يبرم صندوق الثروة السيادي النرويجي الذي تبلغ إجمالي أصوله 1.4 تريليون دولار المزيد من الصفقات في قطاع العقارات غير المدرَجة بعد شراء حصة بقطاع العقارات المكتبية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وذلك في إشارة إلى تحسُّن سوق العقارات التي تأثَّرت بشكلٍ كبير بتداعيات وباء كورونا.
قالت مي هولستاد، التي تولَّت منصب كبير مسؤولي الأصول الملموسة بالصندوق في أكتوبر الماضي في مقابلة: "ما زلنا نشهد نشاطاً بطيئاً في جانب الأصول غير المدرَجة في المحفظة، ولكن لدينا المزيد من الاستثمارات التي نخطط لها في ظل تزايد المعروض للبيع بشكل أكبر مما رأينا مؤخَّراً".
دفع "البنك النرويجي لإدارة الاستثمارات السيادية"، والمعروف بالصندوق السيادي الذي يتخذ من أوسلو مقرّاً له 391.9 مليون دولار الأسبوع الماضي مقابل حصة تبلغ 47.5% في مشروع مشترك مع شركة "ميتلايف لإدارة الاستثمار" التي تمتلك مكتب "وان ميمورال درايف" في كامبريدج بماساتشوستس.
أشار جون مكارثي، رئيس الاستثمارات العقارية غير المدرَجة في الولايات المتحدة بالصندوق في المقابلة نفسها، إلى أنَّه في الوقت الذي ابتكر فيه صندوق الثروة السيادية الأكبر في العالم استراتيجية جديدة للاستثمار في العقارات المدرَجة، وغير المدرَجة عام 2019 انخفضت أسعار العقارات المدرَجة بسبب الوباء، مما دفع الصندوق إلى إعادة تخصيص "مبلغ كبير"، لأنَّ سوق العقارات غير المدرَجة "لم تتحرَّك بالسرعة نفسها".
مزيد من الصفقات في الطريق
وقال مكارثي: "وان ميموريال درايف يعتبر مثالاً نموذجياً على كيفية العودة لزيادة استثماراتنا في سوق العقارات الخاصة. وخلال الأسابيع القليلة المقبلة على الأقل؛ ستتمُّ أكبر صفقة بيع أصول هذا العام".
بدأ الصندوق الاستثمار في العقارات غير المدرَجة عام 2010 في شارع ريغنت في لندن قبل أن يتوسَّع إلى الولايات المتحدة التي تستحوذ حالياً على نحو نصف استثمارات المحفظة بقيمة 281 مليار كرونة (32.5 مليار دولار)، إذ يركِّز الصندوق هناك على العقارات المكتبية، والتجزئة، والخدمات اللوجستية.
بلغ عائد الاستثمارات في العقارات غير المدرَجة 4.6% في النصف الأول، في حين بلغ عائد الاستثمار في العقارات المدرَجة التي بلغت قيمتها 212 مليار كرونة 14%خلال الفترة نفسها.
قال مكارثي: "نحن نراجع بشكل أو بآخر كل فرصة سانحة في السوق".
أشارت هولستاد إلى أنَّ فريق إدارة الاستثمارات العقارية مازال يبحث عن الفرص بشكل "انتقائي" في ظل استهداف الوصول بإجمالي الاستثمارات العقارية إلى 5% من إجمالي أصول الصندوق، في حين تبلغ 4.2% فقط في الوقت الحالي.
وأضافت هولستاد، أنَّه "مع نمو الصندوق سيظل هناك الكثير من رأس المال، ليتمَّ توظيفه في السنوات القادمة. وسنكون لاعباً رئيسياً في سوق العقارات، وخصوصاً في العقارات الخاصة".