يتأهب المستثمرون لموجة تقلبات جديدة في أسواق الائتمان في الصين هذا الأسبوع، مع اقتراب وابل من المواعيد النهائية لسداد الديون المتعلقة بمجموعة من الشركات العقارية الأكثر تعثراً.
تسعى مجموعة "تشاينا إيفرغراند" (China Evergrande Group) إلى تجنّب أول تخلف لها عن سداد سنداتها الداخلية عندما يصوّت حاملو هذه السندات على قرار ما إذا كانوا سيسمحون للشركة بتأجيل السداد يوم الخميس. وفي الوقت نفسه؛ فإنَّ إحدى الوحدات البرية التابعة لشركة "شيماو غروب هولدينغز" (Shimao Group Holdings Ltd)، التي تم تصنيفها على أنَّها ذات جدارة استثمارية قبل شهرين فقط، تحتاج أيضاً إلى تسديد خدمة أقساط سندات تناهز 376 مليون دولار، مستحقة هذا الأسبوع.
دفعت أزمة الائتمان بقطاع العقارات في الصين حالات التخلف عن السداد إلى مستوى قياسي العام الماضي، مما أدى إلى زيادة مستويات الإجهاد بسوق الائتمان الخارجي إلى التحرك لأعلى مستوى ممكن في مؤشر "بلومبرغ" لتتبع الائتمان بالصين في ديسمبر. ومن المحتمل أن يستمر هذا الوضع مع اقتراب أجل استحقاق دفع ما لا يقل عن 197 مليار دولار من السندات، والفوائد، والمنتجات الاستئمانية، والأجور المؤجلة لملايين العمال المهاجرين في بداية الشهر.
يعاني حاملو السندات في الخارج قدراً من المأساة هذا الأسبوع بعد أن أعادت شركة "غوانزو آر آند اف بروبرتيز" (Guangzhou R&F Properties Co) شراء 16% فقط من السندات المتأخرة في مناقصة، وطلبت الموافقة الذي وصفته وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني بأنَّه "استبدال متعثر". وقالت الشركة في البداية، إنَّها تتوقَّع تخصيص 300 مليون دولار للصفقة، قبل الإعلان عن أنَّ لديها "مبلغاً أقل".
اقرأ أيضاً: الصين تقرر هدم 39 برجاً سكنياً لـ "إيفرغراند" في "هاينان"
من المتوقَّع أن تظل إخفاقات سداد الشركات عند وتيرة قياسية هذا العام، حتى مع دعوة السلطات المعنية البنوك لتعزيز الإقراض العقاري في الربع الأول، وتخفيف قيود رئيسية على الديون للمطورين. أدت تكاليف الاقتراض الباهظة في السوق الخارجية فعلياً إلى تجميد العديد من شركات البناء خارج هذه السوق، مما يجعل من الصعب تجديد هذا الدين.
شيماو
تواجه مجموعة "شيماو" (Shimao)، المتخصصة في إنشاءات العقارات السكنية، والفندقية، والمكتبية، والتجارية، سلسلة من دفعات السندات هذا الأسبوع. وعليها قسيمة فائدة سندات بقيمة 6.9 مليون دولار مستحقة غداً الخميس. وخصصت شركة "شنغهاي شيماو" التابعة لها أموالاً لسداد سندات محلية بقسيمة فائدة نسبتها 4.65% مستحقة يوم السبت مع أصل مستحق يبلغ 1.9 مليار يوان (300 مليون دولار)، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة.
وحتى وقت قريب، كانت مجموعة "شيماو" تعتبر واحدة من أكثر اللاعبين من ذوي الوضع المالي القوي على مستوى القطاع. عانت الشركة الأسبوع الماضي من أزمة سندات بعد أن قال أحد الدائنين، إنَّ إحدى وحداتها تخلّفت عن سداد قرض محلي. وقد يشكل أي فشل في الشركة خطراً على أسواق الائتمان أكبر من أزمة "إيفرغراند"، وفقاً لبعض المستثمرين.
إيفرغراند
تتطلع "إيفرغراند" إلى تجنب أول تخلف محتمل عن السندات المحلية من خلال الحصول على الدعم الكافي من الدائنين لتأجيل السداد. مدّدت الشركة بالفعل الموعد النهائي للتصويت حتى يوم الخميس.
ديون إيفرغراند الصينية تفوق الديون الخارجية لـ5 دول عربية
وتحتاج وحدة العقارات العملاقة المحلية "هينغدا" إلى موافقة معظم الدائنين على اقتراحها بتأجيل الموعد النهائي لتسديد سندات بقيمة 4.5 مليار يوان من الموعد المقرر في 8 يناير إلى ستة أشهر لاحقة. وطالب حاملو الأوراق المالية سابقاً بالسداد المبكر على السند الذي يُستحق السداد في عام 2023.
تم تصنيف الشركة على أنَّها متخلفة عن السداد لأول مرة في أوائل ديسمبر الماضي، لأنَّها لم تتمكن من تسديد مستحقات على سنداتها الدولارية. وفي ذلك الوقت، تم تشكيل لجنة لإدارة المخاطر مكونة من سبعة أعضاء "للتواصل بفاعلية" مع الدائنين.
[object Promise]