تراجع إقراض الأسر في كوريا الجنوبية للمرة الأولى على الإطلاق، ما يسلط الضوء على تأثير دورة تشديد البنك المركزي لسياسته النقدية لمدة 18 شهراً، والتي تؤثر بدورها على سوق العقارات في البلاد.
ذكر بنك كوريا، اليوم الثلاثاء، أن قروض الأسر انخفضت بنسبة 0.4% عن العام السابق لتصل إلى 1749 تريليون وون (1.3 تريليون دولار) خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022. وارتفع إجمالي ائتمان الأسر، الذي يشمل أيضاً قروض شراء السلع، بنسبة 0.2%، وهي أصغر زيادة يسجلها على الإطلاق، إلى 1867 تريليون وون.
تُعتبر ديون الأسر في كوريا كحصة من الناتج المحلي الإجمالي من بين أعلى المعدلات في العالم. وكانت سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة، بما في ذلك زيادات نصف نقطة، سبباً في تثبيط عزيمة الكوريين عن الحصول على الائتمان في العام الماضي، الأمر الذي ساهم في إصلاح سوق الإسكان وتباطؤ الاستهلاك.
تشديد السياسة النقدية
يتوقع معظم الاقتصاديين أن يبقي بنك كوريا على سعر الفائدة الرئيسي عند 3.5% في اجتماعه يوم الخميس، حيث يقوم صانعو السياسة بتقييم تأثير تشديدهم غير المسبوق للسياسة النقدية.
رغم أن غالبية أعضاء مجلس الإدارة يعتقدون أن المعدل الحالي مرغوب فيه، وأن التضخم يظهر علامات على التراجع، لم يتراجع البنك المركزي بعد عن استعداده لمزيد من التشديد في سياسته إذا لزم الأمر.
من جهته، أشار محافظ بنك كوريا ري تشانغ يونغ، منذ توليه منصبه العام الماضي، إلى أن رفع أسعار الفائدة سيساعد في كبح جماح قروض الأسر. يذكر صانعو السياسات والاقتصاديون أن الأسر ذات الاستدانة العالية هي من بين أكبر المخاطر طويلة الأجل التي تهدد الاقتصاد الذي يشيخ بشكل سريع.
يتزامن التراجع في قروض الأسر في الربع الأخير مع ارتفاع حاد في عام 2021، عندما بلغت طفرة الإسكان ذروتها، حيث قفزت القروض المنزلية بنسبة 10% و7.6% في الربعين الثالث والرابع من 2021 على التوالي.