اقترب حجم المشاريع العملاقة في الرياض وحدها من تريليون ريال، بما يناهز نصف حجم القطاع العقاري السعودي. وتتطلع عاصمة المملكة لمزيد من الاستثمارات بما يتسق مع "رؤية 2030" الهادفة لجعلها ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم.
تتمتع الرياض بثلاثة عوامل تفضيلية تبرر تركز المشاريع العقارية الكبرى فيها مقارنةً بباقي مناطق السعودية، بما في ذلك تسويق نفسها كعلامة تجارية تنافس المدن الكبرى، والتنوع الديموغرافي لسكانها، وتأثير الإنفاق الحكومي المتراكم على خفض تكلفة التطوير العقاري، بحسب الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، في كلمةٍ خلال المؤتمر المصاحب لمعرض "سيتي سكيب غلوبال".
بالفعل، طرحت الرياض سلسلة من المبادرات في إطار سعيها لتعزيز مكانتها كمركز اقتصادي ومالي، في مقدمتها استقطاب المقرات الإقليمية للشركات العالمية عبر منحها حوافز تتضمن تسهيلات وإعفاءات ضريبية.
بلغ عدد الشركات متعددة الجنسيات التي حصلت على تراخيص لإنشاء مقرات إقليمية لها في الرياض 540 شركة، كما كشف وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار" الشهر الماضي، وهو ما يتجاوز مستهدفات رؤية المملكة المتمثلة باستضافة 500 مقر إقليمي بحلول 2030.
كما أطلقت المملكة شركة طيران جديدة تحمل اسم "طيران الرياض"، والتي قامت بدورها برعاية العديد من الأندية والفعاليات الرياضية حول العالم، إلى جانب "موسم الرياض" الذي يستقطب النجوم العالميين في عالم الترفيه والرياضة، بما يعزز العلامة التجارية للعاصمة السعودية.
أثر الإنفاق الحكومي
العامل الثاني يتمثل بأثر الإنفاق الحكومي في مدينة الرياض، بما انعكس على تطور البنية الأساسية والتحتية اللازمة للمشاريع، والذي يُعتبر "واضحاً" بحسب الأمير فيصل، إذ إن "كلفة التطوير العقاري أقل بنسبة 29% عن باقي المملكة".
كان وزير المالية محمد الجدعان أكد في مايو، بمقابلة مع "الاقتصادية"، أن المملكة ستواصل الإنفاق الاستراتيجي على برامج "رؤية 2030" والمشاريع الكبرى ذات العائد الاقتصادي المستدام، إضافة إلى زيادة الصرف على البنية التحتية والخدمات العامة.
التنوع الديمغرافي
العامل التفضيلي الثالث، وفقاً لأمين منطقة الرياض، هو التنوع الديمغرافي الذي تتمتع به الرياض من حيث تعدد جنسيات المقيمين فيها، إذ إن 50% من هؤلاء هم من غير السعوديين.
تستهدف الرياض الوصول بعدد قاطنيها إلى 10ملايين نسمة بحلول عام 2030. وتتوقع "وورلد بوبيوليشن ريفيو" (World Population Review) أن يصل عدد سكان العاصمة السعودية إلى 7.8 مليون شخص بنهاية العام الجاري بنمو 1.8% عن الماضي.
وضمن خطتها لاستقطاب الموهوبين والمستثمرين، أطلقت الحكومة السعودية في مطلع العام 5 فئات جديدة من تأشيرة الإقامة المميزة للأجانب الراغبين بالقدوم إلى المملكة وللمقيمين الحاليين.
مشاريع بتريليون ريال
تقترب تكلفة مشاريع الرياض العملاقة من تريليون ريال. إذ وفقاً لإعلانات رسمية، تتجاوز تكلفة تطوير "الدرعية" 236 مليار ريال، فيما تصل في مشروع القدية إلى 30 مليار ريال، أما مشاريع حديقة الملك سلمان، و"الرياض الخضراء"، والمسار الرياضي، و"الرياض آرت" فتبلغ كإجمالي 86 مليار ريال.
كما تبلغ تكلفة مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام 84.3 مليار ريال، ومطار الملك سلمان 108.7 مليار ريال، و"أفنيوز الرياض" 16 مليار ريال، فيما تصل تكلفة مشروع "المربع" إلى 375 مليار ريال، بحسب بيانات معلنة.
التحديات "بسيطة"
أمين منطقة الرياض أشار بكلمته اليوم في "سيتي سكيب" إلى ما وصفه بـ"الآثار السلبية البسيطة" لإدارة هذا الكم من المشاريع، بما في ذلك "الإيقافات، وارتفاع أسعار الأراضي، وتغيير التشريعات، وهي أمور تقلق المستثمرين"، لكنه طمأنهم باعتباره أنها "آثار بسيطة مقابل الصالح العام الكبير". داعياً إياهم إلى "الرهان على مستقبل الرياض".
ونوّه الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف "بتكامل المشاريع الكبرى التي تشهدها الرياض مع بعضها، ومثال على ذلك مشروعا طيران الرياض ومطار الملك سلمان، ومشروع القدية ومشروع المترو".