عائلة "ويستون" الكندية تتخارج من تجارة الأغذية وتتحول للعقارات

تحوَّل الجيل الرابع من عائلة ويستون التي صنعت ثالث أكبر ثروة في كندا من العمل في البقالة، وبيع وتصنيع الأطعمة إلى التركيز على الاستثمار العقاري، واستغلال الأراضي التي أقاموا عليها متاجرهم.

وأعلنت شركة "جورج ويستون المحدودة George Weston Ltd" الأسبوع الماضي، عن اتجاهها إلى بيع شركة المخابز التجارية التابعة لها "ويستون فوودز" التي بدأت أعمالها في 1882. على أن تبدأ التركيز بشكلٍ أكبر على محفظتها العقارية التي جمعتها على مدار عقود من بناء متاجر البقالة في ظلِّ النمو المتواصل لقيمة تلك العقارات نتيجة ازدهار أسعار العقارات في كندا.

وقال ماريو بارافاتو المدير المالي لشركة "تشويس بروبيرتيز ريال استيت انفيستمنت ترست"، التي تمثِّل ذراع الاستثمار العقاري للمجموعة في مقابلة: "نمتلك في الوقت الحالي العديد من المواقع القابلة للتطوير أكثر من أيِّ شخص آخر".

وأضاف بارافاتو: "عندما تنظر إلى عدد العقارات التي نمتلكها في منطقة تورنتو الكبرى، وفانكوفر الكبرى، ومونتريال، تجد إمكانات نمو طويلة الأجل بمرور الوقت".

وتتضمَّن خطط الشركة ضمن مساعيها للحصول على مزيد من القيمة من عقاراتها الحالية إلى تحويل بعض مواقع متاجر التجزئة الخاصة بها إلى مشاريع متعددة الاستخدامات، بما في ذلك بناء الأبراج السكنية.

وتعدُّ "ويستون" أحد أكبر مشغِّلي مراكز التسُّوق في أمريكا الشمالية، مثل: سيمون بروبيرتي غروب، وبروكفيلد لإدارة الأصول.

وتتوزَّع أغلب متاجر "ويستون" بين محلات السوبر ماركت، والصيدليات التي حقَّقت أداءً جيداً خلال الجائحة على عكس مراكز التسوق التي أغلقت، وتضرَّرت أعمالها بسبب عمليات التدابير الحكومية، والاعتماد على التجارة الإلكترونية.

مشروع جديد

وعقد مسؤولون تنفيذيون في "ويستون" مع مسؤولين حكوميين يوم الثلاثاء مؤتمراً بالفيديو مع المراسلين لاطلاعهم على موقع المشروع الجديد قيد التطوير بأحد أحياء شرق تورنتو، الذي تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار كندي (1.2 مليار دولار)، ويعدُّ أكبر مشاريع "تشويس بروبيريتيز"، إذ يعمل على إعادة تطوير مركز تسُّوق يضمُّ متجر بقالة "لوبلاو" بالشراكة مع المطوِّر المحلي دانيلز كورب Daniels Corp)).

وتشمل المرحلة الأولى من المشروع الذي تبلغ مساحته 19 فداناً تشييد برجين من العمارات السكنية ليضما مجموعة من الشقق المؤجرة، والمكاتب، والمساحات التجارية والتعليمية، بالشراكة مع جامعة تورنتو.

وقال غالين غي ويستون رئيس شركات "تشويس بروبيريتيز" و"لوبلاو"، و"جورج ويستون" خلال فاعلية تمَّ عقدها عبر الإنترنت: " لوبلاو ستواصل العمل حتى تصبح جزءاً أساسياً في هذا المجتمع".

وأضاف ويستون: "ولكن بدلاً من التطور العمراني العشوائي في الضواحي المترامية الأطراف، سيخدم المشروع كل من المالكين المحليين، والمستأجرين، والطلاب والمهنيين، الذين يعيشون ويعملون ويلعبون في حي غولدن مايل يومياً".

رؤية طويلة الأجل

يقول المسؤولون التنفيذيون بالشركة، إنَّ إعادة تطوير مركز "غولدن مايل" للتسوق في منطقة سكاربورو في تورنتو يمثِّل رمزاً لطموحات الشركة في تطوير بعض عقاراتها، التي يزيد عددها على 700 عقار في قلب المدن التي ترتفع فيها تكاليف الإسكان، وأسعار العقارات.

وعملت الشركة لسنوات على التمهيد للاستراتيجية الجديدة. فقد بدأت بفصل الأصول العقارية عن "لوبلاو" في 2013. وبعد خمس سنوات، استحوذت "تشويس" على أحد المنافسين لتصبح الآن أكبر صندوق استثمار عقاري من ناحية القيمة السوقية في كندا. وبحسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ، تمتلك جورج ويستون المحدودة 17% من الشركة.

وعلى الرغم من أنَّ استمرار مساهمة "لوبلاو" بالنسبة الأكبر من الإيرادات السنوية لجورج ويستون، إلا أنَّ خطط "تشويس بروبيرتيز" لإعادة تطوير المزيد من المواقع والاستحواذ على مستأجرين خارج متاجر البقالة الخاصة بها، سوف يزيد من مساهماتها داخل المجموعة.

وقال رائيل دايموند الرئيس التنفيذي لشركة "تشويس بروبيرتيز" في مقابلة: "نحن مملوكون لشركة عائلية في نهاية المطاف، ويمكِّننا ذلك من بناء استراتيجية طويلة الأجل".

وأضاف دايموند: "لدينا أراضٍ في مناطق ذات مواقع جيدة تُستخدم كمتاجر للتجزئة، مما يمكِّن من زيادة القيمة المضافة لتلك الأرض. سيكون العقار السكني الجزء الأكثر أهمية في هذا المجتمع متعدد الاستخدامات".

مغامرة التخارج من قطاع الأغذية

الاستراتيجية لها مخاطرها؛ فمع التخارج من صناعة الطعام، والتوجه إلى العقارات تتحوَّل "جورج ويستون" من قطاع دفاعي مقاوم للركود إلى حدٍّ كبير للعمل في قطاع أكثر تقلُّباً.

قد تكون هناك مخاطرة نسبية فعلاً، خاصة في كندا؛ فقد أدَّى التطور وزيادة الطلب على الوحدات السكنية في فانكوفر وتورنتو في السنوات الأخيرة إلى إثارة مخاوف من حدوث فقاعة.

تمتلك "تشويس بروبيرتيز" أربعة مشاريع أخرى متعدِّدة الاستخدامات قيد التطوير مثل مشروعها في سكاربورو، بالإضافة إلى 15 مشروعاً لاتزال عبارة عن أرضٍ فضاء حالياً، وكذلك 6 مشاريع مخصَّصة للاستخدام السكني فقط، و17 موقعاً مخصَّصاً لتجارة التجزئة الموسعة.

وقال دايموند: "يزداد انتشارنا بشكلٍ ملحوظ في الوقت الحالي، ولذلك لدينا القدرة على تحقيق دخل أكبر بكثير، كما ستزداد قيمة عقاراتنا بشكل أكبر بكثير".

وفي حديثه عن عائلة "ويستون" التي يزيد صافي ثروتها على 10 مليارات دولار، قال: "هذه العائلة بالذات، وكما تعلمون لديها رؤية طويلة المدى للغاية وأفق ممتد، لذلك فإنَّنا نستثمر على المدى الطويل".