تدرس عائلة الخياط القطرية، التي تمتلك مجموعة استثمارات في عدة صناعات بالدولة الخليجية الغنية بالغاز، بيع عقار فاخر في واحدة من أكثر المناطق تميزاً في لندن.
العائلة، التي تضم محفظتها شركة إنشاءات عملاقة ساعدت في بناء أكبر مركز تجاري في قطر وشركة "بلدنا" لإنتاج الألبان، قد تعرض للبيع أحد أكبر المنازل بالعقار رقم 38 في شارع هيل بمنطقة مايفير، والذي لا يسكنه أي شخص حالياً، حسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية الأمر.
كان العقار الذي جرى تشييده في الحقبة الجورجية ويشتهر باسم "النادي البحري" مقراً خاصاً لأعضاء النادي خلال الفترة الذهبية من القرن الـ18، قبل أن تشتريه عائلة الخياط بنحو 28 مليون جنيه إسترليني في عام 2021، بانخفاض عن السعر الإرشادي الأولي البالغ 35 مليون جنيه إسترليني (43.6 مليون دولار).
سوق العقارات الفاخرة
بيع العقار سيكون بمثابة اختبار لسوق العقارات الفاخرة في لندن، التي تعاني من أزمة بسبب تكاليف التمويل المرتفعة. ولم تنجح الجهود المبذولة للوصول إلى الأسرة للتعليق.
وتعمل "ويثيريل" (Wetherell)، وهي شركة سمسرة للعقارات الفاخرة، مع العائلة للعثور على مشترٍ محتمل للعقار الذي يقع بين منطقتي هايد بارك وبيركلي سكوير، وشُيد أساساً في القرن الثامن عشر.
وقال بيتر ويثيريل، صاحب الشركة: "عندما تنظر إلى تاريخ مايفير بين عامي 1850 و1940 تدرك عدد القصور والمنازل التي تم هدمها. إنه لشرف نادر لنا أن نشارك في صفقة شراء هذا المنزل"، حيث قدمت الشركة المشورة أيضاً في صفقة بيع العقار خلال 2021.
استثمارات عائلة الخياط
أسس رامز الخياط مجموعة "باور إنترناشيونال القابضة"، ويديرها مع شقيقه معتز الخياط، كما تعمل في مجموعة من القطاعات بما في ذلك العقارات والزراعة والصناعات الغذائية والضيافة. وتُعد شركة "بلدنا" التابعة للمجموعة أكبر منتج للألبان في قطر، واحتلت الشركة الأم المرتبة الثالثة عشرة في قائمة "فوربس" لأفضل الشركات العائلية العربية في الشرق الأوسط العام الماضي.
وكانت شركة "بلدنا" واحدة من أبرز المؤسسات التي اعتمدت عليها قطر للصمود في ظل مقاطعة جيرانها الإقليميين لها في الفترة من 2017 حتى 2021، حيث دعمت الحكومة القطرية حينها الجهود المبذولة لتطوير منتج ألبان محلي في مناخ صعب، وتضمنت هذه الجهود نقل الأبقار جواً إلى الدولة الصحراوية.
خصوصية القطاع في لندن
غالباً ما تُحاط سوق العقارات الفاخرة في لندن بهالة من السرية، وهذا يعني أن شبكات العلاقات الاجتماعية الشخصية تكون الطريقة الأساسية للتعارف بين الوكلاء والمشترين المحتملين. كما يتيح ذلك للبائعين التحكم في الأسعار دون أن يعرقلهم وجود إعلانات إلكترونية مسبقة عنها، ما يعني أنهم أقل عرضة للضرر إذا ما اختاروا إعادة التسويق لها لاحقاً.
وعانت سوق الإسكان الفاخرة في لندن من الضغوط هذا العام، حيث أجبرت تكاليف التمويل المرتفعة أغنى بائعي المنازل في المدينة على الموافقة على تخفيض أسعارهم، أو المجازفة بفشل الصفقة. وارتفع عدد الصفقات التي تزيد قيمتها على 5 ملايين جنيه إسترليني بنسبة 15% بين يناير ويوليو، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لتقرير صادر عن شركة "لون ريس" (LonRes) البحثية.
رغم هذا، فاعتماد سوق الإسكان الفاخر في لندن المحدود على الرهون العقارية يعني أن مبيعات المنازل الباهظة تصمد بشكل أفضل من الصفقات الأرخص. واشترى قرابة 17% من أفراد العائلات الثرية منزلاً واحداً على الأقل خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير منفصل من شركة الوساطة "نايت فرانك"، ولا يزال أصحاب المنازل الأكثر ثراءً يحصلون على صفقات.
خصومات محتملة
ويدرس الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أيضاً بيع عقارين فاخرين في منطقتي نايتسبريدغ وبلغرافيا الراقيتين في لندن، بسعر إجمالي يبلغ 370 مليون جنيه إسترليني. كما اشترى الملياردير الهندي رافي رويا قصراً في لندن بقيمة 113 مليون جنيه إسترليني يطل على ريجنتس بارك هذا الصيف.
قد يتم تخفيض الأسعار على العقارات المعروضة للبيع أيضاً، حيث باع مقدم البرامج التلفزيونية، سيمون كويل، مؤخراً منزله في لندن في هولاند بارك مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، أي أقل بنحو 30 مليون جنيه إسترليني من القيمة التي ذكرتها الصحافة.