استأنفت أسعار الفائدة على الرهن العقاري في الولايات المتحدة قفزاتها الصعودية، بالغة أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2009.
قالت مؤسسة تمويل الرهن العقاري الأمريكية (فريدي ماك)، في بيان، الخميس، إن متوسط سعر الفائدة على القروض لأجل 30 عاماً قفز إلى 5.27%، مقارنة بـ5.10% خلال الأسبوع الماضي.
رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأربعاء، سعر الفائدة القياسي لديه بمقدار نصف نقطة مئوية، وهي أكبر زيادة منذ عام 2000. كما أشار إلى احتمال إقرار زيادات إضافية مماثلة مستقبلاً، سعياً منه لكبح التضخم، وتهدئة سوق الإسكان المحمومة بشدة.
ربما تدفع تكاليف الرهن العقاري الأعلى –التي ارتفعت بالفعل بنحو نقطتين مئويتين خلال العام الجاري- في كبح المزيد من الراغبين في شراء المنازل، وتقليل المنافسة على المعروض الشحيح من العقارات المتاحة.
حفل سوق الإسكان الأمريكي أوشك على الانتهاء
أثرياء العالم أنفقوا 40 مليار دولار على شراء المنازل الفاخرة في 2021
قال سام كاتر، كبير الاقتصاديين في "فريدي ماك"، عبر بيان: "رغم أن القدرة على تحمل تكلفة المنازل والضغوط التضخمية تطرح تحديات أمام المشترين المحتملين، إلا أن أسعار المنازل ستواصل الزيادة، لكن من المتوقع انخفاضها خلال الأشهر المقبلة".
صعوبة الادخار
أظهرت بيانات من الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في الولايات المتحدة أن العائلات أنفقت غالباً 18.7% من دخلها على أقساط الرهن العقاري في الربع الأول من العام الجاري، ارتفاعاً من 14.2% قبل عام مضى.
ووفقاً للمتوسط الحالي لسعر الفائدة على القروض لأجل 30 عاماً، سيدفع المدين الحاصل على رهن عقاري بقيمة 300 ألف دولار 1660 دولاراً شهرياً، أي أكثر بـ377 دولاراً من المستوى الذي شهده في نهاية العام الماضي.
قال جويل بيرنر، كبير محللي الأبحاث الاقتصادية في "ريلتور دوت كوم" (Realtor.com): "مع الزيادة الكبيرة في الأقساط الشهرية، أصبح المشترون ممن لا يملكون مدخرات لسداد دفعة أولية كبيرة عرضة لخطر الخروج من السوق. ويحدث ذلك للأسف في الوقت الذي بلغت فيه الإيجارات في جميع أنحاء الولايات المتحدة أعلى مستوياتها على الإطلاق، ما يزيد من صعوبة الادخار لدى من يتطلعون لشراء منزل لأول مرة".
بدأت قلة العقارات المتاحة في عرقلة المشتريات. لكن ماثيو بوينتون، كبير الاقتصاديين العقاريين في "كابيتال إيكونوميكس" (Capital Economics) يرى أن الكثير من الطلب المكبوت من العامين الماضيين، إضافة إلى زيادة نسبة المشترين الذين يسددون فوراً، يجعلان انهيار مبيعات المنازل غير مرجح.