مخاوف ديون "لوغان" تضرب سندات عقارات الصين الدولارية

مباني سكنية تحت الإنشاء في موقع تطوير لمجموعة إيفرغراند الصينية في بكين. - المصدر: بلومبرغ
مباني سكنية تحت الإنشاء في موقع تطوير لمجموعة إيفرغراند الصينية في بكين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

هبطت بشدة سندات شركات العقارات الصينية الدولارية من الدرجات الاستثمارية وعالية المخاطر بسبب المخاوف المرتبطة بالديون المستترة لمجموعة "لوغان" (Logan Group)، كما تراجعت أسهم الشركات العقارية أيضاً بعد أن كشفت البيانات عن تباطؤ النمو الاقتصادي، فضلاً عن خفض البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي لأول مرة منذ أوائل 2020.

هبطت سندات شركة "لوغان" إلى مستويات قياسية بسبب التكهنات حول أن شركة العقارات الصينية ربما تكون لديها التزامات ديون تفوق كثيراً ما تم الإعلان عنه. أثرت المخاوف المتعلقة بشركة "لوغان" على المجموعة الأوسع من شركات التطوير العقاري التي أصدرت سندات بعوائد مرتفعة في الصين، والتي تسير صوب تسجيل تراجع للمرة العاشرة على التوالي، بحسب مؤشر بلومبرغ.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ


هبط مقياس بلومبرغ إنتليجنس للشركات العقارية الصينية بما يقرب من 1.7% يوم الاثنين، مسجلاً تراجعاً للجلسة الرابعة على التوالي، في ظل الضغوط التي تعاني منها شركة "كونتري غاردن" القابضة، التي هبطت بـ 7.7%. تأثرت أكبر شركة تطوير عقاري في الصين جراء أزمة السوق العقارية، حيث تتعرض أسهمها وسنداتها لضغوط بسبب مخاوف المستثمرين من أن ما تم نشره عن فشل جمع التمويل ربما يكون نذيراً بتقلص الثقة.

أرجع مضاربون الهبوط الشديد لكافة السندات الدولارية عالية المخاطر والسندات ذات الدرجة الاستثمارية لشركات التطوير العقاري في الصين، إلى المخاوف المتعلقة بالديون المستترة لدى "لوغان". وأشار المضاربون إلى أن السندات ذات العوائد المرتفعة تراجعت بنحو 3 سنتات لكل دولار.

تراجعت سندات شركة "رود كينغ" الدولارية مستحقة السداد في سنة 2025 بمقدار 6.5 سنتات لتصل إلى 80.9 سنت عند الساعة 11:55 صباحاً بتوقيت هونغ كونغ، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ، وهبطت سندات "باور لونغ" ذات العائد البالغ نسبته 6.95% والمستحقة في سنة 2023 بمقدار 6.2 سنت لتصل إلى 62.5 سنت. ويسير كلاهما بوتيرة متسارعة نحو تسجيل أكبر هبوط منذ 11 أكتوبر ومستوى إغلاق قياسي منخفض.

الديون المستترة تضرب سندات "لوغان" العقارية

هبطت سندات شركة "لوغان" الدولارية والمستحقة السداد في 2023 بمقدار 10.8 سنتات لتبلغ 66.1 سنتاً في الساعة 10:50 صباحاً بتوقيت هونغ كونغ، لتقود تراجع شركات التطوير العقاري الصينية.

نفت شركة التطوير العقاري -التي تحتل المرتبة العشرين بين أكبر الشركات العقارية في الصين من حيث المبيعات التعاقدية- يوم الجمعة الشائعات التي ترددت حول طرحها ديوناً بطريقة سرية، بعد أن أدت المخاوف حول التزاماتها إلى هبوط واسع النطاق لسنداتها الدولارية.

كما نفت شركة "لوغان" أيضاً ما جاء في تقرير موقع "ديتواير" المنشور في وقت لاحق من ذلك اليوم والذي زعم أنها قدمت ضمانات لقرضين وسندين بجودة ائتمانية معززة. ونوه التقرير إلى أن "لوغان" ربما تكون واقعة في مأزق متعلق بضمانات بقيمة 812 مليون دولار خاصة بالتزامات ديون مستحقة حتى عام 2023.

تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي الصيني يدفع باتجاه خفض سعر الفائدة

تراجعت معدلات النمو الاقتصادي في الصين خلال الربع الأخير من العام الماضي، على وقع تباطؤ الإنفاق الخاص وأزمة السوق العقارية وموجات تفشي الفيروس.

أعلن المكتب الوطني للإحصاء يوم الإثنين إن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بلغ 4% خلال الربع الأخير من 2021 مقارنة بالعام السابق، وهو أعلى من توقعات خبراء الاقتصاد البالغة 3.3%، بيد أنه جاء أكثر بطئاً عما كان عليه خلال الشهور الثلاثة السابقة. وعلى مدار العام بأكمله، نما ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 8.1%، وهي نسبة تفوق كثيراً معدل الحكومة المستهدف والبالغ "أكثر من 6%".

