بلغ عدد اتفاقيات الرعاية التي أبرمتها جهات سعودية في قطاع الرياضة على مستوى العالم 323 صفقة، شملت 21 لعبة رياضية، كما بيّنت دراسة حديثة لمعهد "بلاي ذا غيم" (Play the Game) الدنماركي. ما يسلّط الضوء مجدداً على الفورة السعودية في الاستثمارات الرياضية، التي كانت محط أنظار المراقبين خلال الأشهر الأخيرة.
الدراسة التي "تُظهر حجم الاستثمار الضخم الذي تقوم به المملكة في قطاع الرياضة"، باعتباره أحد القطاعات الجديدة التي تعتمد عليها الحكومة السعودية لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط وفق "رؤية 2030"، اعتمدت على تجميع "المعلومات المعلنة" فقط، بحسب ستانيس إلسبورغ، الباحث في المعهد المتخصص بالدراسات الرياضية.
في مقابلة الشهر الماضي مع "فوكس نيوز"، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن اقتصاد بلاده حقق نمواً إضافياً في الدخل من قطاع الرياضة بلغ 1%، مشيراً إلى أن مستهدفه تحقيق مساهمة إضافية للرياضة بالناتج المحلي للمملكة بواقع 1.5%.
الترويج للسياحة والترفيه
عقدت نحو 43 جهة وشركة سعودية حوالي 323 اتفاقية رعاية وشراكة في قطاع الرياضة، بحسب ما ذكرت الدراسة، كان العدد الأكبر منها لصندوق الاستثمارات العامة.
الصندوق عقد بمفرده حوالي 139 اتفاقية رعاية رياضية، ما يمثل نسبة 39% من إجمالي عدد الصفقات التي قامت بها الشركات والجهات التابعة للمملكة في هذا القطاع.
شركة "أرامكو" جاءت ثانيةً بعدد رعايات بلغ 26 اتفاقية، ثم وزارة الرياضة بعدد 19 اتفاقية رعاية، وعقدت حملة "روح السعودية" 16 اتفاقية رعاية، مقابل 15 لرؤية المملكة 2030.
السعودية تتطلع لاستثمار 5 مليارات دولار في دوري الكريكيت الهندي
هذه الأرقام لم تشمل العديد من الصفقات المرتقبة، ومن ضمنها اهتمام السعودية بشراء حصة بقيمة 5 مليارات دولار في الدوري الهندي الممتاز للكريكيت، الذي يُعتبر أكثر الأحداث الرياضية ربحية عالمياً، وذلك بعد تحويله إلى شركة قابضة قيمتها تصل إلى 30 مليار دولار، كما أوردت بلومبرغ الجمعة.
ربع الرعايات لكرة القدم
كرة القدم دائماً ما تستحوذ على الاهتمام الأكبر لدى الجماهير، وبالتالي هي محط الأنظار بالنسبة للشركات الراعية، لذا وجهت السعودية نحو 25.7% من اتفاقياتها للرعاية والشراكة والاستحواذ في قطاع الرياضة على كرة القدم، بعدد 83 اتفاقية.
خلال الأشهر الأخيرة، ظهر ذلك بوضوح من خلال استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، لينضموا إلى نيوكاسل الإنجليزي تحت مظلّة الصندوق. كما قامت شركة "طيران الرياض" برعاية نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، ورعت حملة "روح السعودية" الدوري الإسباني "لا ليغا"، وأصبح "موسم الرياض" راعياً لنادي روما الإيطالي.
رياضة المحركات بدورها حظيت بنحو 34 اتفاقية رعاية وشراكة، بزيادة اتفاقية واحدة عن الغولف الذي يحظى باهتمام سعودي كبير، بعدما قام صندوق الاستثمارات العامة بتوقيع اتفاقية دمجت بين رابطة لاعبي الغولف المحترفين و"دي بي ورلد تور" و"ليف غولف" المدعومة سعودياً، ليتشكل كيان جديد يقود اللعبة عالمياً.
الألعاب الجماعية، بعيداً عن كرة القدم، استقطبت بنحو 32 اتفاقية رعاية وشراكة. فيما نال قطاع الألعاب الإلكترونية الذي تعمل السعودية بقوة للاستثمار فيه وتنميته، والذي تم مؤخراً الإعلان عن إطلاق كأس العالم للألعاب الإلكترونية ليقام كل صيف في الرياض، بنحو 30 اتفاقية رعاية.