يفكر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يتصدر ابنه سباق شراء نادي "مانشستر يونايتد" لكرة القدم، في بيع منزلين فاخرين في أكثر الأحياء تميزاً في لندن، بسعر إجمالي يصل إلى 370 مليون جنيه إسترليني (470 مليون دولار).
من المحتمل أن يبيع الشيخ حمد (رئيس وزراء قطر الأسبق)، شقة من ثلاثة أدوار "بنتهاوس" في مشروع "وان هايد بارك" في منطقة نايتسبريدج الراقية بلندن، مقابل 220 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى عقار يمتلكه بالقرب من ساحة بيلغريف، مقابل نحو 150 مليون جنيه إسترليني، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قد يتخذ الشيخ حمد قراراً بعدم البيع، إذا كانت العروض أقل من السعر المطلوب، وفقاً لما قاله الأشخاص المطلعون على الأمر.
ولم يرد عدد من أفراد العائلة على طلبات التعليق، كما باءت محاولات الحصول على تعليق من قبل الشركة الاستثمارية الخاصة برئيس الوزراء الأسبق "المرقاب كابيتال"، بالفشل.
يُعد رئيس الوزراء الأسبق، والذي كان يوماً رئيس "جهاز قطر للاستثمار"، من بين أبرز المستثمرين في الشرق الأوسط، وأحد المساهمين الرئيسيين في "بنك دويتشه" الألماني. خلال فترة عمله في "جهاز قطر للاستثمار"، جمع صندوق الثروة السيادي حصصاً في بعض الشركات الأوروبية المرموقة، بما في ذلك حصص في شركة تجارة السلع "جلينكور"، والمقرض البريطاني "باركليز"، ومتجر "هارودز" الفاخر.
كان الشيخ حمد صديقاً للملك تشارلز، وأطلقت عليه وسائل إعلام بريطانية لقب "الرجل الذي اشترى لندن"، بعدما أشرف على التوسع الدراماتيكي للمصالح القطرية في العاصمة البريطانية، منذ مطلع الألفية.
تأتي هذه الأنباء، بعد شراء الشيخ حمد "منزل فوربز" المكون من ستة طوابق والذي يقع على بعد بضع دقائق سيراً من قصر باكنغهام، وقام بتجديده.
ضغوط على السوق
الطبيعة السرية لسوق الإسكان الفاخر في لندن، تعني أن الوكلاء عادةً ما يبحثون عن المشترين المحتملين من خلال شبكتهم الخاصة، غالباً عبر تطبيقات التواصل الاجتماعية مثل "واتساب". يسمح هذا للبائعين بمعرفة الأسعار من دون ترك بصمة رقمية، ما يعني أنهم لن يكونوا في وضع غير مواتٍ، إذا اختاروا إعادة الطرح في السوق في وقت لاحق.
تعرّض سوق الإسكان الفاخر في لندن لضغوط هذا العام، إذ أجبرت تكاليف التمويل المرتفعة بائعي المنازل الأكثر ثراءً في المدينة على الموافقة على الخصومات، أو المخاطرة بفشل الصفقات. ارتفع عدد الصفقات المنهارة التي تزيد قيمتها عن 5 ملايين جنيه إسترليني، بنسبة 15% بين يناير ويوليو، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لتقرير صادر عن الشركة البحثية "لونريس" (LonRes).
المبيعات متماسكة
ومع ذلك، فإن طبيعة هذه السوق الأقل اعتماداً على الديون، تعني أن مبيعات المنازل الأكثر تكلفة متماسكة بشكل أفضل من الصفقات الأقل كلفة. اشترى نحو 17% من أصحاب الثروات الضخمة منزلاً واحداً على الأقل العام الماضي، وفقاً لتقرير منفصل صادر عن شركة العقارات "نايت فرانك" (Knight Frank)، ولا يزال أصحاب المنازل الأكثر ثراء يبرمون الصفقات.
الملياردير الهندي رافي رويا اشترى الشهر الماضي، قصراً في لندن بقيمة 113 مليون جنيه إسترليني يطل على حديقة "ريجنت بارك"، في واحدة من أكبر الصفقات السكنية في لندن خلال السنوات الأخيرة.
إلى الغرب من المدينة، يتطلع رجل الأعمال مايك جاتانيا إلى بيع قصر من 12 غرفة نوم، كان قد استأجره سابقاً المصرف الأميركي "جيه بي مورغان"، وهي صفقة ستكون من أكبر مبيعات المنازل الريفية على الإطلاق في البلاد.
شركة "سافيلز" (Savills Plc)، وهي وكالة عقارات فاخرة، تعمل مع رئيس الوزراء القطري الأسبق بشأن البيع المحتمل للعقارين وفقاً للأشخاص المطلعين. تم تطوير العقار المطل على "هايد بارك" من قبل الملياردير القطري في مشروع مشترك مع "سي بي سي غروب" (CPC Group)، وهي شركة مملوكة لكريستيان كاندي. ويقع العقار بجوار فندق "ماندارين أوريانتال" ويبعد نحو خمس دقائق سيراً من متجر "هارودز". وامتنعت "سافيلز" عن التعليق.
تعمل بيكي فاطمي وهي وسيط رئيسي أسست "روكستون"، مع العائلة المالكة للعقار، على بيع المنزل الآخر في ساحة بيلجريف التي صممها المهندس المعماري جورج باسيفي في القرن التاسع عشر. ولم ترد فاطمي على طلبات التعليق.