الصين تقلص سعر الفائدة الأساسي لأول مرة منذ أبريل 2020

خفضت الصين سعر الفائدة الأساسي للمرة الأولى منذ ذروة تفشي وباء فيروس كورونا في عام 2020، حيث أسفر هبوط سوق العقارات وتكرار موجات تفشي الفيروس عن تراجع توقعات معدلات النمو بالبلاد.

قلص بنك الشعب الصيني سعر الفائدة الأساسي على القروض العامة لمدة عام بمقدار 10 نقاط أساس لتصل إلى 2.85%. ليعد ذلك أول خفض منذ أبريل 2020. كما تم تخفيض الفائدة على اتفاقيات إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام بنفس القدر لتصل إلى 2.1%.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

"غولدمان" تفضل ألعاب ماكاو في آسيا، وتوصي بتنويع الاستثمار

فضلت مجموعة "غولدمان ساكس" ألعاب ماكاو و"الشركات غير الصينية المصنفة من الفئة (بي)" في آسيا ذات العائد المرتفع، كما أوصت المستثمرين باستمرار توخي الحذر والعمل على تنويع الاستثمارات بين شركات التطوير العقاري التي تتمتع بأفضلية على أساس الجودة.

كتب المحللان كينيث هو وتشاكي تينف في تقرير صدر يوم الجمعة، أن زيادة الضغوط على القطاع العقاري مرتفع العائد في الصين تدلل على أن إجراءات تيسير السياسة النقدية "ليست كافية لتحقيق استقرار التدفق الائتماني لشركات التطوير العقاري" إلى حد الآن.

أزمة عقارات الصين تصل لأكبر شركة بناء

ما تزال أسهم وسندات شركة "كانتري غاردن" ترزح تحت الضغوط عقب تعرضها لخسارة شديدة الأسبوع الماضي جراء مخاوف تتعلق بالثقة. تعد هذه الشركة واحدة من كبرى شركات التطوير العقاري الخاصة ومن ذوات الجودة الأفضل التي لم تتعرض لتأثير كبير ناجم عن أزمة نقص السيولة المالية، حتى في ظل تعرض نظراء لها على غرار مجموعة "شيماو" القابضة لانقلابات دراماتيكية أصابت التصنيفات الائتمانية.

يتم النظر للشركة على أنها رائدة في مجال التصدي لمخاطر انتشار عدوى التعثر، خاصة في ظل تهديدات التعثر غير المسبوقة في سوق الائتمان الخارجي بجر الائتمانات الجيدة للهبوط. مع الأخذ في الاعتبار وجود ما يفوق 3000 مشروع سكني للشركة في كل مقاطعة تقريباً في الصين، فإن الوضع المالي لـ "كونتري غاردن" سيكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية ضخمة.

في حال بدأت مؤشرات الضائقة المالية في الظهور على شركة "كانتري غاردن"، فسيلحق ذلك خسائر هائلة بالمستثمر الضعيف بالفعل ويضر بثقة مشتري المنازل، وهو ما يخلق تهديدات على الاقتصاد الصيني وكذلك الاستقرار الاجتماعي.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

تشاينا توداي: "غولدمان" رفعت تقديراتها للتخلف عن سداد السندات عالية المخاطر لعام 2022

لم يغير العام الجديد من حظوظ شركات التطوير العقاري الصينية. فهبطت سنداتها الدولارية إلى مستويات منخفضة جديدة. وبعد مرور أسبوعين فقط من العام الجديد، رفعت "غولدمان ساكس" بالفعل توقعاتها للتخلف عن السداد خلال العام الحالي.

يرى الخبيران الاستراتيجيان كينيث هو وتشاكي تينغ عودة تزايد الضغوط، عقب التعافي الذي شهدته جراء عروض مقايضة السندات أو تمديد فترة الاستحقاق. يتوقعان وصول معدل التخلف عن السداد إلى 19% لشركات التطوير العقاري ذات العائد المرتفع، صاعدة من التقدير السابق البالغ 11.5%.

تفاقم هبوط سوق المنازل في ظل تراجع الأسعار للشهر الرابع

كشفت الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء يوم السبت عن هبوط أسعار المنازل الجديدة عبر 70 مدينة، باستثناء الإسكان المدعوم من قبل الدولة، بنسبة 0.28% خلال الشهر الماضي مقارنة بشهر نوفمبر، الذي تراجعت فيه بـ 0.33%. وربما يؤدي تراجع الأسعار إلى إبعاد مشتري المنازل عن قلقهم على قيمة أصولهم، وهو ما يصعب من مهمة شركات التطوير لبيع العقارات، كما أنه يصعب من توليد السيولة النقدية وهم في أمس الحاجة لها.

لم تسفر تحركات المسؤولين في الآونة الأخيرة للحد من بعض قيود التمويل العقاري عن شيء يذكر على صعيد تدعيم السوق. بقي الطلب على قروض الإسكان محدوداً خلال شهر ديسمبر الماضي، في ظل ارتفاع قروض الأسر متوسطة وطويلة الأجل، وهي بديل عن الرهون العقارية، بأقل مستوى من الارتفاع منذ فبراير 2020. وزادت حملات شركات التطوير لتسويق مبيعات نهاية العام من الضغوط الهبوطية الواقعة على الأسعار.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك