ارتفعت أسهم "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings) بعدما ذكرت وكالة "رويترز" أن شركة التطوير العقاري الصينية المتعثرة حصلت على موافقة الدائنين لتمديد سداد ست شرائح من السندات المقومة باليوان لمدة ثلاث سنوات.
من المقرر تأجيل الشركة موعد التصويت على تمديد فترة سداد شريحتين من السندات الثمانية المطلوبة حتى وقت لاحق من يوم الثلاثاء، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لـ "بلومبرغ" في وقت سابق من اليوم. ولم يعلق ممثل "كانتري غاردن" لوسائل الإعلام.
ارتفعت أسهم شركة البناء 5.8% في تمام الساعة 11:51 صباحاً بتوقيت هونغ كونغ، بعد تقرير "رويترز"، الذي نقل المعلومات عن مصدرين مطلعين على الأمر، دون تحديد السندات التي جرى تمديد فترة سدادها.
على صعيد متصل، ظلت سندات الشركة الدولارية تتحرك حول مستويات شديدة الإعسار في نطاق 9 إلى 13 سنتاً تقريباً.
جدولة ديون "كانتري غاردن"
طالبت أكبر شركة بناء صينية سابقاً بتمديد فترة سداد القيمة الأصلية لثمانية سندات لمدة ثلاث سنوات، بعد أيام فقط من تجنب التخلف عن سداد سندات دولارية في اللحظة الأخيرة. وبدأ حملة السندات المقومة باليوان التصويت في 7 سبتمبر وكان من المقرر انتهاؤه بحلول الساعة 10:00 مساءً بتوقيت بكين يوم 11 سبتمبر.
جديد أزمة الصين.. "كانتري غاردن" تحاول تجنب التخلف عن السداد
يبلغ إجمالي القيمة الأصلية للسندات مستحقة السداد 10.8 مليار يوان (1.5 مليار دولار). وتعتبر السندات التي جرى تأجيل التصويت بشأنها حتى وقت لاحق من يوم الثلاثاء، أوراقاً مالية مستحقة السداد في أكتوبر، وأصدرتها الشركة باسم وحدة "غوانغدونغ جاينت ليب كونستراكشن" (Guangdong Giant Leap Construction)، إضافة إلى شريحة أخرى أصدرتها شركة "كانتري غاردن ريال إستيت" (Country Garden Real Estate) والتي يمكن إعادة بيعها إلى الشركة المصدرة في نوفمبر.
إحدى الأوراق المالية التي كانت محور التركيز الرئيسي لم تكن من بين هاتين الشريحتين: وهي عبارة عن سند بقيمة 1.435 مليار يوان مع خيار البيع في 14 سبتمبر. وإذا ما حصلت شركة "كانتري غاردن" على الموافقة لتمديد موعد سداد تلك السندات؛ ستتجنب خطر مطالبة حامليها بالسداد المبكر يوم الخميس.
صدمة الأسواق المالية
تركت الشركة سداد دفعات أصغر بكثير حتى المواعيد المقررة الأخيرة، بما في ذلك الفوائد المجمعة البالغة 22.5 مليون دولار التي دفعتها في الساعات الأخيرة من فترات السماح المنتهية في 5-6 سبتمبر.
أحدث دخول شركة "كانتري غاردن" في الأزمة، صدمة بالأسواق المالية في الصين، كونها أسماً لامعاً في قطاع العقارات، ومعروفة ببناء المنازل في المدن الصغيرة.
أصبحت شركة البناء، التي تديرها يانغ هويان (إحدى أغنى النساء في الصين) رمزاً لأزمة ديون عقارية أوسع نطاقاً أدت إلى مشكلة عدم سداد قياسية، ودفعت السلطات إلى تعديل السياسات النقدية لمحاولة تجنب انتشار مزيد من العدوى.
أزمة "كانتري غاردن" تؤثر على شركات العقارات المدعومة من الصين
تجنبت الشركة حتى الآن شبح التخلف عن السداد، لكنها ما تزال متعثرة حسب قولها، بعدما سجلت خسارة قياسية في النصف الأول بلغت حوالي 7 مليارات دولار.
جهود حل أزمة العقارات الصينية
أعلنت "كانتري غاردن" عن بعض الأخبار الإيجابية في الأيام الأخيرة، رغم أنها لم تنج بعد من الأزمة. وبالمقارنة مع المطورين العقاريين الآخرين الذين جرى تداول أسهمهم عند مستويات رخيصة أو بالقرب منها، ارتفعت أسهم الشركة في سوق الأسهم الأسبوع الماضي بعدما اتخذت السلطات إجراءات أكثر جرأة في الآونة الأخيرة تشمل خفض دفعات المقدم، وتخفيف بعض قواعد الرهن العقاري.
تجاوزت الشركة مواعيد مقررة أخرى للسداد في الآونة الأخيرة، إلى جانب عدم سداد فوائد السندات الدولارية. وحصلت على موافقة في تصويت منفصل للدائنين انتهى في وقت سابق من هذا الشهر لتمديد أجل السداد حتى عام 2026 على سندات محلية بقيمة 3.9 مليار يوان من أصل الدين المستحق. كما سددت الشركة قسيمة فائدة بقيمة 2.85 مليون رينغيت (609.430 دولار) مستحقة على سندات مقومة بالعملة الماليزية.
"كانتري غاردن" تتجنب التخلف عن سداد سندات بالرينغيت الماليزي
مع ذلك، فإن الشركة، التي أصبحت الآن سادس أكبر مطور في الصين بعد تراجع المبيعات، لا تزال مطالبة بسداد نحو ملياري دولار من السندات المقومة بعملات مختلفة مستحقة خلال الفترة المتبقية من 2023. ويمكن أن يؤثر أي إخفاق في السداد على سوق الإسكان في الصين بشكل أكبر من التخلف التاريخي في أواخر عام 2021 من جانب "تشاينا إيفرغراند غروب" (China Evergrande Group)، كون شركة البناء لديها أربعة أضعاف عدد المشاريع.
جدير بالذكر، أن السندات التي دخلت في خطة تمديد موعد السداد قيد التصويت شملت سبع شرائح سندات صادرة عن وحدة "كانتري غاردن ريال إستيت"، وشريحة ثامنة صادرة عن وحدة "جاينت لييب".