ضخّت الأندية المدعومة عربياً في دوريات كرة القدم الخمسة الكبرى 350 مليون دولار في سوق انتقالات اللاعبين الصيفية حتى الآن، مقابل عوائد جنتها من عقود بيع لاعبيها بلغت 238.5 مليون دولار، بحسب بيانات جمعتها "الشرق".
الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى تشمل الإنجليزي، والإسباني، والألماني، والإيطالي، والفرنسي. حيث تمتلك شركات أو مستثمرون أفراد عرب أندية "مانشستر سيتي" و"نيوكاسل" و"أستون فيلا" في إنجلترا، و"باريس سان جيرمان" و"أنجيه" في فرنسا، و"ألميريا" في إسبانيا.
مانشستر سيتي: أموال طائلة
استحوذت مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، المملوكة لنائب رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على نادي "مانشستر سيتي" عام 2008. ومنذ ذلك الحين، استثمرت أموالاً طائلة في النادي الإنجليزي، بلغت 1.46 مليار دولار حتى نهاية الموسم الماضي، وفقاً لتقديرات موقع "ترانسفير ماركت"، وذلك لجذب أفضل المواهب في العالم لدعم الفريق، والصعود إلى منصات التتويج، وهو ما تحقق بنجاح على مستوى البطولات الإنجليزية، وكان على وشك الحدوث في دوري أبطال أوروبا، لولا خسارة نهائي 2021 أمام مواطنه نادي "تشيلسي".
لكن للموسم الحالي يبدو أنَّ الوضع اتخذ منحىً معاكساً بعض الشيء، فالنادي ذو القميص "الأزرق السماوي" هو أكثر أندية العالم من حيث عوائد بيع اللاعبين في انتقالات صيف 2022، بعدما جمع 163 مليون دولار من بيع عدّة لاعبين، على رأسهم البرازيلي غابرييل جيسوس، والإنجليزي رحيم سترلينغ، والأوكراني أولكسندر زينشينكو.
في المقابل، أنفق "مانشستر سيتي" الذي يرأس مجلس إدارته خلدون مبارك، الرئيس التنفيذي لأحد صناديق أبوظبي السيادية "مبادلة"، 110 ملايين دولار حتى الآن في سوق الانتقالات الصيفية، ذهبت 61 مليون دولار منها لضم أحد أفضل المواهب في العالم النرويجي إرلينغ هالاند، ليحقق بذلك النادي أرباحاً تتجاوز 53 مليون دولار، وهو ما لم يحدث من قبل. وأعرب مدرب الفريق الإسباني بيب غوارديولا عن حزنه لمغادرة لاعبين مهمين للفريق، لكنَّه اعتبر أنَّ هذا الأمر "جزء من العملية التجارية، فلكي تستثمر يجب أن تقوم ببيع اللاعبين لتحقيق الاستدامة.. الصورة النمطية عن "السيتي" أنَّه النادي الذي يشتري اللاعبين فقط، لكنَّنا نبيع أيضاً".
باريس سان جيرمان: صفقات خيالية
صندوق قطر للاستثمار اشترى نادي "باريس سان جيرمان" في 2011، وقامت الإدارة على صعيد شراء اللاعبين بصفقاتٍ وُصفت بـ"الخيالية"، كضم البرازيلي نيمار، وأفضل لاعب في العالم 6 مرّات وهو الأرجنتيني ميسي، وأحدثها تمثل في تجديد عقد الموهبة الفرنسية كيليان مبابي بشروطٍ جعلته صاحب الراتب الأعلى في تاريخ كرة القدم.
غير أنَّ كل ذلك لم يكن كافياً لتحقيق حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا، الذي وقف نادي "بايرن ميونيخ" الألماني حائلاً أمام تحقيقه في 2020، وما تزال مساعي رئيس النادي ناصر الخليفي مستمرة للفوز بهذه البطولة.
"باريس سان جيرمان" ضخّ في الانتقالات الصيفية الحالية 93 مليون دولار، وكان حوالي نصفها من أجل جلب اللاعب البرتغالي فيتينيا. في حين لم تتجاوز عوائد النادي 11.5 مليون دولار، إذ يواجه النادي الباريسي أزمة واضحة في تسويق لاعبيه.
