اقتنص المشترون الروس عقارات دبي في الربع الأول من هذا العام، ليصعدوا بذلك مرتبتين إلى المركز الخامس في تصنيف الدول الصادر عن شركة الوساطة العقارية "بيتر هومز".
هذا هو أحدث دليل على استثمار الروس في عقارات مدينة مركز الأعمال الخليجية بعدما واجهت روسيا عقوبات شديدة الصرامة جرّاء غزوها لأوكرانيا.
كان رجل الأعمال رومان أبراموفيتش، الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بالرئيس فلاديمير بوتين، من بين الذين اكتشفوا السوق.
قالت "بيترهومز" في دبي، إنَّ مشتريات الروس قفزت بمقدار 67% على أساس سنوي، رافضة الكشف عن إجمالي قيمة المعاملات. احتل المشترون الروس المرتبة السابعة لمدة عامين بعد صعودهم من التاسعة في عام 2019.
قال رايان ماهوني، الرئيس التنفيذي لـ"بيترهومز" في مقابلة، إنَّ العملاء الروس الأثرياء "يريدون غالباً عقارات مُطلّة على الشواطئ".
وتشمل الأحياء الأكثر جاذبية للروس جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية الشهيرة في دبي، والتي تعد موطناً لعقارات تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات.
أفاد أيضاً أنَّ الروس كانوا دوماً جزءاً من سوق الإمارات العربية المتحدة على الرغم من أنَّ الزيادة الأخيرة في المشترين بدأت من قاعدة منخفضة.
برزت دبي، كواحدة من الوجهات المفضّلة لدى بعض الشركات العالمية مثل "غولدمان ساكس" التي تسعى إلى نقل موظفيها من روسيا.
تعافي القطاع العقاري
تتعافى سوق العقارات، التي تساهم بنحو ثلث اقتصاد دبي، من ركود استمر لمدة سبع سنوات، وقد تعرّض القطاع لضربة كبيرة في وقت سابق بعد رحيل العمال الأجانب خلال الجائحة، وأدى ذلك، وفقاً للتقديرات، إلى أكبر انخفاض في عدد السكان في الخليج.
تزامناً مع تخفيف القيود المرتبطة بجائحة كورونا؛ ارتفعت مستويات الإشغال في مناطق التملك الحر إلى 93% في الربع الأول من 79% خلال الفترة نفسها من عام 2021، على حد قول الوسيط العقاري.
بلغ إجمالي المعاملات خلال الأشهر الثلاثة الأولى نحو 18 ألف معاملة بقيمة مبيعات قدرها 43 مليار درهم (11.7 مليار دولار) مقارنة بنحو 10 آلاف في الفترة نفسها من العام الماضي.
شهدت دبي صفقة بيع قياسية لمنزل خاص واحد بقيمة 280 مليون درهم خلال الربع، وفقاً لـ"بيترهومز".
زيادة معدلات التملك
جاءت الزيادة في مبيعات عقارات دبي، بدعم من شعور المستثمرين الأوروبيين بالقلق من ارتفاع محتمل للضرائب في بلادهم، بالإضافة إلى المشترين الروس الذين يرغبون في حماية ثرواتهم.
شملت أفضل مواقع شراء الشقق في دبي منطقة الخليج التجاري القريبة من منطقة وسط المدينة والمركز المالي، وتبعتها منطقة "دبي مارينا". كما عادت معظم معاملات الفلل، ومنازل "تاون هاوس" المُسجّلة إلى منطقتي قرية جميرا والمرابع العربية.
ارتفعت نسبة إشغال التملك الحر بنسبة تفوق المستويات السابقة للجائحة بكثير، وفقاً لـ"بيترهومز"، وبرغم الاهتمام الروسي المتزايد وتبوّء المشترين الهنود المرتبة الثانية؛ استحوذ العملاء الأوروبيون، لا سيما من البريطانيين، على العدد الأكبر من مبيعات "بيترهومز".
قال ماهوني: "نرى فئة جديدة من المستثمرين الأوروبيين الغربيين شبيهة بالأسر فاحشة الثراء التي لم تشارك سابقاً في سوق دبي، وهم يوجدون هنا حالياً".