أصبحت دبي أكثر أسواق العقارات الفاخرة نشاطاً على مستوى العالم بعد مدن نيويورك ولوس أنجلوس ولندن، عقب اندفاع سيل من المستثمرين الأثرياء للمدينة بعدما برزت كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي في مناطق أخرى.
سجلت المدينة التي تعد مركزاً للأعمال في الشرق الأوسط، 219 عملية بيع لعقارات تبلغ قيمة الواحد منها 10 ملايين دولار أو أكثر خلال العام الماضي، بحسب شركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك" (Knight Frank).
في المقابل، شهدت نيويورك 244 صفقة عقارية بقيمة 10 ملايين دولار أو أكثر لكل عقار، وسجلت لوس أنجلوس 225 صفقة، بينما حققت لندن 223 صفقة. واحتلت دبي أيضاً المرتبة الخامسة بين أكثر المدن نشاطاً من حيث مبيعات وحدات عقارية قيمة الواحدة منها 25 مليون دولار وما فوق، من خلال 26 صفقة.
قال فيصل دوراني، رئيس وحدة بحوث الشرق الأوسط في "نايت فرانك": "حققت دبي نجاحاً كبيراً، حفّز تراكم الثروة المتصاعد في المدينة عن طريق عوامل عدة مجتمعة، بداية من استجابة الحكومة الصارمة ضد وباء كورونا، ووصولاً إلى توفير مجموعة من خيارات تأشيرات الإقامة الجديدة".
مميزات دبي
ينتعش الطلب على العقارات في دبي، إذ يجذب تعامل الحكومة مع وباء كورونا وسياسات منح التأشيرات المنفتحة مشترين أجانب بقدر أكبر. ويجني المستوى الفاخر في سوق عقارات الإمارة -بما فيها الفيلات المطلة على الواجهة البحرية في الجزر الصناعية المصممة على شكل نخيل في المدينة– الفائدة من قدوم المستثمرين الأثرياء، على غرار الروس الساعين لحماية أصولهم، ومليونيرات العملات المشفَّرة، بالإضافة إلى المصرفيين الهاربين من قيود احتواء مرض كوفيد الصارمة في آسيا، فضلاً غن أغنياء الهند الباحثين عن منازل ثانية لهم.
تبزغ المدينة أيضاً بوصفها وجهة مفضلة لمضاربي صناديق التحوط الذين تجذبهم سهولة ممارسة الأعمال التجارية والإعفاءات الضريبية، وتمتعها بجاذبية باعتبارها تمثل مركزاً عالمياً للسفر.
ارتفعت ثروة ما يفوق ثلث الأفراد من ذوي الثروات الفائقة في منطقة الشرق الأوسط خلال 2022، بما يزيد على 10%، بحسب "نايت فرانك".
وعلى الرغم من ذلك، تعتبر دبي واحدة من بين أسواق المنازل الفاخرة الأقل تكلفة حول العالم، بفضل "أسعارها المعقولة"، إذ تحتل المرتبة الـ16 من أصل 20 سوقاً سكنية عالمية كبرى في قائمة "نايت فرانك".
بحسب أسعار السوق الحالية؛ توفر قيمة مليون دولار مساحة 1130 قدماً مربعة (ما يعادل 104,98 متر مربع) من الوحدات السكنية في مناطق العقارات الممتازة على غرار نخلة جميرا، أو تلال الإمارات، أو جزيرة خليج جميرا، وهي مساحة تعادل 4 أضعاف المساحة المتوافرة في نيويورك أو لندن أو سنغافورة.
لا تُبدي الطفرة الحالية أي مؤشر على التراجع. ومن المنتظر أن ترتفع أسعار المنازل الفاخرة للغاية على مستوى دبي في العام الجاري بنسبة 13.5%، عقب ارتفاعها 44% العام الماضي، بحسب شركة الاستشارات.
قيمة مقابل سعر
قال أندرو كامينغز، رئيس قسم الإسكان المتميز في "نايت فرانك": "لا تزال سوق دبي تمثل قيمة نسبية رائعة، وهو ما يدفع المشترين من الأشخاص فائقي الثراء لدخول سوقنا بشكل مستمر، حيث يبحث معظمهم عن نمط حياة يمتاز بالأجواء المشمسة والرمال والبحر، وهذا ما أصبح يرادف دبي في الوقت الحالي. كما تنتشر جاذبية المدينة عبر أنحاء العالم".
تزايد أيضاً عدد المشترين الذين يسددون نقداً في دبي خلال 2022، إذ مثلت الصفقات العقارية المسددة نقداً 80% تقريباً من حيث القيمة، مقارنة مع 40% عام 2021 و50% في 2007، بحسب دوراني.
في يناير، أشارت شركة الوساطة "بيتر هومز" (Betterhomes)، ومقرها دبي، إلى أنَّ العملاء الروس كانوا أكبر المشترين الدوليين لعقارات دبي في العام الماضي.