، كانت شركات الاتصالات توفر شريحة مجانية للقادمين بمجرد الوصول إلى مطار الدوحة مع دقائق للاتصالات وباقة لاستخدام شبكة الإنترنت.
خلال فعاليات كأس آسيا، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي وتستمر حتى العاشر من فبراير المقبل، لا توفر الشركات ميزة الشريحة والخدمات المجانية المرتبطة بها، بل توفر عروضاً لباقات وخدمات مدفوعة، منها باقة للاتصالات وخدمات الإنترنت بسعر 150 ريالاً لمدة شهر، متضمنة الشريحة. فيما يصل سعر الشريحة وحدها من دون باقة إلى 35 ريالاً.
تباين بتكلفة السكن
أدى زخم كأس العالم إلى جعل أسعار الإقامة، لا سيما الفنادق، تصل لمستويات غير مسبوقة في تاريخ السياحة القطرية، بحكم الحضور الكبير خصوصاً من مشجعي الدول الـ32 المشاركة منتخباتها في البطولة. أمّا بالنسبة لكأس آسيا، فيُلاحظ أن هناك تبايناً إلى حد كبير فيما يخص تكلفة السكن.
محمود إبراهيم، وهو صحفي وصانع محتوى مصري تواجد في قطر خلال كأس العالم 2022 ويحضر كأس آسيا 2023، أوضح لـ"الشرق" أنه تمكن من الحصول على مسكن لمدة شهر، أي من بداية بطولة كأس لآسيا حتى ختامها، بسعر 4 آلاف ريال قطري، وهو نفس السعر الذي حصل عليه خلال كأس العالم، لكن التكلفة زادت عليه نظراً لأنه لم يجد شركاء يتقاسمون معه قيمة الإيجار بعكس المونديال.
ياسر العامري، وهو صحفي عراقي، كان له رأي مختلف، إذ أكّد أن سعر السكن بالنسبة له انخفض عن كأس العالم، كذلك الأمر بالنسبة لخدمات الإنترنت إذ نجح في الحصول على باقات بأسعار أقل لاستخدامها في عمله.
وأفاد مشجعون حضروا البطولتين "الشرق"، بالإضافة إلى مدير استقبال في فندق طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن أسعار غرف الفنادق تضاعفت بنحو ثلاث مرات ما بين الفترة قبل انطلاق كأس آسيا وخلالها، لكن ذلك يبقى أقل بنحو النصف عن الأسعار خلال كأس العالم.