قالت شركة "كانتري غاردن هولدينغز" ( Country Garden Holdings )، أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، إنَّ أرباح النصف الأول ربما تراجعت بنسبة 70% وسط تصاعد أزمة العقارات في البلاد.
قد يصل الربح الأساسي الأولي للشركة، التي يقع مقرها في "فوشان" ما بين 4.5 مليار يوان (664 مليون دولار) و5 مليارات يوان في الأشهر الستة الأولى من العام، انخفاضاً من 15.2 مليار يوان قبل عام، وفقاً لبيان إفصاح اليوم الخميس.
أصبحت " كانتري غاردن"، التي كانت تعتبر من الشركات العقارية الأكثر تمتعاً بالأمان في الصين، متأثرة بتفكك القطاع عقب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الجهات التنظيمية والقيود المفروضة لمواجهة الوباء، والتي أدت إلى تراجع مبيعات المساكن.
خسرت شركة التطوير العقاري تصنيفها الأخير من الدرجة الاستثمارية الأسبوع الجاري بعد أن خفّضته وكالة "فيتش" للتصنيف إلى درجة غير استثمارية.
أدت أزمة السيولة بين شركات التطوير العقاري في الصين إلى تراجع المشاريع الجديدة، وتعليق بناء حوالي 5% من الشقق القائمة، مما أدى إلى مقاطعة دفع أقساط الرهن العقاري من جانب مشتري المنازل الغاضبين. وقد يؤدي انهيار السوق إلى انخفاض أرباح الشركات الأخرى.
قالت شوجين تشين، المحللة في "جيفريز فاينانشال غروب" (Jefferies Financial Group Inc)، إنَّ "كانتري غاردن" " لن تكون الوحيدة".
تتوقَّع "تشين" أن يعلن العديد من شركات التطوير الخاصة عن انخفاض في الأرباح بنسبة 25% في النصف الأول في ضوء ضعف المبيعات. وأضافت أنَّه مع ذلك؛ سيحل التدفق النقدي محل الربح كمحور رئيسي في موسم الأرباح القادم.
انخفضت أسهم الشركة المطورة في هونغ كونغ بنسبة 5.2%، لتواصل الانخفاض إلى 65% منذ بداية 2022. ومحت سنداتها الدولارية خسائرها المبكرة لترتفع بنحو 2 سنت على الدولار، وفقاً للأسعار التي جمعتها "بلومبرغ".
وتقل معظم سندات الشركة عن 35 سنتاً على الدولار، بعد أن تم تداول بعضها بالقرب من القيمة الاسمية في مطلع العام.
قالت "كانتري غاردن" إنَّ صافي الدخل في النصف الأول بلغ ما بين 200 مليون يوان إلى مليار يوان، انخفاضاً من 15 مليار يوان قبل عام. وتتوقَّع الشركة الإعلان عن النتائج الكاملة في 30 أغسطس.
في اجتماع مع المستثمرين عُقد بعد إصدار التحذير، قال مسؤول تنفيذي في "كانتري غاردن" إنَّ التدفق النقدي للشركة ما يزال قوياً برغم اختبارات الضغط الشديد، وفقاً لأشخاص شاركوا في الاجتماع طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
ذكر الأشخاص أنَّ الشركة شهدت تدفقات نقدية بنسبة 92% من 185 مليار يوان من قيمة المبيعات المتعاقد عليها في النصف الأول. ولم يعلق ممثل إعلامي لـ"كانتري غاردن" فوراً.
نظراً لكونها شركة التطوير الكبيرة الوحيدة في الصين التي تتسم بتدني طبيعة منتجاتها بالسوق؛ فإنَّ " كانتري غاردن" تواجه طلباً أضعف على شراء المنازل.
يقع ما يقرب من أربعة أخماس أراضيها فيما يسمى مدن المستوى 3 والمستوى 4، إذ استهدفت شركة التطوير العمال المهاجرين الذين يتطلّعون إلى حيازة شقق بأسعار معقولة بالقرب من مسقط رأسهم.
تراجعت مبيعات المنازل في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم لأكثر من عام، وانخفضت الأسعار لمدة 11 شهراً على التوالي.
أشارت الشركة إلى عوامل انخفاض الأرباح، والتي شملت بيئة العمل الصعبة بسبب "كوفيد-19"، وانخفاض إيرادات العقارات المبيعة بسبب التراجع في السوق، إلى جانب انخفاض القيمة وخسائر الصرف الأجنبي.
في أواخر الشهر الماضي، باعت الشركة الأسهم بخصم 13% لجمع 2.83 مليار دولار هونغ كونغ (360 مليون دولار)، مما يشير إلى أنَّ شركات التطوير الأكبر تواجه مأزقاً.
قالت الشركة إنَّ بعض العائدات ستستخدم لسداد ديون خارجية. وتمتلك " كانتري غاردن" أكبر عدد من السندات غير الاستثمارية بين جميع الشركات المصدرة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
يراقب المستثمرون الوضع لمعرفة ما إذا كان جمع الأموال سيصبح أسهل بعد أن سعت الحكومة لمساعدة بعض شركات البناء لإصدار أدوات الديون. وقالت "كانتري غاردن" في الاجتماع عبر الهاتف إنَّها تخطط لبيع سندات محلية بضمان من شركة "تشاينا بوند إنشورانس" دون الخوض في التفاصيل بشأن الحجم المحتمل، بحسب ما قال الأشخاص.
من المرجح أن توفر المساندة الحكومية الدعم لسندات الشركة، وفقاً لـلمحللين في "بلومبرغ إنتلجينس" دانييل فان، وأدريان سيم.
قال المحللان في مذكرة بحثية إنَّ: "الظروف الكارثية التي شهدها القطاع خلال النصف الأول معروفة جيداً، كما أنَّ تركيز السوق أقل على الربح المحاسبي من التدفق النقدي وخاصة مخاطر السداد. الأفاق المستقبلية للشركة في هذا المجال ربما تكون قد تحسّنت".