خصص العراق 100 مليار دولار على مدى 3 سنوات لمشاريع بنى تحتية، وفقاً لتصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال حضوره المنتدى الاقتصادي العراقي الإسباني.
السوداني أشار أيضاً في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العراقية، إلى أن البلاد "تمتلك بيئة آمنة جاذبة للاستثمار، وبلغت الاستثمارات الاجنبية نحو 62 مليار دولار"، من دون تحديد النطاق الزمني لذلك.
ولكن في أواخر أكتوبر، أشار السوداني إلى أن الاستثمار لعام 2024 وصل إلى 100 مليار دولار. وتعقيباً على هذا التصريح، اعتبر رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، حيدر مكية، خلال مقابلة مع "الشرق" في نوفمبر الماضي، أن "ذلك الرقم صحيح إذا ما جمعنا مبلغ 69 مليار دولار المتدفق من العام ذاته مع مشاريع أخرى استراتيجية كمشروع مترو بغداد ومشروع (مترو النجف–كربلاء) يصل الرقم إلى 100 مليار دولار".
يحاول العراق جذب المستثمرين لإعادة بناء الاقتصاد الذي تدمر جراء الحرب ضد "داعش". ويحتاج العراق إلى أكثر من 88.2 مليار دولار لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار داخل البلاد، وفقاً لتصريحات سابقة لوزارة التخطيط العراقية.
كان مكية أشار في المقابلة إلى أن البلاد تستعد لطرح مجموعة واسعة من المشاريع بهدف جذب استثمارات بقيمة تصل إلى ربع تريليون دولار خلال العامين المقبلين.
تشمل حزمة الفرص الاستثمارية مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة، ومدن صناعية وزراعية، وشبكات سكك حديدية، بالإضافة إلى قطاعات التعليم والاتصالات والسياحة والترفيه.
الصناعات الإنشائية أولوية
السوداني أشار إلى أن العراق مقبل على "بناء مليون وحدة سكنية"، مضيفاً أن البلاد "وفرت العلاقة بين مؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص العراقي"، واضعاً الصناعات الإنشائية في مقدمة الأولويات.
بالإضافة إلى الصناعات الإنشائية، فإن "الصناعات الغذائية والدوائية" موجودة على سلم الأولويات أيضاً، وأشار السوداني في هذا الإطار إلى أنه "لدينا بحدود 3 مليارات دولار سنوياً من الاحتياجات الدوائية".
في يوليو الماضي، وجه العراق دعوات لشركات سعودية ومصرية للاستثمار في القطاع العقاري، وخصوصاً بناء المنتجعات السياحية والمرافق الترفيهية والفنادق، بالإضافة إلى القطاع الدوائي.
جاءت هذه الدعوة خلال لقاء السوداني بوفد من رجال الأعمال في البلدين، جميعهم مختصون بالتطوير العقاري وإقامة المدن السكنية المتكاملة والذكية.
ضم الوفد رئيس مجلس إدارة شركة "تي إم جي" المصرية هشام طلعت مصطفى، ورئيس مجلس إدارة "مجموعة المهيدب" السعودية سليمان عبد القادر المهيدب، والرئيس التنفيذي للمجموعة عصام عبد القادر بالإضافة إلى عدد من المديرين فيها، فضلاً عن مدير "مجموعة الميسرة" ياسر قاسم زغير، ورجل الأعمال أحمد هاني طلعت، بحضور السفير السعودي لدى العراق عبد العزيز بن خالد الشمري، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
السوداني أشار خلال الاجتماع إلى أن البلاد تحتاج إلى نحو 3 ملايين وحدة سكنية، مؤكداً أن الحكومة تتجه نحو بناء المدن المتكاملة التي تضم جميع القطاعات والخدمات والمرافق الترفيهية والتجارية، وترتبط مع العاصمة بغداد بشبكة متطورة من طرق المواصلات.
عرضت الحكومة مشاريع خمس مدن جديدة للاستثمار في بغداد وبعض المحافظات، وهي تمضي باتجاه إطلاق 11 مدينة جديدة.
كما تجري وزارة الصحة العراقية مباحثات مع شركات مقاولات مصرية للمشاركة في تنفيذ وإعادة تأهيل 12 مستشفى في البلاد بإجمالي استثمارات 480 مليون دولار، بحسب مصدرين مصريين تحدثا مع "الشرق" في يونيو الماضي.
مطالب الشركات السعودية
من جهته، اعتبر نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي-العراقي رائد المديهيم في مقابلة سابقة مع "الشرق"، أن قانون حماية الاستثمارات السعودية والإعفاءات الجمركية هما أبرز مطلبين لدى الشركات السعودية لتعزيز استثماراتها في العراق.
نوّه بأن أبرز القطاعات المرشحة للاستفادة من تدفق الاستثمارات السعودية إلى العراق تتمثل في الصناعة والتطوير العقاري.