الدوري السعودي لكرة القدم، يواصل تنفيذ خطته لاستقطاب أهم اللاعبين في العالم، وتتجه الأنظار حالياً نحو الفرنسي كيليان مبابي، الذي يبدو رحيله وشيكاً عن "باريس سان جيرمان"، الذي طالبه بالاختيار ما بين تمديد عقده حتى صيف 2025، أو رحيله لنادٍ آخر في الانتقالات الصيفية الجارية، كي لا يرحل بالمجان إلى ريال مدريد الصيف المقبل.
الهلال مستعد لتقديم 600 مليون يورو لضم مبابي
نادي الهلال السعودي كان هو النادي الوحيد الذي قرر اتخاذ خطوات جدية لضم مبابي، في ظل ترقب من "ريال مدريد"، و"تشيلسي" الإنجليزي، مع عزمه تقديم عرض مالي كبير لمبابي يحصل من خلاله على راتب سنوي يصل إلى 200 مليون يورو لموسمين بإجمالي 400 مليون يورو، مع استعداده لشراء العام المتبقي في عقده مع "باريس سان جيرمان" مقابل 200 مليون يورو، بحسب "إذاعة مونت كارلو".
يُعد الهلال السعودي سادس أندية العالم إنفاقاً على الصفقات خلال نافذة الانتقالات الصيفية الحالية، بشراء عقود لاعبين بقيمة 118 مليون يورو، ليأتي خلف أندية "أرسنال" الإنجليزي، و"باريس سان جيرمان" الفرنسي و"توتنهام هوتسبير" الإنجليزي و"ريال مدريد" الإسباني، و"رد بُل لايبزيغ" الألماني، وفقاً لبيانات موقع "ترانسفير ماركت".
رونالدو نقطة البداية
الدوري السعودي بدأ خطته في استقطاب كبار النجوم مع بداية العام الجاري، بانتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو لصفوف "النصر" في صفقة انتقال حر في يناير الماضي، وشهدت بداية الصيف الجاري نقلة نوعية كبيرة، من حيث جودة وقيمة اللاعبين.
ليونيل ميسي كان قاب قوسين أو أدنى للانتقال لصفوف "الهلال"، لكن رغبته في البعد عن المنافسة والضغوط وتفضيل أسرته للعيش في الولايات المتحدة جعله ينتقل لـ"إنتر ميامي" الأميركي.
نجوم كبار آخرون انتقلوا بالفعل للدوري السعودي مثل الفرنسيين بنزيما وكانتي، والبرتغالي جوتا الذين انضموا لصفوف "الاتحاد"، كما ضم "الأهلي" اللاعب السنغالي ميندي والبرازيلي فيرمينيو، وحصل "النصر" على خدمات الكرواتي بروزوفيتش والإيفواري فوفانا، ودعم "الهلال" صفوفه بالصربي سافيتش والبرتغالي نيفيز والسنغالي كوليبالي.
يبرز الدوري السعودي بقوة هذا الصيف كأقوى أسواق الانتقالات مع ارتباط أسماء كبيرة به مثل الإنجليزي هندرسون لاعب "ليفربول"، وزميله البرازيلي فابينيو، والجزائري رياض محرز لاعب "مانشستر سيتي" وزميله البرتغالي برناردو سيلفا، والصربي ميتروفيتش لاعب "فولهام"، ولاعبين آخرين تستهدفهم أكبر أندية العالم.
الدوري السعودي أنفق وفقاً لبيانات "دوري الشرق المالي للأندية العربية 2023" التي جمعها عن "فيفا" نحو 50.4 مليون دولار على ضم صفقات من الخارج في 2022، فيما يصل الرقم في الانتقالات الصيفية الحالية بحسب بيانات "فوتبول بينش مارك" وترانسفير ماركت" نحو 210 ملايين يورو، بخلاف الرواتب القياسية التي سيحصل عليها اللاعبون.
استهداف قائمة الـ10 الكبار
السعودية أطلقت في يونيو الماضي مشروع خصخصة الأندية الرياضية ليدخل حيز التنفيذ في الربع الأخير من العام الجاري، مع استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على حصة 75% في كل من أندية "الهلال" و"النصر" و"الاتحاد" و"الأهلي"، بعد تحويلها إلى شركات، على أن تكون نسبة الـ25% المتبقية مملوكة لمؤسسات رياضية غير ربحية تضم أعضاء كل نادٍ، لتحقيق مستهدفات القطاع الرياضي ضمن رؤية المملكة 2030.
المشروع يستهدف تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال (120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات ريال إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
استراتيجية التحول
رابطة الدوري السعودي للمحترفين، أعلنت عن استراتيجية التحول في الدوري التي سيتم الكشف عنها في وقت لاحق، وتقوم على 3 أهداف رئيسية هي، تعزيز تنافسية الدوري وحضوره على المستوى العالمي، وتحقيق النمو المستدام للدوري على المدى الطويل.
الاستراتيجية تقوم على 3 مسارات رئيسية، الأول منها تطوير العمل الإداري لكرة القدم في الأندية، وذلك من خلال استحداث وحدة متخصصة في الرابطة، تستهدف تعزيز الخبرات التقنية والفنية للكوادر في الأندية الرياضية، ومتابعة الامتثال لمعايير الرخص المحلية والآسيوية، والاستفادة من أفضل التجارب العالمية المطبقة في هذا المجال.
فيما يشمل المسار الثاني، تنفيذ برنامج "استقطاب نخبة اللاعبين"، والذي يهدف إلى رفع القيمة التجارية للدوري السعودي للمحترفين، وزيادة مستوى التنافسية، وجذب المستثمرين، إضافة إلى المساهمة في رفع مستويات اللاعبين السعوديين الشباب، وبناء جيل مميز في لعبة كرة القدم، من خلال الاحتكاك بأبرز النجوم العالميين.
أما المسار الثالث، فيختص بتنظيم أعمار اللاعبين السعوديين المشاركين في الدوري السعودي، بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وذلك من خلال تخفيض الحد الأدنى لأعمار اللاعبين المشاركين في الدوري من 18 عاماً إلى 16 عاماً في الموسم المقبل 2024/2023، على أن يتم تخفيض أعداد اللاعبين المسجلين في الفريق الأول، ليصبح 25 لاعباً بدلاً عن 35 لاعباً، وتعويض ذلك بوجود 10 لاعبين تحت سن 21 عاماً في موسم 2026/2025.