نيوكاسل: مرحلة التكوين
في أكتوبر 2021، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي، في صفقةٍ بلغت قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني. ويعمل المُلاك الجدد للنادي بقوة لوضعه بين كبار دوري "بريميرليغ"، لكن يبدو أنَّ الوصول لتحقيق هذا الهدف بحاجة لبعض الوقت، من أجل تكوين فريق جديد قادر على مقارعة الكبار، في ظل قيود شديدة تخص قانون اللعب المالي النظيف، والذي يمنع النوادي من إنفاق مبالغ تفوق بنسبة كبيرة مكاسبها.
مجموعة استثمارية بقيادة الصندوق السيادي السعودي تشتري نادي "نيوكاسل يونايتد"
نيوكاسل، الذي يرأس مجلس إدارته محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، ضمّ 5 لاعبين في انتقالات الشتاء الماضي مقابل 104 ملايين دولار لتحسين وضعية الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعاد في الانتقالات الصيفية الحالية ليضخّ 67 مليوناً إضافية ضم بها 3 لاعبين، في مقدمتهم الهولندي سفين بوتمان بحوالي 38 مليون دولار.
أستون فيلا: وضعية مالية آمنة
الملياردير المصري ناصف ساويرس والأميركي ويسلي إدنس دخلا قبل 4 سنوات في تحالفٍ لشراء 55% من أسهم نادي "أستون فيلا" الإنجليزي، الذي كان يعاني أزمةً مالية خانقة، ونجحا بإعادة الفريق لدوري "بريميرليغ" في 2019. وظلّ النادي منذ ذلك الحين في وضعية مالية آمنة، دون تطلّعات كبيرة أو نفقات تفوق العوائد بشكلٍ مبالغ فيه.
الموسم الماضي، باع "أستون فيلا" لفريق "مانشستر سيتي" جاك غريليتش مقابل 119 مليون دولار، ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. واستغل النادي عوائد هذه الصفقة ليحسّن صفوفه بشراء بقيمة 132 مليون دولار. أمّا في الانتقالات الحالية؛ فبلغت النفقات 56 مليون دولار لشراء لاعبين، من ضمنهم البرازيلي كوتينيو، بينما ناهزت العوائد 22 مليون دولار.
ألميريا: اللعب بهدوء
رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية تركي آل الشيخ، استحوذ في صيف 2019 على نادي "ألميريا" الإسباني مقابل 27.5 مليون دولار، ونجح هذا العام في التأهل بالفريق إلى الدوري الإسباني "لا ليغا"، لكنَّ الأمور بالنسبة للنادي تسير بهدوء على مستوى الصفقات الصيفية، إذ بلغت قيمتها حتى الآن أقل بقليل من 18 مليون دولار.
نجح آل الشيخ هذا الصيف في تحقيق عوائد مميزة من صفقة انتقال لاعبه السابق داروين نونيز من "بنفيكا" البرتغالي إلى "ليفربول" الإنجليزي مقابل 102 مليون دولار، استناداً لمبدأ الإضافات في الصفقات، إذ اشترى "ألميريا" اللاعب من "بينارول" الأوروغوياني مقابل 6 ملايين دولار، ثم باعه لنادي "بنفيكا" بحوالي 24.5 مليون دولار، مع نسبة 20% من أي عملية إعادة بيع للاعب مستقبلاً، وهو ما قد يفوق 20 مليون دولار عند احتساب كامل الإضافات على صفقة "ليفربول" الأخيرة.
أنجيه: برسم البيع
رجل الأعمال الجزائري سعيد شعبان الذي استحوذ على نادي "أنجيه" الفرنسي عام 2011، أعلن صراحةً رغبته في بيع النادي، ودخل بمحادثات مع صندوق الاستثمار الأميركي "جي أف سي"، لكنَّ الصفقة تعطّلت لعدم تأمين التمويل الكافي، كما ذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية. ويبدو أنَّ ذلك جعل شعبان يعمل على تقليل النفقات قدر المستطاع بضم صفقات مجانية، فلم ينفق سوى 3.5 مليون دولار في الانتقالات الصيفية الحالية، في مقابل بيع عقود لاعبين بأكثر من 22 مليون دولار.